أهلاً.. وسهلاً

مرحبا بكم في موقع الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال

مقالات علمية وسياسية - محاضرات في الكيمياء - بحوث علمية - كتب علمية في الكيمياء وتطبيقاتها - استشارات علمية (كيميائية وبيئية)















هل لديك استشارة علمية؟

الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال - استشاري الدراسات الكيميائية والبيئية
للاستشارات العلمية:
ناسوخ (فاكس): 0020222670296 القاهرة
جوال: 0020115811500



الصفحة الرئيسية

السبت، ٨ يناير ٢٠١١

* أحمد حشاد.. نموذج للعلماء المجاهدين

أحمد حشاد.. نموذج للعلماء المجاهدين

بقلم د. عبد الله هلال

المصريون 21/12/2010

قضى الله ولا راد لقضائه أن يختار إلى جواره الأستاذ الدكتور أحمد حشاد.. فاضت روحه إلى بارئها العظيم بعد معاناة مع المرض، ليُفجع المصريون والعرب في عَلم من الأعلام الذين لا عوض عنهم، والذين اشتهروا بعفاف أهل العلم، وبالترفع عن الدنيا وزينتها، وعن سفاسف الأمور. عرفت الأستاذ الدكتور/ أحمد حشاد كعلم من علماء علوم الأرض والمواد النووية، ثم التقينا لأول مرة في عام 1992 بنقابة العلميين بادئين معا- ومع باقي الزملاء- رحلة تطوير العمل النقابي، وكنت وقتها شابا إلى جانب شيخ جليل، وعالم مشهور، ولأجد نفسي أمام كنز ثمين يذخر بالعلم والدين والأدب.. لم يعرف تكلـُّفا، ولا تكبرًا، ولا استهتارا بشيء ولا إضاعة للوقت، ولم أصادفه يجلس يوما دون أن يُفيد أو يستفيد. كان عاشقًا للعلم ولكتاب الله تعالى، وكان ممن يحسنون فهم القرآن الكريم وما جاء به من إعجاز علمي. لم يكن يفوت مناسبة علمية إلا وجدته وقد سبق الجميع حاضرا ومشاركا. وتمر السنين ليرسِّخ الشيخ العالم حبّه في قلوب كل من يعملون معه، وفي قلوب قرائه حيث كان يسهم ببعض المقالات في الصحف ومجلة (العلميون) التي كان يرأس تحريرها. كان متواضعـًا- ولا نزكيه على الله تعالى- لدرجة محرجة لمن أمامه.. فقد كان في كثير من الأحيان، ينادي بعض الشباب الذين لا وزن لهم تقريبًا بـ (يا أستاذي)!.
على بشاشة وجهه، ورقة نفسه، ولطف طبيعته، كان صقرًا من صقور الكُتاب والمفكرين العلميين؛ لا يرضى لدينه بالدنيّة، بل يناضل ويبذل الجهد لتعلو كلمة الحق؛ عبر المنابر الإعلامية والنقابية والعلمية، وكانت له صولاته وجولاته في القضايا التي تتصل بحقوق العلميين. كان لآخر لحظة في حياته يعطي- بسلوكه وخلقه- الدرس تلو الدرس لنا جميعا: النهم في طلب العلم والبحث عنه حيث يكون، مع التواضع الذي يليق بالعلماء. وعلى الرغم من اعتلال صحته، ورغم المحن التي تعرض لها في شبابه؛ كان يملك قلب أسد، ولم يكن يخشى في الله لومة لائم، يقول كلمة الحق في كل المناسبات دون أي تفكير في العواقب. كان بعض المتحمسين من شباب العلميين يجابهونه أحيانـًا، ويجهلون عليه، فيبتسم بلطف وود، ويرد عليهم بمنتهى الهدوء، ولا ينفرهم. عرفته طالبا للعلم وصولاً متواضعًا، شديد التواضع.. لا يترك محاضرة ولا مؤتمرا إلا حضر واستمع بتركيز، كأنما يستمع لأول مرة، فإذا انتهى المحاضر تقدم ليعلق ويعلم ويرشد؛ إن احتاج الأمر للتعليق، دون مجاملة، أو يثنى على المحاضر إن كان يستحق الثناء، ويمضى إلى نشاط آخر أو مناسبة أخرى.
مات الدكتور أحمد حشاد، ولم يعلم بفراقه لدنيانا أغلب الناس.. هكذا يموت العلماء والمصلحون ولا يكاد أحد يسمع لهم ذكرًا. ولكن الآخرين من أهل الطرب والتمثيل ولعب الكرة، بل وكثير من المنافقين في مجالات السياسة والإعلام، هم نجوم مجتمعنا المقلوب حاله؛ إذا حدث لأحدهم أن شاكته إبرة تتسابق الصحف في التحدث عنه وتصدعنا بسيرته وسائل الإعلام، وإذا مات انقلبت الدنيا- المقلوبة أصلا- لدرجة أن بعض المغفلين من الشباب ينتحرون بسبب الضجة الإعلامية التي تصاحب هؤلاء الذين ربما لا يستحق بعضهم أي ذكر. فهذا عصر يصنع فيه الإعلام الأذواق والميول والأفكار، وإعلامنا للأسف لا يرتبط بقيمنا ولا بعقيدتنا وشريعتنا. رحم الله الدكتور أحمد حشاد، وأكرمه بكرامة العلماء الصالحين وقبِله عنده مع العلماء المؤمنين الذين أوتوا العلم ورفعهم الله بعلمهم درجات.. اللهم آمين.


abdallah_helal@hotmail.com
http://abdallahhelal.blogspot.com

ليست هناك تعليقات: