أهلاً.. وسهلاً

مرحبا بكم في موقع الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال

مقالات علمية وسياسية - محاضرات في الكيمياء - بحوث علمية - كتب علمية في الكيمياء وتطبيقاتها - استشارات علمية (كيميائية وبيئية)















هل لديك استشارة علمية؟

الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال - استشاري الدراسات الكيميائية والبيئية
للاستشارات العلمية:
ناسوخ (فاكس): 0020222670296 القاهرة
جوال: 0020115811500



الصفحة الرئيسية

الأحد، ٢٤ أكتوبر ٢٠١٠

* الكوارث تحوم حولنا.. ونحن نائمون!

الكوارث تحوم حولنا.. ونحن نائمون!
بقلم د. عبد الله هلال
المصريون 12-10-2010 & الوســـط 31-10-2010
تزايدت وتيرة الكوارث الطبيعية مع التغير الواضح في أحوال الطقس، كما شهدنا في موجة الحر الأخيرة التي كشفت اهتراء مرافقنا. ومن الواضح أن كوكب الأرض ينتظر المزيد من الكوارث بسبب غباء الإنسان (الظلوم الجهول)؛ الذي تسبب في نشر الفساد البيئي في البر والبحر، ليذيق المفسدين بعض الذي عملوا!. ففي روسيا (الباردة) تسبب ارتفاع درجة الحرارة في إضرام النار واشتعال الحرائق في الحقول والغابات.. وفي اليمن والجزائر، وباكستان والصين والهند وغيرهم، تسببت الأمطار الغزيرة والفيضانات في إزالة القرى وتشريد الملايين. وقبل ذلك ضرب الإعصار سلطنة عمان وسبب لها خسائر فادحة.. كما أن الناس لا زالوا يذكرون كارثة تسونامي الرهيبة وما سببته من خسائر بشرية ومادية غير مسبوقة. والحمد لله كثيرا أن مَنّ علينا بمناخ معتدل وأبعد عنا هذه الكوارث الطبيعية التي لا عاصم منها إلا الله سبحانه وتعالى. ولكن هذا يجب ألا يجعلنا نغفل وننام في العسل، ونعتبر أن بلادنا آمنة ولا نكون مستعدين لمواجهة أية كوارث مفاجأة.
في الدول التي تحترم آدمية مواطنيها هناك هيئات دائمة مدربة وجاهزة للتعامل مع أية ظروف طارئة أو غير طبيعية.. وعندما تحدث كارثة مفاجأة تجد هذه القوات وقد انتشرت بخطة واضحة ومفهومة، وبسرعة عجيبة، لإنقاذ الضحايا وتقليل الخسائر بقدر الإمكان. وهذا لا يتأتى بالطبع دون تدريب كاف ومستمر طوال العام، تدريب عملي حقيقي على كوارث وهمية شبيهة بكل ما هو محتمل من كوارث على اختلاف أنواعها ومصادرها. ولذلك نجد أن ضحايا الكوارث في هذه الدول يكون عددهم أقل ما يمكن، مقارنة بالدول المتخلفة التي تفقد آلاف الأرواح دفعة واحدة، دون داع.
ماذا فعلت حكومتنا (الرشيدة) لتكون مستعدة لمواجهة أية كوارث مفاجأة محتملة؟.. الواقع والخبرات السابقة (الزلزال، حريق قطار الصعيد، حرائق الأبراج المرتفعة، حرائق المصانع، غرق العبارة.. الخ) يشهدان أن مصرنا الغالية المهمَلة غير مستعدة لمواجهة أية كارثة- طبيعية كانت أو مصطنعة بإهمالنا. فحكومتنا لا تحسن التعامل حتى مع الأمطار القليلة التي توقف حالنا وتُظهر عجزنا كمن يغرق في شبر ماء. وأجهزة الدفاع المدني لا نكاد نشعر بها، لأنها إن تدربت تدريبا حقيقيا على كوارث وهمية لابد أن تُشرك الشعب معها؛ كما يحدث في الدنيا كلها.. فمتى وأين حدث ذلك؟.. هذا لا يحدث بالطبع كما يرى كل الناس؛ من المسئول إذاً؟. ولنضرب مثالا لحادث وقع منذ وقت قريب: عندما شب حريق محدود بمخزن مواد خطرة في إحدى المؤسسات العلمية المهمة جاءت عربة المطافئ بخراطيم المياه لتزيد الطين بلة وتنشر وتزيد التلوث بدلا من أن توقفه، وكان ينبغي استخدام المسحوق للإطفاء بدلا من الماء لأن هذه المواد الخطرة تذوب في الماء وتتحرك معه لتنتشر في المكان، ولكن رجال الإطفاء (وهم بالمناسبة مقيمون بالموقع نفسه وكان الواجب تدريبهم بما يناسب المكان المتواجدين فيه) لم يكونوا على دراية بفنون الإطفاء ولا بأي شيء.. وتبادل الطرفان اللوم والاتهامات بالمسئولية عن الخطأ؛ حيث قال الإطفائيون: أنتم لم تخبرونا أن الإطفاء بالماء خطر، وقال المختصون بالمكان: كنا نظن أنكم إطفائيون متخصصون!. وهذا يدل دلالة قاطعة على أن أجهزة الدفاع المدني في بلادنا مجرد (ميراث من الماضي الجميل) وأنها لا تتدرب، وأنها ليست مستعدة ولا جاهزة لفعل أي شيء.. وهذا أمر خطير للغاية، ولكننا لا نشعر بخطورته إلا بعد وقوع الكارثة. وقد تعودنا على أخبار مفزعة مثل: حريق كبير بمصنع كذا والخسائر بالملايين، انهيار منزل بمدينة كذا ومقتل العشرات، غرق ركاب حافلة سقطت في ترعة أو مصرف زراعي.. وتتوالى مثل هذه الحوادث المخجلة دون أن يسأل مسئول نفسه؛ ما هي أوجه التقصير أو الخلل التي تسببت في تلك الكوارث المتعاقبة والمتكررة؟، ولماذا تحصد هذه الحوادث الكثير والكثير من الأرواح؟، وهل من سبيل لتقليل الخسائر في الأرواح والممتلكات؟. إذا لم يكن هناك من يشغل نفسه بمثل هذه القضايا، فما هي الجدوى من وجود حكومة؟!.
• يا أهل الحكم؛ الكوارث ليست بعيدة عنا، وحتى إذا كنا في مأمن نسبيا من الكوارث الطبيعية، فما يحدث عندنا من كوارث مصطنعة، نتيجة انعدام التخطيط والإهمال واستبعاد أهل الخبرة لحساب أهل الثقة؛ يزهق أرواح الآلاف دون داع.. ألا يستحق الأمر الدراسة واستخلاص العبر، والاستعداد الجدي والتدريب الحقيقي؟!.

abdallah_helal@hotmail.com

http://abdallahhelal.blogspot.com
/

ليست هناك تعليقات: