كأس العالم.. في ديار العرب!
بقلم د. عبد الله هلال
أن تنجح دولة عربية صغيرة مثل قطر في تحقيق متطلبات تنظيم مسابقة عالمية كبرى مثل كأس العالم .. فهذا بلا شك إنجاز كبير ومتميز، ليس فقط لأن دولا كبرى- عربية وأعجمية- فشلت في ذلك، ومنها من أحرز صفرا كبيرا؛ ولكن لأن القطريين أثبتوا أن العرب مازالوا على قيد الحياة، أي لا زالت فيهم الروح. وتكمن أهمية هذا الحدث في فتح الباب لجذب أنظار العالم إلى حقيقة منطقتنا العربية المضطربة، والتي لا تخرج منها للأسف سوى الأخبار المزعجة وأحيانا المخجلة مثل تزوير الانتخابات، وغياب الحريات، والنفاق السياسي الواسع بمخالفة الأفعال للأقوال، وضرب نواب الشعب، والاستسلام أمام الأنظمة المستبدة، والتآمر على الجانب المضيء الوحيد في حياتنا وهو مقاومة الاحتلال.. الخ. فحضور العالم إلى قطر وما حولها من الدول العربية سوف يبرز أهمية الوطن العربي بموقعه الفريد، وبتراثه الحضاري الأكثر ثراء في العالم، وبثقافته المتميزة، وبكرم أهله.. كما سوف يسهم في تغيير الصورة النمطية للعرب عند الكثيرين في أنحاء العالم؛ كبدو يعيشون في الخيام ويرعون الإبل ويصدرون ما يسمى الإرهاب. وينبغي أن يدرك العرب أجمعين أن قطر هي الممثل لهم، وأن العالم سوف يتعامل معنا على أساس أن (العرب) ينظمون المسابقة ويستضيفون كأس العالم.. وأن النجاح أو الفشل- لا قدر الله- سوف ينسب للعرب، وليس لقطر وحدها.
ولكن هل يعقل أن الإنجاز الكبير وغير المسبوق يقتصر على مجرد (استضافة) مسابقة؟.. إذا كان الأمر كذلك فإن صورتنا أمام العالم سوف تكون مضحكة، لأننا سنكون بمثابة خدم الفنادق، حيث نقوم بخدمة الضيوف وإكرامهم وإسعادهم بكرم الضيافة وحسن التنظيم، ثم نجلس نتفرج بحسرة على إبداعاتهم الكروية دون أن نشارك فيها. ويذكرني هذا بصورة نشرت للقوات الأمريكية في أوائل أيام احتلالها للخليج قبيل حرب تحرير الكويت، حيث انهمك الجنود الأمريكيون في تجهيز الطائرات وقد وقف إلى جوارهم مجموعة من العرب بزيهم الخليجي مكتوفي الأيدي؛ يتفرجون.. وكانت لقطة محرجة، ولكن معبرة!. وعلى الرغم من أهمية وضع أولويات للعمل الوطني الهادف إلى تنمية بلادنا والنهوض بها.. وليست كرة القدم بالطبع من أولويات النهوض، إلا أننا أصبحنا أمام أمر واقع يجب أن نستثمره بطريقة ذكية. لذا فالأمر يتطلب- وبصفة عاجلة- وضع الخطط الكفيلة برفع المستوى الرياضي عموما والكروي خصوصا لكي يشارك العرب في هذا المهرجان العالمي كلاعبين ينافسون فرق الدول المشاركة وليس فقط مشاهدين ومنظمين، فالمثل الشعبي يقول (طاهي السم.. يتذوقه). والوقت لا زال مبكرا، ويكفي- وزيادة- لتربية جيل من اللاعبين المتميزين الذين يستطيعون عبور التصفيات والمشاركة في نهائيات كأس العالم، بل والمنافسة عليه. وأمامنا مسابقتين قبل مسابقة قطر، يجب ألا تفوت العرب فرصة المشاركة في نهائيات كل واحدة منهما، بفريقين؛ آسيوي وأفريقي.. وهذا أمر لا يجوز أن يُترك للمصادفة، فالتخطيط والتعاون العربي مطلوبان. أما قطر نفسها فعليها مسئولية مضاعفة، ويجب عليها السعي من الآن لكي يكون فريقها حاضرا في المسابقات الثلاث القادمة، سواء انتبه العرب لانتهاز هذه الفرصة أو لم ينتبهوا.. فالعرب عادة ما يضيعون الفرص، وليس للعروبة دولة!.
ولا يفوتنا في هذه المناسبة أن ننبه وبكل أسى إلى وجه من وجوه الخلل العربي العجيب، حتى وإن كان فيه نقد للدولة صاحبة هذا الإنجاز الكبير؛ قطر. فليس معقولا أن تكون ضريبة الفوز بأية جائزة أو مناسبة دولية هي حتمية المسح على رأس الكيان الصهيوني الغاصب، وتقبيل يديه، ودعم احتلاله لأرضنا ومقدساتنا بمغازلته أو حتى مصافحته.. فالقدس أعز وأغلى من كل متاع الدنيا. ونخشى أن تكون هناك خطة لإشراك العدو الصهيوني في كأس العالم بطريقة أو أخرى، وتكون البداية على أرض عربية لكي يكون التطبيع في أوجه.. وبمباركة عربية، ومشاركة شعبية. ويكون العدو بالتالي قد نجح في التسلل إلى الشعوب العربية التي قاومت التطبيع وأفشلت كل الخطط الرسمية لفرضه عليها. ندعو الله تبارك وتعالى أن يعجل بوعده للمؤمنين: (فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا).. وألا يكون الكيان الصهيوني موجودا عام 2022.
ولكن هل يعقل أن الإنجاز الكبير وغير المسبوق يقتصر على مجرد (استضافة) مسابقة؟.. إذا كان الأمر كذلك فإن صورتنا أمام العالم سوف تكون مضحكة، لأننا سنكون بمثابة خدم الفنادق، حيث نقوم بخدمة الضيوف وإكرامهم وإسعادهم بكرم الضيافة وحسن التنظيم، ثم نجلس نتفرج بحسرة على إبداعاتهم الكروية دون أن نشارك فيها. ويذكرني هذا بصورة نشرت للقوات الأمريكية في أوائل أيام احتلالها للخليج قبيل حرب تحرير الكويت، حيث انهمك الجنود الأمريكيون في تجهيز الطائرات وقد وقف إلى جوارهم مجموعة من العرب بزيهم الخليجي مكتوفي الأيدي؛ يتفرجون.. وكانت لقطة محرجة، ولكن معبرة!. وعلى الرغم من أهمية وضع أولويات للعمل الوطني الهادف إلى تنمية بلادنا والنهوض بها.. وليست كرة القدم بالطبع من أولويات النهوض، إلا أننا أصبحنا أمام أمر واقع يجب أن نستثمره بطريقة ذكية. لذا فالأمر يتطلب- وبصفة عاجلة- وضع الخطط الكفيلة برفع المستوى الرياضي عموما والكروي خصوصا لكي يشارك العرب في هذا المهرجان العالمي كلاعبين ينافسون فرق الدول المشاركة وليس فقط مشاهدين ومنظمين، فالمثل الشعبي يقول (طاهي السم.. يتذوقه). والوقت لا زال مبكرا، ويكفي- وزيادة- لتربية جيل من اللاعبين المتميزين الذين يستطيعون عبور التصفيات والمشاركة في نهائيات كأس العالم، بل والمنافسة عليه. وأمامنا مسابقتين قبل مسابقة قطر، يجب ألا تفوت العرب فرصة المشاركة في نهائيات كل واحدة منهما، بفريقين؛ آسيوي وأفريقي.. وهذا أمر لا يجوز أن يُترك للمصادفة، فالتخطيط والتعاون العربي مطلوبان. أما قطر نفسها فعليها مسئولية مضاعفة، ويجب عليها السعي من الآن لكي يكون فريقها حاضرا في المسابقات الثلاث القادمة، سواء انتبه العرب لانتهاز هذه الفرصة أو لم ينتبهوا.. فالعرب عادة ما يضيعون الفرص، وليس للعروبة دولة!.
ولا يفوتنا في هذه المناسبة أن ننبه وبكل أسى إلى وجه من وجوه الخلل العربي العجيب، حتى وإن كان فيه نقد للدولة صاحبة هذا الإنجاز الكبير؛ قطر. فليس معقولا أن تكون ضريبة الفوز بأية جائزة أو مناسبة دولية هي حتمية المسح على رأس الكيان الصهيوني الغاصب، وتقبيل يديه، ودعم احتلاله لأرضنا ومقدساتنا بمغازلته أو حتى مصافحته.. فالقدس أعز وأغلى من كل متاع الدنيا. ونخشى أن تكون هناك خطة لإشراك العدو الصهيوني في كأس العالم بطريقة أو أخرى، وتكون البداية على أرض عربية لكي يكون التطبيع في أوجه.. وبمباركة عربية، ومشاركة شعبية. ويكون العدو بالتالي قد نجح في التسلل إلى الشعوب العربية التي قاومت التطبيع وأفشلت كل الخطط الرسمية لفرضه عليها. ندعو الله تبارك وتعالى أن يعجل بوعده للمؤمنين: (فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا).. وألا يكون الكيان الصهيوني موجودا عام 2022.
abdallah_helal@hotmail.com
http://abdallahhelal.blogspot.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق