أهلاً.. وسهلاً

مرحبا بكم في موقع الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال

مقالات علمية وسياسية - محاضرات في الكيمياء - بحوث علمية - كتب علمية في الكيمياء وتطبيقاتها - استشارات علمية (كيميائية وبيئية)















هل لديك استشارة علمية؟

الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال - استشاري الدراسات الكيميائية والبيئية
للاستشارات العلمية:
ناسوخ (فاكس): 0020222670296 القاهرة
جوال: 0020115811500



الصفحة الرئيسية

السبت، ١٢ يونيو ٢٠١٠

* حصار غزة بين طفولية العرب.. ورجولة تركيا

حصار غزة بين طفولية العرب.. ورجولة تركيا

بقلم د/عبد الله هلال
الـــوسط بتاريخ 12- 6- 2010
المصريون بتاريخ 13- 6- 2010
بعد أن نجح العدو الصهيوني- بوسائله المخابراتية- في إخضاع حكام العرب وإجبارهم على التطبيع معه، وتسخيرهم للقيام بما عجز عنه من تضييق على المقاومة وحصار للفلسطينيين، ومنع الشعوب العربية من التفاعل مع قضيتهم الأولى، وبعد أن سخّر السلطة الفلسطينية نفسها لخدمة كل أغراضه وتنفيذ كل خططه.. ظن الكيان الصهيوني أن الدنيا قد دانت له، وأن الوطن المسروق صار ملكا خالصا له، وأنه يستطيع أن يواصل سرقة ما كان يخشى سرقته من قبل مثل المسجد الأقصى وعموم مدينة القدس. جاء عتاة المتطرفين بقيادة (النتن- ياهوه) إلى حكم الكيان الغاصب وهم واثقون من قدرتهم الآن على فعل ما يشتهون؛ متأكدين من عجز العرب عن مجرد رفع الصوت بالتأوه، وأخذوا يعتدون على المسجد الأقصى، ويضمون المقدسات الإسلامية إلى تراثهم المصطنع، ويصادرون أملاك المقدسيين، ويجهرون بيهودية الدولة الصهيونية، ويواصلون حصار غزة والعدوان على أهلها.. الخ؛ واثقين من عدم وجود من يقول لهم (قف، أنت لص). وظن كثير من الناس وضعيفو الإيمان أن هذا هو عصر اليهود، وأنه ليس هناك أمل في الزمن المنظور في وجود من يسبح ضد التيار.. فقد أخضع العدو كل من سماهم المعتدلين، وضيق على كل الرافضين للاستسلام؛ ورضي الجميع بالواقع واستسلم له وكأننا أمة ميتة، لا يجوز عليها سوى الدفن!. وكان من أغرب ما نجح فيه العدو (مبكرا)، وأثبت الخضوع العربي الرسمي له؛ موقف العرب من الثورة الإيرانية. فقد استشعر العدو خطورة وجود قوة مستقلة ترفض الاحتلال الصهيوني للمقدسات الإسلامية، وأدرك أن إيران قوة إسلامية يمكن أن تضاف إلى جوارها العربي فأسرع بالإيقاع بين العرب والإيرانيين، ونجح الحلف الصهيوني الأمريكي في بث الفرقة بين الجانبين من أول يوم لانطلاق الثورة الإيرانية، والعرب يستجيبون كالبلهاء، بل ويشاركون (في اتحاد عربي نادر الحدوث) في حرب دموية لثمان سنوات أكلت الأخضر واليابس!.. وليستمر الجفاء والقلق التربص حتى الآن. فلماذا إذاً لا يختال قادة العدو ويفرحوا بما حققوه، ظانين أن أصحاب الحق قد ماتوا وشبعوا موتا؟. لماذا لا يهاجمون قافلة الحرية وغيرها في المياه الدولية؟، ولماذا لا يقتلون المدنيين العزل؟.. ألم يرتكبوا مئات المذابح دون أن يحاسبهم أحد؟!. ولكن الله تعالى يمهل ولا يهمل، وهو سبحانه الذي وعد المؤمنين بالنصر.. ووعدنا في سورة الإسراء باسترداد المسجد الأقصى، ولا يخلف الله سبحانه وتعالى الميعاد.
لقد جاء المدد من الله تعالى على يدي أحفاد أتاتورك الذي جعل من تركيا دولة صديقة للحلف الصهيوني الأمريكي وعدوة لكل ما يمت للإسلام بصلة، خصوصا العرب... ولا يعلم جنود ربك إلا هو. ومعروف أن تركيا تختلف تماما عن الدول العربية الحالية، فهي على الأقل دولة مستقلة، لشعبها القدرة على تغيير حكامه إن فرطوا في استقلال الدولة أو كرامتها.. كما أنها دولة مؤسسات متقدمة، وبالتالي فكلمتها مسموعة، ويستمد حكامها قوتهم وشجاعتهم من الجماهير التي أوصلتهم إلى الحكم. وهناك بالطبع فرق كبير بين حاكم يستمد قوته من شعبه، وآخر يتوجس من شعبه ويعمل على إخضاعه وإرهابه. ولقد أسهم غباء قادة الكيان الصهيوني بهجومهم الدامي على المدنيين العزل بقافلة الحرية في المياه الدولية، أسهم في تشجيع تركيا على الانخراط عمليا وعلانية في الصراع الذي هرب منه العرب أصحاب القضية!. وليتنا نتعلم من درس إيران ولا نترك تركيا وحدها تحارب لنا وتتبنى قضايانا نيابة عنا.. فهذا أمر غير معقول ويصعب حدوثه. المفروض أن العرب الآن قد وجدوا لهم سندا قويا- منهم- يؤمن بقضيتهم ولديه القدرة على الفعل الذي يعجز عنه العرب الذين أدمنوا- في الماضي- رد الفعل، وصاروا الآن موتى بلا رد فعل. لقد عادت تركيا إلى أصلها وحضنها الإسلامي، وتعلقت الجماهير العربية بالزعيم التركي رجب طيب أردوجان وأخذت ترفع صوره وعلم بلاده تعبيرا عن الفراغ السياسي الكبير الذي تعاني منه الدول العربية كافة.. وأخشى ما نخشاه أن يظن العرب أن تركيا سوف تقوم باللازم نيابة عنهم ويتركوها بمفردها في مواجهة شياطين الأرض، بل يمكن أن يصل الأمر إلى التحالف مع الحلف الصهيوني الأمريكي ضد تركيا، فالعرب ينفذون التعليمات دون تفكير؛ ألم يتحالفوا مع أعدائهم ضد المقاومة الوطنية الشرعية من أبناء جلدتهم؟!. ولا أظن أننا نبالغ في التشاؤم بالتحذير من التحالف ضد تركيا، فقد بدأ بعض (الكتبة) من اللوبي الصهيوني بالصحف المسماة بالقومية.. بدأوا في عمليات (الردح) دون حياء ضد تركيا وقائدها أردوجان. لقد هيأ الله تعالى للعرب الفرصة تلو الأخرى لتحجيم العدو والانتصار لقضيتهم.. ولكنهم بارعون في تضييع الفرص. ينبغي على العرب الالتحاق فورا بتركيا وقطع العلاقات ووقف التطبيع مع العدو.. على الأقل مثل دول أمريكا اللاتينية التي بادرت بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني؛ ولكننا للأسف لا نتوقع أي فعل إيجابي من جانب الأنظمة العربية. ويكفي ما فعله الأردن من معاونة ساذجة للكيان الصهيوني في أزمة الهجوم على قافلة الحرية واعتقال أعضائها.. لو رفض الأردن ترحيل المعتقلين من أراضيه لوضع العدو في مأزق شديد الصعوبة، لأن المعتقلين ينتمون إلى دول ليست لها علاقات بالعدو، فكيف سيتخلص منهم والمفروض أن يعودوا إلى سفنهم المصادرة؟. ولكننا عرب سذج؛ لم نحتج أو نهدد لاعتقال رعايانا في المياه الدولية، ولم نحرك ساكنا لمصادرة المساعدات الإنسانية، بل وننفذ التعليمات بترحيل الناشطين من أراضينا معاونة للعدو في ورطته!.. ونحتفل بكل بلاهة بوصول المختطفين من القافلة الإنسانية إلى الأردن وكأننا حررناهم، أي نوع من البشر نحن؟!. هل هذه بلاهة أم سذاجة أم عمالة أم طفولية وقلة خبرة؟.. هذا شيء غير معقول يا عرب، يا من كنتم خير أمة أخرجت للناس!.
من الطبيعي أن يكون السؤال الذي يحير كل من يتابع القضية الفلسطينية والسياسات العربية هو عن الحال المائل للدول العربية باستسلامها وخيبتها وضعفها وطفوليتها وسذاجتها.. رغم امتلاكها لكل ما يمكنها من فرض نفسها كقوة منافسة للقوى العظمى. فالعرب في العصر الحالي صاروا في ذيل الأمم، لا أحد يحسب لهم حسابا، أو يخشى لهم غضبة.. وكلما ثبت لهم حق فرّطوا فيه، وأصبحوا كالحائط المنخفض القابل للامتطاء!. وبمقارنة بسيطة بين أمة العرب والأمم القريبة منها نجد انحدارا غير مسبوق وشللا في جميع المجالات.. فتركيا- المتقدمة- كما نرى؛ رفعت رأسها ورأسنا معها بمواقف قوية لا تقدر عليها سوى القوى العظمى، وباكستان استطاعت أن تبني قوتها النووية وأن تنضم بجدارة لدول النادي النووي بالإضافة إلى قدرتها على صنع الصواريخ وغيرها من الأسلحة الحديثة، وإيران تناطح العالم كله دفاعا عن استقلالها وحقها في امتلاك التقنية النووية واستطاعت أن ترهب الحلف الصهيوني الأمريكي ببناء قوتها الذاتية معتمدة على نفسها، وماليزيا صارت دولة صناعية متقدمة، ناهيك عن الهند والصين والكيان الصهيوني.. والعرب- الأغنى والأكثر انتشارا- في النفط نائمون. ماذا فعل العرب غير استيراد الأسلحة الفاسدة؟، ولماذا أصبنا بالشلل هكذا؟!. هل الجنس العربي مختلف عن الجنس التركي أو الإيراني أو الماليزي.. الخ؟. لا يستطيع أحد أن يقول ذلك، لأن الجنس العربي نفسه استطاع بالإسلام أن يتحول من قبائل بدوية متفرقة من الحفاة والعراة إلى سادة للعالم في أقل من قرن من الزمان. هل هو الاستبداد وأنظمة الحكم العشائرية المتخلفة؟.. وإذا كان الأمر كذلك فأين الشعوب العربية؛ لماذا تقبل الشعوب بهذا الهوان وتصبر على حكامها صبر أيوب؟، ألا تشعر الشعوب العربية بما يدور حولها في أنحاء العالم من ثورات ضد الطغاة والمستبدين؟!!. هذا أمر جدير بالبحث والدراسة.
abdallah_helal@hotmail.com
http://abdallahhelal.blogspot.com
/

ليست هناك تعليقات: