أهلاً.. وسهلاً

مرحبا بكم في موقع الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال

مقالات علمية وسياسية - محاضرات في الكيمياء - بحوث علمية - كتب علمية في الكيمياء وتطبيقاتها - استشارات علمية (كيميائية وبيئية)















هل لديك استشارة علمية؟

الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال - استشاري الدراسات الكيميائية والبيئية
للاستشارات العلمية:
ناسوخ (فاكس): 0020222670296 القاهرة
جوال: 0020115811500



الصفحة الرئيسية

الأحد، ٢٤ أكتوبر ٢٠١٠

* ترويج السلع المغشوشة.. بالوسائل الحديثة!

ترويج السلع المغشوشة.. بالوسائل الحديثة!
بقلم د. عبد الله هلال
أدت ثورة المعلومات والاتصالات إلى تغيير حياة الإنسان إلى الأفضل.. وتغيرت الدنيا تغيرا كبيرا، بفضل الاكتشافات العلمية الحديثة التي استثمرتها البشرية في تحسين ظروف حياتها، كما وكيفا. ولم يقتصر هذا التغير على انتشار قيم الحرية وحقوق الإنسان والانتخابات الحرة وغيرها، ولكن الأهم أن أنظمة الحكم الرشيدة التي انتشرت في أركان المعمورة استفادت من هذه الثورة لتعظيم عمليات رقابة وتوكيد الجودة خدمة لمواطنيها، وبدأنا نرى تطورا كبيرا في جودة السلع المختلفة على الرغم من الاتجاه المحموم لزيادة الإنتاج، بالتوازي مع الزيادة السكانية، لكي يلبي الطلب المتزايد على السلع الجيدة والفاخرة. وهذا بالطبع لم ولن يمنع عمليات الغش والتقليد واختلاس حقوق الملكية وسرقة حقوق الغير.. ولكن ثورة المعلومات والاتصالات أفادت أيضا في تحسين عمليات الرقابة وحماية المستهلكين من عصابات الغشاشين. وهذا الأمر المهم يحتاج في المقام الأول إلى دولة يقظة تحمي مواطنيها.. دولة بها حكومة رشيدة واعية فاهمة أمينة تدرك خطورة ترك الحبل على الغارب لعصابات الغش والتدليس، دولة تحرص على وضع مواصفات دقيقة لكل شيء، وتقوي أجهزة الرقابة لديها وتمنع دخول أو تداول السلع غير المطابقة للمواصفات، دولة تدعم وتشجع الرقابة الشعبية بتسهيل إرجاع السلع المغشوشة إلى أصحابها الغشاشين، سواء كانوا مستوردين أو منتجين محليين، وإنزال العقاب بهم. وغني عن البيان أن المصدرين للسلع المختلفة يَدرُسون أحوال الدول المستوردة وقوة أو ضعف أجهزة الرقابة بها، وهل يمكن رشوتها أم أنها عصية على الرشوة: فإذا كانت دولة خربة تباع الذمم فيها وتُشترى، أو دولة عديمة الرقابة؛ صدّرت إليها السلع الرديئة، وإن كانت دولة يقظة وبها حكومة رشيدة وأجهزة رقابية نزيهة صدّرت إليها أفضل السلع. وكذلك الحال بالنسبة للمنتجين المحليين؛ فإذا كانت السلع المنتجة توزع بالأسواق أيا كان مستوى جودتها، فما الذي يمنع منعدمي الضمير من الغش وسرقة المواطنين المساكين؟.
ترى ما هو موقع مصرنا الغالية بين الدول المختلفة إذا ما نظرنا إلى الواقع الحالي أو أجرينا مقارنة مع دول أخرى؟.. هل لدينا أجهزة رقابية مستقلة تقوم بالواجب وتحمي المواطنين من الغش وتمنع تداول السلع غير المطابقة للمواصفات؟.. هل استفدنا من ثورة المعلومات والاتصالات لتعظيم دور الرقابة وتحسين ظروف وإمكانات الأجهزة الرقابية؟.. هل لدينا رقابة شعبية فعالة؟. الجواب للأسف الشديد لا يسُرّ.. فالسوق المصرية مفتوحة على مصراعيها لكل من لديه سلعة رديئة ويبحث عن مكان (أو مكَبّ) للتخلص منها!. والرقابة الشعبية متعثرة، إما لأن الدولة لا تحمي المستهلك وتمكنه من إرجاع السلع الرديئة لأصحابها، وإما لأن المستهلك لا يستطيع أن يعرف مصدر هذه السلعة بسبب القصور الحكومي الخطير في عمليات الرقابة والتفتيش وضبط السلع مجهولة المصدر. والأخطر من ذلك أن الاستفادة من ثورة المعلومات والاتصالات جاءت في بلادنا المسكينة لتدعيم عمليات الغش وليس العكس!. كيف ذلك؟؛ في الماضي القريب كان اللصوص والغشاشون يعملون في الظلام وفي الخفاء بعيدا عن الأعين، كما كانوا يوزعون سلعهم الرديئة في جنح الظلام دون دعاية، وكنا نطلق على هذه السلع المغشوشة التي لم تُنتج في مكان محترم أو معتمد (سلع بير السلم).. أما الآن فقد استفاد هؤلاء اللصوص من الإمكانات الحديثة لترويج سلعهم المضروبة والاختفاء بعيدا عن الأعين بحيث يستحيل الوصول إليهم. وفي الواقعة الآتية مثال حي- حدث بالفعل- يثبت أن عمليات الغش وسرقة المستهلك تطورت واستفادت من الإمكانات الحديثة على حساب الشعب المسكين.. في غياب تام لأجهزة الرقابة الحكومية.
اتصل بي صديق عربي راجيا مساعدته في الحصول على نوع من الكريم (المستخلص من دهن أحد أنواع الطيور!) يباع في مصر ويعلن عنه في إحدى القنوات الفضائية.. سألته عن الاسم التجاري وعن الجهة المنتِجة لكي أتمكن من الوصول إليه، فقال إنه لا يعرف شيئا سوى رقم الهاتف الجوال الذي يذاع مع الإعلان. سألت عن هذا المنتج الغريب بالصيدليات فلم أجد أحدا سمع عنه، سوى في الإعلانات!. لم أجد مفرا من الاتصال بالهاتف الجوال الذي يذاع رقمه مع الإعلان، وسألت السيدة التي أجابت على المكالمة عن العنوان الذي يمكن أن أذهب إليه لشراء هذا المنتج لأفاجأ برد غريب: ليس لنا عنوان والوسيلة الوحيدة للحصول على منتجاتنا هي أن تترك لنا عنوانك ونحن نقوم بالتوصيل لك في بيتك!. ساورني الشك في أن يكون هذا المنتج واحدا من منتجات "بير السلم" وشعرت بأنه لا يجوز أن أورط صديقي (المغرر به تلفازيا) في سلعة من الواضح جدا أنها مغشوشة أو غير حقيقية.. إذ لا يوجد عنوان أو رقم هاتف أرضي، أو أي شيء يدل على أصحاب هذا المنتج "السري"، فقررت بحاستي الصحفية أن أطلب منها إرسال عبوة واحدة (ثمنها 99 جنيها) على عنوان بيتي لأرى ما الحكاية. وبالفعل جاء المندوب وحاول أن يستفيد هو الآخر بابتزاز مقابل للتوصيل (30 جنيها)!، فقلت له اصبر لكي أرى المنتج أولا، فتغير وجهه محاولا إلهائي بتاريخ الصلاحية.. ولكنني أمسكت بالعلبة وتفحصتها لأجد منتجا رديئا سيء المظهر وغريب من جميع الوجوه، والمهم أنني بحثت عن الجهة المنتجة فلم أجد، وبحثت عن رقم أو تاريخ لموافقة وزارة الصحة أو غيرها فلم أجد، بحثت عن أي عنوان أو رقم هاتف فلم أجد، بحثت عن التركيب أو المكونات فلم أجد شيئا. تزايد القلق على وجه المندوب وفوجئت به يخطف العلبة- جسم الجريمة- ويفر هاربا!. والشيء المحزن أن هذه الطريقة الإعلانية ليست الوسيلة الوحيدة للغش، فالسوق المصرية الآن مليئة بالسلع الرديئة التي لا يملك المواطن وسيلة للتأكد من صلاحيتها.. فنأكل ونشرب ونستعمل الكثير مما يضر بالصحة دون أن ندري، ولا يملك من يكتشف أنه تعرض للغش والابتزاز سوى (الدعاء على الحكومة!) لأنه لا يجد حتى من يشكو إليه، ورغم ذلك يظل استخدام القنوات الفضائية لترويج هذه السلع هو الأكثر ضررا وتحديا لسلطة الحكومة وللمجتمع.
والسؤال المحيّر الذي يدين الحكومة ويقلق المواطن البريء هو كيف يسمح للقنوات الفضائية بالإعلان عن سلع غير حقيقية أو مجهولة المصدر والعنوان؟.. وأين الأجهزة الرقابية؟.. ولماذا لم تفرض هذه الأجهزة أو الوزارة المختصة على القنوات التي تذيع تلك الإعلانات توضيح الجهة المنتجة أو على الأقل الحصول على موافقة الوزارة المختصة على إذاعة الإعلان. إن وسائل الإعلام لها وقعها على المشاهدين، والناس- للأسف- يعتبرون أن مجرد إذاعة الإعلان دليل على أن الدولة تراقب هذه المنتجات مما يمنحهم ثقة غير مبررة في كل ما يذاع. وحل هذه المشكلة لا يكون بالطبع بقرارات غشيمة تؤدي إلى وقف بث هذه القنوات، ولكن المطلوب هو وضع آلية أو نظام للمراجعة والاطمئنان إلى أن هذه الإعلانات لسلع معروفة ومطابقة للمواصفات، فليس من حق أية قناة أن تذيع الإعلانات دون مراجعة لمحتواها وصدقيتها.. وتكفينا اللغة الركيكة والرديئة التي تقدم بها الإعلانات، وما يصاحبها من حركات مبتذلة ولقطات لا تليق بمجتمع متحضر أو متدين. والواجب على الحكومة أن تسابق الزمن وتستفيد من الإمكانات العلمية والتقنية الحديثة لتعظيم دور الرقابة وفرض هيبة الدولة ومؤسساتها.. لا أن تترك هذه الإمكانات للغشاشين وبائعي الوهم. أفيقوا يرحمكم الله.
abdallah_helal@hotmail.com

http://abdallahhelal.blogspot.com

* الكوارث تحوم حولنا.. ونحن نائمون!

الكوارث تحوم حولنا.. ونحن نائمون!
بقلم د. عبد الله هلال
المصريون 12-10-2010 & الوســـط 31-10-2010
تزايدت وتيرة الكوارث الطبيعية مع التغير الواضح في أحوال الطقس، كما شهدنا في موجة الحر الأخيرة التي كشفت اهتراء مرافقنا. ومن الواضح أن كوكب الأرض ينتظر المزيد من الكوارث بسبب غباء الإنسان (الظلوم الجهول)؛ الذي تسبب في نشر الفساد البيئي في البر والبحر، ليذيق المفسدين بعض الذي عملوا!. ففي روسيا (الباردة) تسبب ارتفاع درجة الحرارة في إضرام النار واشتعال الحرائق في الحقول والغابات.. وفي اليمن والجزائر، وباكستان والصين والهند وغيرهم، تسببت الأمطار الغزيرة والفيضانات في إزالة القرى وتشريد الملايين. وقبل ذلك ضرب الإعصار سلطنة عمان وسبب لها خسائر فادحة.. كما أن الناس لا زالوا يذكرون كارثة تسونامي الرهيبة وما سببته من خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة. والحمد لله كثيرا أن مَنّ علينا بمناخ معتدل وأبعد عنا هذه الكوارث الطبيعية التي لا عاصم منها إلا الله سبحانه وتعالى. ولكن هذا يجب ألا يجعلنا نغفل وننام في العسل، ونعتبر أن بلادنا آمنة ولا نكون مستعدين لمواجهة أية كوارث مفاجأة.
في الدول التي تحترم آدمية مواطنيها هناك هيئات دائمة مدربة وجاهزة للتعامل مع أية ظروف طارئة أو غير طبيعية.. وعندما تحدث كارثة مفاجأة تجد هذه القوات وقد انتشرت بخطة واضحة ومفهومة، وبسرعة عجيبة، لإنقاذ الضحايا وتقليل الخسائر بقدر الإمكان. وهذا لا يتأتى بالطبع دون تدريب كاف ومستمر طوال العام، تدريب عملي حقيقي على كوارث وهمية شبيهة بكل ما هو محتمل من كوارث على اختلاف أنواعها ومصادرها. ولذلك نجد أن ضحايا الكوارث في هذه الدول يكون عددهم أقل ما يمكن، مقارنة بالدول المتخلفة التي تفقد آلاف الأرواح دفعة واحدة، دون داع.
ماذا فعلت حكومتنا (الرشيدة) لتكون مستعدة لمواجهة أية كوارث مفاجأة محتملة؟.. الواقع والخبرات السابقة (الزلزال، حريق قطار الصعيد، حرائق الأبراج المرتفعة، حرائق المصانع، غرق العبارة.. الخ) يشهدان أن مصرنا الغالية المهمَلة غير مستعدة لمواجهة أية كارثة- طبيعية كانت أو مصطنعة بإهمالنا. فحكومتنا لا تحسن التعامل حتى مع الأمطار القليلة التي توقف حالنا وتُظهر عجزنا كمن يغرق في شبر ماء. وأجهزة الدفاع المدني لا نكاد نشعر بها، لأنها إن تدربت تدريبا حقيقيا على كوارث وهمية لابد أن تُشرك الشعب معها؛ كما يحدث في الدنيا كلها.. فمتى وأين حدث ذلك؟.. هذا لا يحدث بالطبع كما يرى كل الناس؛ من المسئول إذاً؟. ولنضرب مثالا لحادث وقع منذ وقت قريب: عندما شب حريق محدود بمخزن مواد خطرة في إحدى المؤسسات العلمية المهمة جاءت عربة المطافئ بخراطيم المياه لتزيد الطين بلة وتنشر وتزيد التلوث بدلا من أن توقفه، وكان ينبغي استخدام المسحوق للإطفاء بدلا من الماء لأن هذه المواد الخطرة تذوب في الماء وتتحرك معه لتنتشر في المكان، ولكن رجال الإطفاء (وهم بالمناسبة مقيمون بالموقع نفسه وكان الواجب تدريبهم بما يناسب المكان المتواجدين فيه) لم يكونوا على دراية بفنون الإطفاء ولا بأي شيء.. وتبادل الطرفان اللوم والاتهامات بالمسئولية عن الخطأ؛ حيث قال الإطفائيون: أنتم لم تخبرونا أن الإطفاء بالماء خطر، وقال المختصون بالمكان: كنا نظن أنكم إطفائيون متخصصون!. وهذا يدل دلالة قاطعة على أن أجهزة الدفاع المدني في بلادنا مجرد (ميراث من الماضي الجميل) وأنها لا تتدرب، وأنها ليست مستعدة ولا جاهزة لفعل أي شيء.. وهذا أمر خطير للغاية، ولكننا لا نشعر بخطورته إلا بعد وقوع الكارثة. وقد تعودنا على أخبار مفزعة مثل: حريق كبير بمصنع كذا والخسائر بالملايين، انهيار منزل بمدينة كذا ومقتل العشرات، غرق ركاب حافلة سقطت في ترعة أو مصرف زراعي.. وتتوالى مثل هذه الحوادث المخجلة دون أن يسأل مسئول نفسه؛ ما هي أوجه التقصير أو الخلل التي تسببت في تلك الكوارث المتعاقبة والمتكررة؟، ولماذا تحصد هذه الحوادث الكثير والكثير من الأرواح؟، وهل من سبيل لتقليل الخسائر في الأرواح والممتلكات؟. إذا لم يكن هناك من يشغل نفسه بمثل هذه القضايا، فما هي الجدوى من وجود حكومة؟!.
• يا أهل الحكم؛ الكوارث ليست بعيدة عنا، وحتى إذا كنا في مأمن نسبيا من الكوارث الطبيعية، فما يحدث عندنا من كوارث مصطنعة، نتيجة انعدام التخطيط والإهمال واستبعاد أهل الخبرة لحساب أهل الثقة؛ يزهق أرواح الآلاف دون داع.. ألا يستحق الأمر الدراسة واستخلاص العبر، والاستعداد الجدي والتدريب الحقيقي؟!.

abdallah_helal@hotmail.com

http://abdallahhelal.blogspot.com
/