منع العرى .. في مقابل منع النقاب
بقلم د/ عبد الله هلال
الوسط 4-6-2010
المصريون 3-6-2010
لو افترضنا جدلا أن دولة عربية أصدرت قانونا بمنع العرى للنساء وألزمت كل السائحات والعاملات في هذه الدولة
بالاحتشام أو مواجهة العقوبة القانونية.. هل كان الغرب (وغيره) يقبل بهذا الأمر أو يسكت عليه؛ مع أن الاحتشام واجب في كل الشرائع السماوية؟. لا شك أن أحدا لم يكن ليسكت عن هذا الأمر الطبيعي والعادي؛ بحجة الحرية وحقوق الإنسان؛ التي تستخدم لتحقيق أغراضهم فقط. هذا هو الواقع في بلادنا المغلوبة على أمرها، أما في المجتمعات التي تميزت بالحرية الكاملة للإنسان في ارتداء ما يحب من ملابس.. فكيف برزت قضية منع النقاب بطريقة غريبة دون أية مبررات؟. وقضية النقاب في حد ذاتها لا تمثل لنا مشكلة كمسلمين، لأن النقاب- على حد علمي، وأرجو ألا أكون مخطئا- سنة حسنة لمن تحب أن تأخذ بها وليست فرضا تؤثم من تتركه. ولكن المشكلة التي يصنعها الغرب المتعصب بلا داع لا تمت بصِلة إلى ما يدّعونه من ضرورة كشف الوجه لمنع تخفي البعض وراء النقاب.. فبعض دولهم منعت الحجاب أيضا وهو زي جميل متحضر جذاب ولا يخفي الوجه، ولا يضر أحدا؛ ولكنه التعصب الأعمى والرغبة في مقاومة أي مظهر إسلامي (زي يميز المسلمات دون غيرهن، مئذنة، سجدة الشكر في ملاعب الكرة.. الخ)، حتى وإن كان فرضا دينيا مثل الحجاب. فالحجاب زي جميل وعملي ولم يشْكُ أحد من وجوده أو انتشاره في كل المجتمعات، والمآذن تعتبر من أجمل المنشآت المعمارية والمعالم السياحية.. والمجتمعات الغربية تتميز بحرية الناس في ارتداء ما يحبون من ملابس؛ حتى وإن كانت شاذة، فلماذا اندفعت الدول الغربية الواحدة تلو الأخرى لمقاومة كل ما يمت إلى الإسلام بصِلة على الرغم من عدم وجود مشكلة أو شكوى من هذه المظاهر؟!.
إن كل الأحداث والظواهر تدل على أن أهداف الحملة الصليبية الأولى لا زالت قائمة، مع تغيير بسيط في الوسائل.. وقد اجتمع الغرب كله من خلال حلفه (الناتو) وعملاء آخرين، ومن خلال الكيان الصهيوني الغاصب لأرضنا في فلسطين، اجتمعوا على غزو العديد من بلاد المسلمين.. واستخدموا أقوى وأحدث الأسلحة في مواجهة شعوب مغلوبة على أمرها لا تملك من السلاح حتى ما تدافع به عن نفسها.. ورغم ذلك لم تحقق الجيوش القوية الحديثة المدججة بالأسلحة أي انتصار، واضطرت للانسحاب الذليل بعد زيادة قتلاها (الصومال، جنوب لبنان، غزة، العراق... الخ). لقد جن جنون الغرب من هذه العقيدة التي تحبب الإنسان في الموت، وأيقنوا أن أسلحتهم وجيوشهم لا تساوي شيئا أما عقيدة الجهاد والاستشهاد. لذا فقد أصيبوا بعقدة غريبة من المسلمين، خصوصا مع تنامي ظاهرة اعتناق الإسلام داخل دولهم نفسها، وقرروا مقاومة المد الإسلامي بطريقتهم التي ينقصها الذكاء وتغلب عليها الهرجلة.. فظهر ما يسمى (الفرقان) لخداع العامة والبسطاء بأنه القرآن الكريم، ثم بدأوا يمنعون الحجاب والنقاب والمآذن، ولم يدرك هؤلاء السذج أنهم يلفتون نظر شعوبهم إلى تميز هذا الدين، فيتنادون للتعرف عليه، ومعلوم أن من يعرف حقيقة الإسلام يعتنقه على الفور، وهذا ما حدث ويحدث (ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين).
لو كان هناك في النظام العربي أو الإسلامي الرسمي قليل من الرجولة أو العافية لردوا عليهم بتشريع مماثل لمنع العرى النسائي، لأنه إذا كان النقاب تطرفا فالعرى أيضا تطرف. ولكن كما نعلم فالأنظمة الرسمية صارت خُشبا مسندة، ولم تعد تشعر بما يدور حولها.. ويكفي انعدام رد فعلها على المذبحة الصهيونية لناشطي أسطول الحرية المتوجه لغزة؛ بالمياه الدولية!. لذا فلم يعد مجديا توجيه الخطاب لهذه الأنظمة وليس أمامنا سوى الشعوب المغلوبة على أمرها والمثقفين وأهل الرأي والخبرة. ينبغي أن نعيد التفكير فيما يحدث حولنا وما يدبره الغرب بقيادة أمريكا. فالدولة الأمريكية.. بمؤسساتها المعادية للحضارة الإسلامية، لم تيأس من هزائمها المتكررة أمام المقاومة المجاهدة بالدول الإسلامية، وأيقنت أن أسلوب الغزو والاحتلال لن يحقق أغراضها، وأن تفوقها المادي وامتلاكها لأحدث وأقوى الأسلحة الحربية وسيطرتها المطلقة على الأنظمة المستبدة لن يجدي نفعا أمام عقيدة الجهاد والاستشهاد التي مرغت أنف العسكرية الأمريكية بالوحل. ولكن هذه الدولة لم تستطع أن تتخلى عن أهدافها في إبعاد البديل الحضاري الإسلامي عن طريق الحضارة الغربية التي بدت نذر أفولها، وفي استكمال الحرب الصليبية.. ولكن بأسلوب مختلف. وقد رأى المخططون وصناع القرار أن هذا الأمر يحتاج إلى شخصية جديدة تبدو مختلفة عن جورج بوش وأمثاله من المحافظين الجدد، فوقع الاختيار على باراك حسين أوباما.. على اعتبار أن أصوله الإسلامية وبشرته السوداء يمكن أن تخدع الشعوب الإسلامية فتخفف من عدائها المطلق لأمريكا وتتخلى بالتالي عن أسلوب المقاومة.
ولا ريب أن الرئيس الأمريكي الجديد شخصية مختلفة، تمتلك الكثير من المواهب التي تجعلها مقبولة بعض الشيء لدى الآخرين، وأن الشعب الأمريكي اختاره بمحض إرادته (بعد ترشيح المؤسسات إياها له).. ولكن من قال أن الرئيس الأمريكي يستطيع بمفرده أن يغير من سياسات هذه الدولة الباغية؟، إن رئيس أمريكا مجرد ترس صغير في آلة ضخمة تسيطر عليها قوى عديدة ظاهرة وخفية، ولا يمكن لأي رئيس مهما علا شأنه أن ينفرد بصنع سياسات جديدة مخالفة لاتجاه حركة هذه الآلة المندفعة. والشيء المحزن أن خطاب أوباما الموجه للشعوب الإسلامية من جامعة القاهرة، والتصفيق الحاد الذي قوبل به كلما نطق بآية قرآنية أو أظهر احتراما (نستحقه) لتاريخنا الإسلامي وديننا الحنيف.. قد برهن على أن الكثيرين منا قد بلعوا الطعم ولم يتبينوا حقيقة الأمر، وصدقوا أن أمريكا جادة في فتح صفحة جديدة معنا، رغم تأكيده على متانة الارتباط بالكيان الصهيوني، ومطالبته أصحاب الحق المغتصبة ديارهم بالتخلي عن مقاومة المحتل، وعدم مطالبته للمحتل الغاصب بالتخلي عن العنف والقتل.. ويكفي موقفه من البلطجة الصهيونية على (أسطول الحرية) حيث عرقل سعي تركيا لمجرد إصدار بيان إدانة للكيان الصهيوني من مجلس الأمن.
وعلى الرغم من تاريخ أمريكا الأسود معنا.. فلسنا ضد الشعب الأمريكي. لقد جعل الله تعالى أمريكا متسعا يهاجر إليها المستضعفون في الأرض، وجعلها مستودع العقول البشرية من كل الأمم لتتقدم بهم الإنسانية كلها.. وليس مستغربا أن تكون دولة بهذه المواصفات والإمكانات امبراطورية عظمى؛ ولكن هناك فرق كبير بين امبراطورية الخير التي تفيد وتستفيد، وامبراطورية الشر التي تفسد ولا تصلح. لقد تصالحت أمريكا مع نفسها، واعتذرت عن الفساد والظلم الذي وقع منها على أرضها بانتخاب أوباما.. وبقي أن تتصالح مع العالم كله وتعتذر عن جرائمها الكثيرة التي وقعت وتقع خارج أراضيها. لذا فإننا لم نتعجل في تصديق أوباما (كشخص) أو تكذيبه.. لنرى أولا مدى تطابق الأفعال مع الأقوال، وكنا نتمنى أن يكون صادقا، ولكن موضوع أسطول الحرية كشفه على حقيقته. فلا يختلف اثنان على أن موقف الإدارة الأمريكية من القضية الفلسطينية عار بكل المقاييس, إذ لا يعقل أبدا أن يحرم شعب من مقاومة الاحتلال وتحرير أرضه المغتصبة.. ولا يعقل أن يترك الخنزير الطائش نتنياهو وأمثاله يطيح في شعب أعزل قتلا وتدميرا وحرقا والعالم يجلس متفرجًا.
والحقيقة أن الحكومات العربية هي السبب في هذا الموقف المخزي.. فكلما تزايد الانحياز الأمريكي للعدو, زاد «العشق» بين هذه الحكومات وجلادها الأمريكي, مدعين أنه الشريك المحايد وراعي عملية «السلام»!. ولا ندري ماذا ينتظر العرب من هذا «الشريك المخالف» بعد أن أعلنها صراحة بأنه مع الصهاينة علي طول الخط وأنه ضدهم بكل إمكاناته?. هل العرب لا يملكون وسيلة للضغط علي أمريكا?.. إننا لن نطالبهم بموقف ثوري مثل موقف إيران, فهم لا يجرؤون علي ذلك, بل لا يجرؤون علي مجرد قول كلمة حق لصالحها.. ولكن لماذا لا يفعلون مثل تركيا عندما حاول «الصديق» الأمريكي, وفي اطار الحملة الصليبية ذاتها, ادانة الدولة العثمانية بارتكاب حرب ابادة ضد الأرمن.. فهددت تركيا باتخاذ إجراءات عقابية اقتصادية (أي مقاطعة مثل التي فشلنا فيها), لتتراجع أمريكا صاغرة لأنها لا تحتمل أية مقاطعة اقتصادية. هل الفرق بيننا وبين تركيا هو الفرق بين شجاعة الحكومات هنا وهناك؟.. أم أنها إرادة الشعب التركي «الحر» التي يجب أن تُحترم؟.. ألم نقل مائة مرة إن العرب لن يرفعوا رؤوسهم ويفرضوا قضيتهم إلا بعد وقوع الطلاق (أو المخالعة!) بينهم وبين أمريكا؟!!.
إن كل الأحداث والظواهر تدل على أن أهداف الحملة الصليبية الأولى لا زالت قائمة، مع تغيير بسيط في الوسائل.. وقد اجتمع الغرب كله من خلال حلفه (الناتو) وعملاء آخرين، ومن خلال الكيان الصهيوني الغاصب لأرضنا في فلسطين، اجتمعوا على غزو العديد من بلاد المسلمين.. واستخدموا أقوى وأحدث الأسلحة في مواجهة شعوب مغلوبة على أمرها لا تملك من السلاح حتى ما تدافع به عن نفسها.. ورغم ذلك لم تحقق الجيوش القوية الحديثة المدججة بالأسلحة أي انتصار، واضطرت للانسحاب الذليل بعد زيادة قتلاها (الصومال، جنوب لبنان، غزة، العراق... الخ). لقد جن جنون الغرب من هذه العقيدة التي تحبب الإنسان في الموت، وأيقنوا أن أسلحتهم وجيوشهم لا تساوي شيئا أما عقيدة الجهاد والاستشهاد. لذا فقد أصيبوا بعقدة غريبة من المسلمين، خصوصا مع تنامي ظاهرة اعتناق الإسلام داخل دولهم نفسها، وقرروا مقاومة المد الإسلامي بطريقتهم التي ينقصها الذكاء وتغلب عليها الهرجلة.. فظهر ما يسمى (الفرقان) لخداع العامة والبسطاء بأنه القرآن الكريم، ثم بدأوا يمنعون الحجاب والنقاب والمآذن، ولم يدرك هؤلاء السذج أنهم يلفتون نظر شعوبهم إلى تميز هذا الدين، فيتنادون للتعرف عليه، ومعلوم أن من يعرف حقيقة الإسلام يعتنقه على الفور، وهذا ما حدث ويحدث (ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين).
لو كان هناك في النظام العربي أو الإسلامي الرسمي قليل من الرجولة أو العافية لردوا عليهم بتشريع مماثل لمنع العرى النسائي، لأنه إذا كان النقاب تطرفا فالعرى أيضا تطرف. ولكن كما نعلم فالأنظمة الرسمية صارت خُشبا مسندة، ولم تعد تشعر بما يدور حولها.. ويكفي انعدام رد فعلها على المذبحة الصهيونية لناشطي أسطول الحرية المتوجه لغزة؛ بالمياه الدولية!. لذا فلم يعد مجديا توجيه الخطاب لهذه الأنظمة وليس أمامنا سوى الشعوب المغلوبة على أمرها والمثقفين وأهل الرأي والخبرة. ينبغي أن نعيد التفكير فيما يحدث حولنا وما يدبره الغرب بقيادة أمريكا. فالدولة الأمريكية.. بمؤسساتها المعادية للحضارة الإسلامية، لم تيأس من هزائمها المتكررة أمام المقاومة المجاهدة بالدول الإسلامية، وأيقنت أن أسلوب الغزو والاحتلال لن يحقق أغراضها، وأن تفوقها المادي وامتلاكها لأحدث وأقوى الأسلحة الحربية وسيطرتها المطلقة على الأنظمة المستبدة لن يجدي نفعا أمام عقيدة الجهاد والاستشهاد التي مرغت أنف العسكرية الأمريكية بالوحل. ولكن هذه الدولة لم تستطع أن تتخلى عن أهدافها في إبعاد البديل الحضاري الإسلامي عن طريق الحضارة الغربية التي بدت نذر أفولها، وفي استكمال الحرب الصليبية.. ولكن بأسلوب مختلف. وقد رأى المخططون وصناع القرار أن هذا الأمر يحتاج إلى شخصية جديدة تبدو مختلفة عن جورج بوش وأمثاله من المحافظين الجدد، فوقع الاختيار على باراك حسين أوباما.. على اعتبار أن أصوله الإسلامية وبشرته السوداء يمكن أن تخدع الشعوب الإسلامية فتخفف من عدائها المطلق لأمريكا وتتخلى بالتالي عن أسلوب المقاومة.
ولا ريب أن الرئيس الأمريكي الجديد شخصية مختلفة، تمتلك الكثير من المواهب التي تجعلها مقبولة بعض الشيء لدى الآخرين، وأن الشعب الأمريكي اختاره بمحض إرادته (بعد ترشيح المؤسسات إياها له).. ولكن من قال أن الرئيس الأمريكي يستطيع بمفرده أن يغير من سياسات هذه الدولة الباغية؟، إن رئيس أمريكا مجرد ترس صغير في آلة ضخمة تسيطر عليها قوى عديدة ظاهرة وخفية، ولا يمكن لأي رئيس مهما علا شأنه أن ينفرد بصنع سياسات جديدة مخالفة لاتجاه حركة هذه الآلة المندفعة. والشيء المحزن أن خطاب أوباما الموجه للشعوب الإسلامية من جامعة القاهرة، والتصفيق الحاد الذي قوبل به كلما نطق بآية قرآنية أو أظهر احتراما (نستحقه) لتاريخنا الإسلامي وديننا الحنيف.. قد برهن على أن الكثيرين منا قد بلعوا الطعم ولم يتبينوا حقيقة الأمر، وصدقوا أن أمريكا جادة في فتح صفحة جديدة معنا، رغم تأكيده على متانة الارتباط بالكيان الصهيوني، ومطالبته أصحاب الحق المغتصبة ديارهم بالتخلي عن مقاومة المحتل، وعدم مطالبته للمحتل الغاصب بالتخلي عن العنف والقتل.. ويكفي موقفه من البلطجة الصهيونية على (أسطول الحرية) حيث عرقل سعي تركيا لمجرد إصدار بيان إدانة للكيان الصهيوني من مجلس الأمن.
وعلى الرغم من تاريخ أمريكا الأسود معنا.. فلسنا ضد الشعب الأمريكي. لقد جعل الله تعالى أمريكا متسعا يهاجر إليها المستضعفون في الأرض، وجعلها مستودع العقول البشرية من كل الأمم لتتقدم بهم الإنسانية كلها.. وليس مستغربا أن تكون دولة بهذه المواصفات والإمكانات امبراطورية عظمى؛ ولكن هناك فرق كبير بين امبراطورية الخير التي تفيد وتستفيد، وامبراطورية الشر التي تفسد ولا تصلح. لقد تصالحت أمريكا مع نفسها، واعتذرت عن الفساد والظلم الذي وقع منها على أرضها بانتخاب أوباما.. وبقي أن تتصالح مع العالم كله وتعتذر عن جرائمها الكثيرة التي وقعت وتقع خارج أراضيها. لذا فإننا لم نتعجل في تصديق أوباما (كشخص) أو تكذيبه.. لنرى أولا مدى تطابق الأفعال مع الأقوال، وكنا نتمنى أن يكون صادقا، ولكن موضوع أسطول الحرية كشفه على حقيقته. فلا يختلف اثنان على أن موقف الإدارة الأمريكية من القضية الفلسطينية عار بكل المقاييس, إذ لا يعقل أبدا أن يحرم شعب من مقاومة الاحتلال وتحرير أرضه المغتصبة.. ولا يعقل أن يترك الخنزير الطائش نتنياهو وأمثاله يطيح في شعب أعزل قتلا وتدميرا وحرقا والعالم يجلس متفرجًا.
والحقيقة أن الحكومات العربية هي السبب في هذا الموقف المخزي.. فكلما تزايد الانحياز الأمريكي للعدو, زاد «العشق» بين هذه الحكومات وجلادها الأمريكي, مدعين أنه الشريك المحايد وراعي عملية «السلام»!. ولا ندري ماذا ينتظر العرب من هذا «الشريك المخالف» بعد أن أعلنها صراحة بأنه مع الصهاينة علي طول الخط وأنه ضدهم بكل إمكاناته?. هل العرب لا يملكون وسيلة للضغط علي أمريكا?.. إننا لن نطالبهم بموقف ثوري مثل موقف إيران, فهم لا يجرؤون علي ذلك, بل لا يجرؤون علي مجرد قول كلمة حق لصالحها.. ولكن لماذا لا يفعلون مثل تركيا عندما حاول «الصديق» الأمريكي, وفي اطار الحملة الصليبية ذاتها, ادانة الدولة العثمانية بارتكاب حرب ابادة ضد الأرمن.. فهددت تركيا باتخاذ إجراءات عقابية اقتصادية (أي مقاطعة مثل التي فشلنا فيها), لتتراجع أمريكا صاغرة لأنها لا تحتمل أية مقاطعة اقتصادية. هل الفرق بيننا وبين تركيا هو الفرق بين شجاعة الحكومات هنا وهناك؟.. أم أنها إرادة الشعب التركي «الحر» التي يجب أن تُحترم؟.. ألم نقل مائة مرة إن العرب لن يرفعوا رؤوسهم ويفرضوا قضيتهم إلا بعد وقوع الطلاق (أو المخالعة!) بينهم وبين أمريكا؟!!.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق