أهلاً.. وسهلاً

مرحبا بكم في موقع الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال

مقالات علمية وسياسية - محاضرات في الكيمياء - بحوث علمية - كتب علمية في الكيمياء وتطبيقاتها - استشارات علمية (كيميائية وبيئية)















هل لديك استشارة علمية؟

الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال - استشاري الدراسات الكيميائية والبيئية
للاستشارات العلمية:
ناسوخ (فاكس): 0020222670296 القاهرة
جوال: 0020115811500



الصفحة الرئيسية

الخميس، ١٧ مارس ٢٠١١

* مهام عاجلة أمام حكومة شرف

مهام عاجلة أمام حكومة شرف
بقلم د. عبد الله هلال
المصريون 13/3/2011 - الوسط 10/3/2011

أخيرا.. وبعد ثورة عظيمة؛ أصبح لمصر رئيس وزراء يحظى بقبول ورضا الشعب الثائر. ومع تمنياتنا ودعائنا للدكتور عصام شرف بالتوفيق في هذه المهمة الصعبة، والتي تأتي في وقت حرج، وبفريق عمل أغلبه غير ثوري.. فإننا نرجو ألا تكون هذه الحكومة مجرد حكومة تصريف أعمال، إذ ليس من الحكمة التفريط في هذا المد الثوري الذي أيقظ الشعب كله وأعاد إظهار معدنه الأصلي. لابد من استثمار روح الثورة، والاستفادة من الطاقة الثورية التي تم شحن المجتمع كله بها.. سعيا للتغيير الإيجابي لكل ما تعاني منه البلاد والعباد، وهو كثير.

ونعتقد أن الأولوية يجب أن تكون لإصلاح الجهاز الإداري للدولة.. فقد أثبتت الوثائق المضبوطة لدى جهاز أمن الدولة ما كان يشعر به الجميع من أن الخبز لم يعط يوما لخبازه في الغالبية العظمى من مرافق الدولة، ليحظى أهل الثقة من الجهلاء والأغبياء والعملاء بكل المناصب، ويستبعد أهل الخبرة من العلماء والأذكياء والخبراء من كل المواقع. وبالطبع كان لابد لدولة تدار هكذا بهؤلاء الجهلاء أن تتخلف وتنحدر وتتراجع في جميع الميادين.. وهذا ما حدث للأسف. فقد خلـَّف النظام البائد بنية أساسية رديئة ومنعدمة الجودة، ومنظومة تعليمية منهارة، ونظام صحي ‘مريض‘، وعلاقات خارجية سيئة، ومكانة دولية ضعيفة، ووضع اقتصادي متردي، وعلاقات اجتماعية وسلوكية منهارة، وتراجع خطير في فضيلة الشعور بالانتماء للوطن. وقد جاءت الثورة لتزلزل كل هذه المنظومة السيئة.. فهل ننتظر لحين تشكيل حكومة منتخبة بعد شهور طويلة تكون كفيلة بانحسار المد الثوري وتبديد هذه الطاقة الثورية الخلاقة؟.. هذا أمر غير معقول!.

لذا فإننا نطالب الدكتور عصام شرف بالبدء فورا في إجراء عملية مصالحة مع الوطن وإعادة مصر عمليا إلى شعبها.. ببعض الإجراءات العاجلة؛ مثل:

• فتح باب التوبة، ومنح مهلة لكل من نهب شيئا من أموال الدولة، أو حصل على أية مزايا دون وجه حق.. ليرد إلى الدولة حقوقها، مع إعفائه من العقوبة إن تقدم خلال مدة المهلة. وتشكل لهذا الغرض هيئة قضائية مستقلة.. تحافظ على سرية أسماء التائبين.

• تغيير المحافظين ورؤساء المدن والأحياء، والقيادات الإعلامية المنافقة، لبعث روح جديدة في العمل الإداري، مع وضع نظام جديد يكفل انتخاب المسؤولين ليشارك الشعب في تحمل مسئولية مصالحه.

• مراجعة كل المناصب القيادية، ومنها سفراء مصر بالخارج، لإحلال أهل الخبرة والعلم محل أهل الثقة.. وإعادة نظام الانتخاب للمناصب التي ابتليت بنظام التعيين في عصر النظام المخلوع، مثل عميد الكلية، عمدة القرية، الخ.

• البدء فورا في تأسيس نظام جديد لنظافة المدن والقرى، ومنع النظام الهمجي المتخلف لتكديس القمامة بالشوارع.. لأن هيئة ‘النظافة‘ تبخل عن شراء حاويات بدلا من تلك التالفة، رغم توافر الأموال المحصلة إجباريا من الشعب كله.

• العمل على وقف تلوث الهواء بمنح مهلة ثلاثة شهور لإصلاح السيارات الكثيرة التي تبث أدخنة العادم الملوثة للبيئة، ومنع أقسام المرور من السماح بترخيص هذه السيارات، ووضع عقوبة رادعة لمن يرخص لها.

• وضع خطة لترميم الطرق.. إذ تعتبر من أسوأ ما خلفه النظام المخلوع الذي لم يكن يهتم بنظام الجودة في أعمال البنية الأساسية، حيث كانت مقاولات الرصف تسند للأقارب والأصدقاء ودافعي الرِّشَا، لذا لا نجد مترا واحدا مطابقا للمواصفات في كل الطرق والشوارع. وليس ممكنا بالطبع إعادة رصف كل الطرق، ولكن يمكن بسهولة ترميمها بخطة زمنية معقولة، وهذا سوف يوفر الملايين التي تهدر في استيراد قطع غيار السيارات، ويقلل من حوادث الطرق، ويسهم في تيسير حركة المرور.

• التخلص من مشكلة المرور الجنائزي التي صارت مزمنة ومرهقة ومكلفة، وهي مشكلة كبيرة بسبب الكثافة السكانية العالية، ولكن يمكن تقليلها بنسبة كبيرة بقليل من الإجراءات التنظيمية الذكية مع ترميم وتخطيط الطرق والشوارع.

• عقد مؤتمر علمي لإنقاذ التعليم.. يدعى إليه أهل العلم والخبرة؛ لوضع نظام جديد للتعليم يكفل حق كل من المعلم والطالب ويرفع مستوى العملية التعليمية، ويلغي الحاجة للدروس الخصوصية التي صارت عبئا ثقيلا على المجتمع.

• وضع نظام جديد للرعاية الصحية.. يوفر لكل مواطن حد أدنى معلوم من العلاج المجاني، مع الاستفادة من آلاف المستوصفات والمراكز الطبية الخيرية المنتشرة في طول البلاد وعرضها؛ بتقنين أوضاعها، وإشراف وزارة الصحة عليها، ودعم الجاد منها.

• إنقاذ الأجيال الجديدة من كارثة انتشار التهاب الكبد الوبائي بفرض التعقيم الإجباري على الأدوات بالمستشفيات والعيادات ومحلات الحلاقة، مع توفير أجهزة التعقيم وتشجيع اقتنائها.. ووضع آلية للتفتيش على ذلك.

• وضع نظام متحضر للإعلان بالشوارع يفرض النظام والذوق العام على المعلنين، ويمنع السلوك الهمجي بالكتابة واللصق على الحوائط والأسوار والمرافق.

• الاستفادة من شباب الثورة، المستعد الآن للعطاء، بوضع خطة زمنية لمحو الأمية.. مع تحديد سقف زمني كمهلة يمنع بعدها تعيين الأميين أو منحهم رخص، الخ.

• وضع نظام لتسجيل الحرفيين في نقابات، ومنح من ينجح في الاختبار منهم رخص لمزاولة المهنة.. لمنع الهواة من مزاولة حرف لا يجيدونها، ولرفع مستوى الجودة المنعدمة تقريبا في معظم مرافقنا.

ويلاحظ أن أغلب هذه الإجراءات المطلوبة على وجه السرعة سهلة التحقق، ولا تحتاج إلى ميزانيات كبيرة.. فكل ما نحتاجه بعض القرارات الثورية مع وضع اللوائح والقواعد أو حتى القوانين التي ينبغي أن تجد من يسهر عليها ويراقب تنفيذها. ولدينا الآن كنز من شباب الثورة المستعد للتضحية بكل شيء والعمل ليل نهار لصالح مصر وازدهارها.

همسة:

o أفهم أن يكون من نتائج الثورة الإفراج عن كل مسجون أو معتقل سياسي مظلوم، بل وتعويضه.. وهذا ما نطالب به ونرجو تحقيقه على وجه السرعة. أما أن يفرج عن سجين "جنائي" بعينه تحت ضغط المظاهرات الطائفية غير المبررة، ودون غيره من الجنائيين المحكوم عليهم في جرائم مشابهة، فهذا خلل خطير يضر بالمجتمع ويفتح الباب لانهيار دولة القانون، ويشجع على ارتكاب جرائم التزوير والسرقة وغيرها. لو كان هناك ما يدل على أن هذا السجين الجنائي مظلوما فالجهة الوحيدة التي يمكن أن تقرر ذلك هي المحكمة.. بإعادة نظر قضيته. لا تفتحوا الباب للفوضى!.



ليست هناك تعليقات: