النفـــاق النـــووي!
بقلم د. عبد الله هلال |
من عجائب هذا الزمن الرديء.. زمن الجاهلية الحديثة (أو الثانية) أن الدولة الوحيدة التي تجرأت على الإنسانية وعلى حقوق الإنسان؛ باستخدام القنابل النووية الإجرامية ضد المدنيين الأبرياء، هذه الدولة الباغية هي نفسها التي تتقمص دور الفتوة لمنع غيرها من امتلاك هذا السلاح. لو أنها بدأت بنفسها وأعلنت ندمها وأسفها على هذه الجريمة الكبرى، وقامت بتفكيك آلاف القنابل النووية التي تمتلكها.. لكان من الممكن أن نصدقها ونقف إلى جوارها فيما تدعو إليه. وليت الأمر اقتصر على هذا العبث (لم تقولون مالا تفعلون)!.. ولكن الولايات المعتدية الأمريكية (ومعها حلفها الغربي) تنتقي من بين دول العالم دول تطاردها وتحاصرها وتعتدي عليها بحجة امتلاك أو السعي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل، ودول تدللها وتغض الطرف عنها.. بل وتعاونها في امتلاك هذه الأسلحة. هل هناك نفاق أسوأ من هذا؟!.
وقد تجلى هذا النفاق مؤخرا بإعلان الحلف الصهيوني الأمريكي أن قضية إخلاء (الشرق العربي) من أسلحة الدمار الشامل "مؤجلة" لحين انتهاء الصراع العربي الصهيوني.. طبعا لأن هذا الإخلاء يعني تجريد العدو الصهيوني- المالك الوحيد لها- من هذه الأسلحة. ومعروف أن هذا الصراع لن ينته؛ لأن نهايته في نظر العدو- المدعوم من الغرب كله- تعني تسليم الفلسطينيين والعرب بأن أرض فلسطين التاريخية كلها ملك للعدو ومن حقه طرد كل العرب منها، وهذا لن يحدث مهما طال أمد الصراع. ومعنى ذلك أن الغرب يشارك العدو الصهيوني في ابتزازنا وتهديدنا بالفناء إن لم نرضخ للأطماع الصهيونية، ونتنازل عن حقوقنا ومقدساتنا.. ونرضى بالتسوية الاستسلامية التي يريدها العدو.
ولا غرابة بالطبع أن ينعكس هذا الخلل والنفاق الفج على قضية الاستخدام السلمي للطاقة النووية.. فالعرب، والمسلمون من حولهم، في حاجة ماسة إلى الاستفادة من هذه الطاقة لتحلية مياه البحر، لأننا نعيش في منطقة يغلب عليها الجفاف وارتفاع درجة الحرارة، وهناك أزمة مائية كبيرة تقلل من فرص التنمية والتطور. والاستخدام السلمي للطاقة النووية يتطلب فهم وتشغيل دورة الوقود النووي.. وإذا لم تكن الدولة الراغبة في توليد الطاقة النووية قادرة على امتلاك هذا الوقود فسوف تظل رهينة لمن يمدها به أو يحتكره. لذا فليس هناك مفر من خوض معركة الوقود النووي قبل البدء في إنشاء محطات نووية.. وهذا ما تفعله إيران بجدارة، لأنه من غير المعقول أن ننفق المليارات في تشييد محطات نووية ثم نجلس ننتظر من يمن علينا بهذه السلعة الاستراتيجية (الوقود النووي). ونظرا لأن النجاح في إنشاء وتشغيل دورة الوقود النووي، والحصول على يورانيوم مخصب، يعني قدرة الدولة الممارسة لهذا النشاط على زيادة معدل التخصيب، وإمكانية الوصول إلى وقود يكفي لصنع القنابل النووية.. لذا فقد تهيأت الفرصة للحلف الصهيوني الأمريكي لضرب عصفورين بحجر واحد؛ منعنا من الاستفادة من هذه التقنية المتقدمة وما يترتب عليها من تنمية وتقدم اقتصادي وعلمي، ومنعنا أيضا من امتلاك أسلحة للردع- كما يمتلكون. ويتجلى النفاق مرة أخرى في محاولة منعنا من تصنيع الوقود النووي- بحجج خائبة- دون غيرنا من دول العالم لنظل ندور في حلقة مفرغة.. وهم الذين يمدون العدو بهذا الوقود وتقنياته، ويرفضون مجرد مناقشة ما يمتلكه من أسلحة يمكن أن تدمر العالم كله. وليس هناك شك في أن ما يحدث مع إيران الآن بحجة برنامجها النووي سوف يحدث مع أية دولة عربية تفعل باستقلالية ما تفعله إيران.. حتى دول ما يسمى الاعتدال العربي- الصديقة (!) لأمريكا، وما حدث مع العراق وأيضا سوريا وليبيا ليس ببعيد.
ما السر في هذه السياسة المنافقة التي لا تطبق إلا علينا؟.. لماذا لا يستضعف الحلف الصهيوني الأمريكي سوى العرب الطيبين الذين تركوا برهم وبحرهم وأجواءهم لقوات الحلف، ويضعون أموالهم في مصارفه، ويمدونه بأهم سلعة عرفها العالم؟.. أليس للعرب فضل كبير على أمريكا نفسها بجعل أوراقها المطبوعة المسماة "دولار" عملة عالمية لها قيمة كبيرة؟.. هل تستطيع أمريكا أن تظل قوة عظمى دون العرب؟. السر يا عرب هو التفرق والانحناء.. ألم نقل مئة مرة أن الانحناء يغري بالامتطاء. إن هذه السياسة (المنافقة) تطبق "يوميا" والعرب (الرسميون طبعا) يتجرعون هذا الذل وهم سعداء، راضون، وموافقون.. والسكوت علامة الرضا. وهناك مظاهر عديدة تدل على ذلك:
• العدو الصهيوني يكثر من ترديد مقولة أنه لا يمكن أن يتسامح أو يفرج عن أسرى فلسطينيين (أو عرب) أيديهم ملطخة بدماء المغتصبين الصهاينة.. والعرب صامتون متفهمون لهذه الفرية العنصرية، ولم يقل أحد منهم ونحن بالمثل لا يمكن أن نتسامح مع من تلوثت أيديهم بدماء الفلسطينيين والعرب (مصريين، سوريين، لبنانيين، أردنيين... الخ).. بل للأسف يجلسون مع، ويعانقون، ويصافحون هذه الأيدي القذرة التي تقطر دما، والتي ارتكبت من المذابح والمجازر ضد المدنيين وضد الأطفال وضد الأسرى ما يصعب حصره.
• العدو الصهيوني يسجن آلاف الفلسطينيين وينكل بهم، ويضيف أسرى جدد يوميا ونحن صامتون، والعالم كله صامت لصمتنا.. فإذا خرس العرب- أصحاب الحق- لابد أن يخرس الضمير العالمي. وعندما تهيأت الفرصة لأسر "شاليط" واحد، ظهر النفاق سريعا وطالب العالم كله بإطلاق سراحه دون أن يطالب هؤلاء، أو يذكروا شيئا عن آلاف الأسرى الفلسطينيين. وكلما زار ضيف غربي دول المنطقة يطالب ببرود وقلة ذوق بإطلاق هذا الشاليط، وكأنه لم يسمع أو يعلم أن هناك أسرى بالآلاف لدى العدو.. والعرب متفهمون لهذا الأمر وراضون بهذه العنصرية، بل إن بعضهم لم يخجل من السعي بكل إخلاص لإطلاق هذا الشاليط.
• الغرب المنافق كله يمد العدو الصهيوني بأحدث الأسلحة الهجومية وأكثرها فتكا، والعدو يستخدم هذه الأسلحة يوميا، ولا يخزنها مثلنا.. ونحن محرم علينا حتى الأسلحة الدفاعية!. حرام أن يدافع الفلسطينيون عن أنفسهم، حرام على حزب الله، وحرام على سوريا.. والعرب متفهمون راضون!. من حق العدو أن يمتلك الأسلحة، ومن حقه أن يضرب أو يستولي على السفن التي يشك في نقلها أسلحة لسوريا أو غيرها.. إذ كيف نتجرأ وندافع عن أنفسنا؟. وعندما شك العدو في نقل أسلحة من سوريا لحزب الله، قامت الدنيا، وبدأت التهديدات العلنية لسوريا مع تجديد العقوبات الأمريكية عليها.. وكان رد الفعل العربي عجيبا، إذ سارع الجميع بنفي "التهمة"، ولم يقل أحد منهم إن من حقنا امتلاك أسلحة للدفاع عن أنفسنا أو لتحرير أرضنا؛ مُقرّين بحق العدو الغاصب لأرضنا في احتكار الأسلحة، وكأنه على حق ونحن على باطل!!.
• العرب يدعمون اقتصاد أمريكا؛ ويرضخون لكل مطالبها حتى في احتلال دولة عربية شقيقة.. وهي تدعم العدو الصهيوني علنا، وتعلن ليل نهار أن أمن الكيان الصهيوني جزء من أمنها القومي، وأنها لن تتردد في دعمه مهما فعل ليظل أقوى من كل العرب. ولو تحلى النظام الرسمي العربي بقليل من الرجولة لرد على أمريكا بدعم إيران (صاعا بصاع)؛ والتحالف معها مقابل تحالف أمريكا مع الكيان الصهيوني.. حتى وإن اختلفنا مع إيران، فعدو عدوي صديقي. لو حدث هذا لتغير الموقف كثيرا.. ولكن أين هي الرجولة العربية؟!.
والأمثلة الشبيهة أكثر من أن تحصى.. ولو ظل العرب على هذا الحال (المائل) فسوف نواجه بالنفاق الغربي، بل والعالمي، في كل المجالات، وسوف يمنعنا النفاق النووي ويحرمنا من اللحاق بأهم تقنيات العصر الحديث. لن يُسمح للعرب بالاقتراب من تقنيات الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، ناهيك عن الاستخدامات العسكرية لردع العدو الذي يهددنا بالفناء ليل نهار بأسلحته النووية. ونحن في الحقيقة لا نؤيد انتشار الأسلحة النووية، ونرى أنه لا ينبغي أن تسعى أية دولة لامتلاكها، ولكن هذا يجب أن يكون تحريما عاما يسري على جميع دول العالم.. أما أن يَسمح العالـَم بامتلاك ولو دولة واحدة لهذا السلاح الإجرامي؛ فهذا يعطي الحق لأية دولة أخرى تشعر بالتهديد أن تمتلكه. فإما أن يكون التحريم عاما وشاملا.. وإما أن تكون الإباحة عامة، وأسلوب النفاق والكيل بمكاييل مختلفة لن يحل المشكلة، بل سيعقدها. وهذا تنبيه مخلص لكل العرب: لو فاتكم القطار النووي فلن تكون هناك تنمية ولا تقدم، ولا حتى مياه للشرب.. ألا هل بلغت؟
وقد تجلى هذا النفاق مؤخرا بإعلان الحلف الصهيوني الأمريكي أن قضية إخلاء (الشرق العربي) من أسلحة الدمار الشامل "مؤجلة" لحين انتهاء الصراع العربي الصهيوني.. طبعا لأن هذا الإخلاء يعني تجريد العدو الصهيوني- المالك الوحيد لها- من هذه الأسلحة. ومعروف أن هذا الصراع لن ينته؛ لأن نهايته في نظر العدو- المدعوم من الغرب كله- تعني تسليم الفلسطينيين والعرب بأن أرض فلسطين التاريخية كلها ملك للعدو ومن حقه طرد كل العرب منها، وهذا لن يحدث مهما طال أمد الصراع. ومعنى ذلك أن الغرب يشارك العدو الصهيوني في ابتزازنا وتهديدنا بالفناء إن لم نرضخ للأطماع الصهيونية، ونتنازل عن حقوقنا ومقدساتنا.. ونرضى بالتسوية الاستسلامية التي يريدها العدو.
ولا غرابة بالطبع أن ينعكس هذا الخلل والنفاق الفج على قضية الاستخدام السلمي للطاقة النووية.. فالعرب، والمسلمون من حولهم، في حاجة ماسة إلى الاستفادة من هذه الطاقة لتحلية مياه البحر، لأننا نعيش في منطقة يغلب عليها الجفاف وارتفاع درجة الحرارة، وهناك أزمة مائية كبيرة تقلل من فرص التنمية والتطور. والاستخدام السلمي للطاقة النووية يتطلب فهم وتشغيل دورة الوقود النووي.. وإذا لم تكن الدولة الراغبة في توليد الطاقة النووية قادرة على امتلاك هذا الوقود فسوف تظل رهينة لمن يمدها به أو يحتكره. لذا فليس هناك مفر من خوض معركة الوقود النووي قبل البدء في إنشاء محطات نووية.. وهذا ما تفعله إيران بجدارة، لأنه من غير المعقول أن ننفق المليارات في تشييد محطات نووية ثم نجلس ننتظر من يمن علينا بهذه السلعة الاستراتيجية (الوقود النووي). ونظرا لأن النجاح في إنشاء وتشغيل دورة الوقود النووي، والحصول على يورانيوم مخصب، يعني قدرة الدولة الممارسة لهذا النشاط على زيادة معدل التخصيب، وإمكانية الوصول إلى وقود يكفي لصنع القنابل النووية.. لذا فقد تهيأت الفرصة للحلف الصهيوني الأمريكي لضرب عصفورين بحجر واحد؛ منعنا من الاستفادة من هذه التقنية المتقدمة وما يترتب عليها من تنمية وتقدم اقتصادي وعلمي، ومنعنا أيضا من امتلاك أسلحة للردع- كما يمتلكون. ويتجلى النفاق مرة أخرى في محاولة منعنا من تصنيع الوقود النووي- بحجج خائبة- دون غيرنا من دول العالم لنظل ندور في حلقة مفرغة.. وهم الذين يمدون العدو بهذا الوقود وتقنياته، ويرفضون مجرد مناقشة ما يمتلكه من أسلحة يمكن أن تدمر العالم كله. وليس هناك شك في أن ما يحدث مع إيران الآن بحجة برنامجها النووي سوف يحدث مع أية دولة عربية تفعل باستقلالية ما تفعله إيران.. حتى دول ما يسمى الاعتدال العربي- الصديقة (!) لأمريكا، وما حدث مع العراق وأيضا سوريا وليبيا ليس ببعيد.
ما السر في هذه السياسة المنافقة التي لا تطبق إلا علينا؟.. لماذا لا يستضعف الحلف الصهيوني الأمريكي سوى العرب الطيبين الذين تركوا برهم وبحرهم وأجواءهم لقوات الحلف، ويضعون أموالهم في مصارفه، ويمدونه بأهم سلعة عرفها العالم؟.. أليس للعرب فضل كبير على أمريكا نفسها بجعل أوراقها المطبوعة المسماة "دولار" عملة عالمية لها قيمة كبيرة؟.. هل تستطيع أمريكا أن تظل قوة عظمى دون العرب؟. السر يا عرب هو التفرق والانحناء.. ألم نقل مئة مرة أن الانحناء يغري بالامتطاء. إن هذه السياسة (المنافقة) تطبق "يوميا" والعرب (الرسميون طبعا) يتجرعون هذا الذل وهم سعداء، راضون، وموافقون.. والسكوت علامة الرضا. وهناك مظاهر عديدة تدل على ذلك:
• العدو الصهيوني يكثر من ترديد مقولة أنه لا يمكن أن يتسامح أو يفرج عن أسرى فلسطينيين (أو عرب) أيديهم ملطخة بدماء المغتصبين الصهاينة.. والعرب صامتون متفهمون لهذه الفرية العنصرية، ولم يقل أحد منهم ونحن بالمثل لا يمكن أن نتسامح مع من تلوثت أيديهم بدماء الفلسطينيين والعرب (مصريين، سوريين، لبنانيين، أردنيين... الخ).. بل للأسف يجلسون مع، ويعانقون، ويصافحون هذه الأيدي القذرة التي تقطر دما، والتي ارتكبت من المذابح والمجازر ضد المدنيين وضد الأطفال وضد الأسرى ما يصعب حصره.
• العدو الصهيوني يسجن آلاف الفلسطينيين وينكل بهم، ويضيف أسرى جدد يوميا ونحن صامتون، والعالم كله صامت لصمتنا.. فإذا خرس العرب- أصحاب الحق- لابد أن يخرس الضمير العالمي. وعندما تهيأت الفرصة لأسر "شاليط" واحد، ظهر النفاق سريعا وطالب العالم كله بإطلاق سراحه دون أن يطالب هؤلاء، أو يذكروا شيئا عن آلاف الأسرى الفلسطينيين. وكلما زار ضيف غربي دول المنطقة يطالب ببرود وقلة ذوق بإطلاق هذا الشاليط، وكأنه لم يسمع أو يعلم أن هناك أسرى بالآلاف لدى العدو.. والعرب متفهمون لهذا الأمر وراضون بهذه العنصرية، بل إن بعضهم لم يخجل من السعي بكل إخلاص لإطلاق هذا الشاليط.
• الغرب المنافق كله يمد العدو الصهيوني بأحدث الأسلحة الهجومية وأكثرها فتكا، والعدو يستخدم هذه الأسلحة يوميا، ولا يخزنها مثلنا.. ونحن محرم علينا حتى الأسلحة الدفاعية!. حرام أن يدافع الفلسطينيون عن أنفسهم، حرام على حزب الله، وحرام على سوريا.. والعرب متفهمون راضون!. من حق العدو أن يمتلك الأسلحة، ومن حقه أن يضرب أو يستولي على السفن التي يشك في نقلها أسلحة لسوريا أو غيرها.. إذ كيف نتجرأ وندافع عن أنفسنا؟. وعندما شك العدو في نقل أسلحة من سوريا لحزب الله، قامت الدنيا، وبدأت التهديدات العلنية لسوريا مع تجديد العقوبات الأمريكية عليها.. وكان رد الفعل العربي عجيبا، إذ سارع الجميع بنفي "التهمة"، ولم يقل أحد منهم إن من حقنا امتلاك أسلحة للدفاع عن أنفسنا أو لتحرير أرضنا؛ مُقرّين بحق العدو الغاصب لأرضنا في احتكار الأسلحة، وكأنه على حق ونحن على باطل!!.
• العرب يدعمون اقتصاد أمريكا؛ ويرضخون لكل مطالبها حتى في احتلال دولة عربية شقيقة.. وهي تدعم العدو الصهيوني علنا، وتعلن ليل نهار أن أمن الكيان الصهيوني جزء من أمنها القومي، وأنها لن تتردد في دعمه مهما فعل ليظل أقوى من كل العرب. ولو تحلى النظام الرسمي العربي بقليل من الرجولة لرد على أمريكا بدعم إيران (صاعا بصاع)؛ والتحالف معها مقابل تحالف أمريكا مع الكيان الصهيوني.. حتى وإن اختلفنا مع إيران، فعدو عدوي صديقي. لو حدث هذا لتغير الموقف كثيرا.. ولكن أين هي الرجولة العربية؟!.
والأمثلة الشبيهة أكثر من أن تحصى.. ولو ظل العرب على هذا الحال (المائل) فسوف نواجه بالنفاق الغربي، بل والعالمي، في كل المجالات، وسوف يمنعنا النفاق النووي ويحرمنا من اللحاق بأهم تقنيات العصر الحديث. لن يُسمح للعرب بالاقتراب من تقنيات الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، ناهيك عن الاستخدامات العسكرية لردع العدو الذي يهددنا بالفناء ليل نهار بأسلحته النووية. ونحن في الحقيقة لا نؤيد انتشار الأسلحة النووية، ونرى أنه لا ينبغي أن تسعى أية دولة لامتلاكها، ولكن هذا يجب أن يكون تحريما عاما يسري على جميع دول العالم.. أما أن يَسمح العالـَم بامتلاك ولو دولة واحدة لهذا السلاح الإجرامي؛ فهذا يعطي الحق لأية دولة أخرى تشعر بالتهديد أن تمتلكه. فإما أن يكون التحريم عاما وشاملا.. وإما أن تكون الإباحة عامة، وأسلوب النفاق والكيل بمكاييل مختلفة لن يحل المشكلة، بل سيعقدها. وهذا تنبيه مخلص لكل العرب: لو فاتكم القطار النووي فلن تكون هناك تنمية ولا تقدم، ولا حتى مياه للشرب.. ألا هل بلغت؟
abdallah_helal@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق