أهلاً.. وسهلاً

مرحبا بكم في موقع الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال

مقالات علمية وسياسية - محاضرات في الكيمياء - بحوث علمية - كتب علمية في الكيمياء وتطبيقاتها - استشارات علمية (كيميائية وبيئية)















هل لديك استشارة علمية؟

الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال - استشاري الدراسات الكيميائية والبيئية
للاستشارات العلمية:
ناسوخ (فاكس): 0020222670296 القاهرة
جوال: 0020115811500



الصفحة الرئيسية

الأحد، ٢٨ مارس ٢٠١٠

* آفاق عربية (3)

بشرى للكسالى: إلغاء امتحانات نهاية العام!

طُرحت مؤخرا فكرة خبيثة لإلغاء امتحانات آخر العام في سنوات النقل.. وكأن وزارة التربية والتعليم لم يكفها ما أحدثته من انهيار في العملية التعليمية فأخذ فلاسفتها يفكرون في وسيلة لزيادة الطين بلة!!. وقد تلقيت من مدرسة أولادي بطاقة لاستطلاع الرأي حول هذا الموضوع تدل صياغتها على المستوى الحقيقي للوزارة المعهود إليها تعليم أبنائنا لغتهم القومية فضلا عن تطويرها والحفاظ عليها.. إذ يبدو أن من كُلف بكتابتها هندي أو لاوندي.

وبالطبع بدأت البطاقة بما يلزم من زلفى لـ (معالي السيد الأستاذ الدكتور الوزير)، ثم وصفت (دون قصد) قراراته المهمة بالقرارات (الهامة) أي المحزنة والمورثة للكآبة والهم!. وبطريقة خبيثة جاء السؤال الأول مضللا لأولياء الأمور لكي يظهر الرافض لفكرة إلغاء الامتحان موافقا.. فقد كُتب السؤال هكذا: (هل توافق على إلغاء امتحان آخر العام..). أما طريقة تصميم البطاقة والتي يسمونها (استمارة)، فتدل على نية الوزارة في إظهار نتيجة الاستطلاع بالموافقة على إلغاء الامتحان حيث إن الاختيارات محدودة جدا، أي بطريقة أبيض وأسود دون إفساح المجال للآراء المختلفة.
وقد عدّدت الوزارة وزينت البدائل المقترحة لتقييم الأداء في حالة إلغاء الامتحانات دون أن ينتبه فلاسفتها إلى أن كل هذه البدائل «المغرية» مطلوبة أصلا جنبا إلى جنب مع امتحانات آخر العام مثل الامتحانات الدورية (!!)، تقديم بحث، المواظبة على الحضور(!)، قياس قدرات الطالب (ولم يذكر كيف يتم ذلك)، التردد على المكتبة والمعامل.. والشيء العجيب أن الوزارة تتعامل مع قضية خطيرة مثل الدروس الخصوصية والملخصات الخارجية وكأنها وزارة عاجزة أو في دولة أخرى حيث يتبين من لهجة الاستطلاع أن إلغاء الامتحانات سوف يؤدي إلى عدم الاقبال على الدروس الخصوصية أي الانصراف عن التعليم ما دام الطالب ناجحا ناجحا، وهذا في حد ذاته اعتراف صريح بفشل هذه الفكرة. أما باقي الإغراءات مثل (المعامل المطورة بما فيها من انترنت وكمبيوتر وشاشات(!) لعرض المادة بأسلوب مشوق..) وكذلك (القنوات التعليمية لنيل سات..)، فأين هي؟.. هل تتحدثون إلى شعب آخر لا يعرف امكاناتكم وأهدافكم؟!!
إن مشكلة تدهور التعليم واضحة وأسبابها مفهومة، وإذا كانت هناك نية للنهوض بالعملية التعليمية فالطريق معروف ومجرب في بلادنا (أيام زمان) وفي كل بلاد الدنيا.. لقد انتقل التعليم من المدارس إلى البيوت عندما انعدمت الرقابة على المدارس وعندما أُهين المعلم في مدرسته وقُتر عليه وعلى أسرته.. كما انتشرت الكتب الخارجية عندما تدهور مستوي الكتاب المدرسي «عمدا» لاتاحة الفرصة لهذه الكتب التجارية التي تحقق الثراء لبعض «التجار» الذين تعرفهم الوزارة جيدا. والسؤال الذي نلح على الوزير في الاجابة عليه: هل لا تستطيع الوزارة بكل سلطانها وهيلمانها منع الكتب والملخصات المدمرة للتعليم بقرار وزاري مثلما هو الحال في دول كثيرة مثل الكويت؟.. وهذا يتطلب بالطبع التغيير الجذري في طريقة اختيار الكتب التي تنفق عليها الدولة الملايين وتجد طريقها إلى القمامة لسوء حالها.
. إن الفكرة الخبيثة بإلغاء امتحانات آخر العام سوف تقضي على البقية الباقية من التعليم المتدهور.
د. عبد الله هلال
العدد 532 الخميس 22 من شعبان 1422هـ، 8 من نوفمبر 2001م
_______________________________

القتل الجماعي بالطرق والشوارع!!


ما هذا النزيف الدموي الذي لا يتوقف على الطرق المصرية؟!.. كيف تقع كل هذه الحوادث اليومية التي تنشرها الصحف ولا يتحرك أحد لبحث هذه الظاهرة المؤسفة التي تبتلع أسرًا كاملة أو ركاب حافلة أو سيارة بالكامل؟!.. هل كلفت الحكومة المصرية نفسها بحصر ضحايا الطرق وإجراء الدراسات الإحصائية اللازمة ومقارنة أعداد القتلى والمصابين في مصر بأمثالهم في الدول الأخري، علمًا بأن ما لا ينشر من الحوادث أكثر بكثير مما ينشر؟!.. وماذا فعلت الحكومة لتقليل أو منع هذه الكوارث؟.. وإذا لم تكن قد فعلت، وهذا هو الواقع، فما الفائدة من وجود حكومة؟.
أفيقوا يا أهل الحكم، فقد وصل الأمر إلى حد الكارثة، ولم يقتصر على الطرق السريعة، فلا فرق الآن بين هذه الطرق وشوارع العاصمة.. بل لقد وصل الأمر إلى تكرار الحوادث التي تقع لسيارات الوزراء، وآخرها إصابة وزير التخطيط في كتفه بعد اصطدام سيارة أخرى بسيارته بأحد شوارع المعادي!. وهذا يعني أن مشكلة الحوادث المرورية وصلت إلى مستوى مقلق لا ينبغي السكوت عنه أو تجاهل دلالاته.
والواقع أن هذه المشكلة تعتبر من المشكلات اليسيرة جدًا التي تواجه الحكومات والإدارات المحلية لو وجدت النية الصادقة لإيجاد حلول لها.. فنحن نعلم- على سبيل المثال- كيف يحصل الناس في بلادنا على رخص القيادة بسهولة غير عادية لدرجة أن بعض الدول العربية لا تعترف بالرخصة المصرية، ونعلم ما يحدث أثناء الفحص الفني للسيارات عند تجديد رخصة السيارة، ونرى بأعيننا كيف تسير السيارات بدون إضاءة خلفية وتمر على نقاط التفتيش المروري دون أن يوقفها أحد، ونشاهد التقاطعات الخطيرة التي تحدث بها تصادمات يومية دون أن يكلف مسئول نفسه الأمر بوضع تحذير أو إشارة، ونمر في كل مكان على المطبات والبالوعات التي تفاجئ قائدي السيارات فيضطرون إلى الانحراف المفاجئ والاصطدام بخلق اللّه أو بالسيارات الأخرى. وهناك ظواهر الجهل التام بقواعد المرور وإهمال الصيانة الدورية للمركبات، والسائقين المهنيون غير المؤهلون الذين لم يهتم أحد بتدريبهم وتعليمهم السلوكيات الأساسية اللازمة للتعامل مع الآخرين أثناء القيادة، ولا حتى حمايتهم ووقايتهم من داء «الشم» و«السكر» أثناء القيادة.. فرغم أن الصحف تنكر في حوادث كثيرة أن السبب هو أن السائق كان سكرانا، لم يحدث أي تصرف حكومي لمنع هذه الظاهرة.
فهل هذه الإجراءات الإدارية البسيطة شيء صعب تعجز عنه الحكومة، أم أنها الاستهانة بأرواح أفراد الشعب؟!.. ما لكم كيف تحكمون؟!
د. عبد اللّه هلال
العدد 522 الخميس 11 من جمادى الآخرة 1422هـ 30 من أغسطس 2001م
_______________________________

هل هناك جدوى من القمة العربية؟

على عكس ما أؤمن به وأنادي به دوما من حتمية الوحدة العربية وأهمية التقاء القادة العرب، وفي ظل الظروف المأساوية العربية التي تمر بها أمتنا.. فإننا لانرى هناك جدوى من اجتماع القمة العربية القادمة» ذلك أن الخطب جلل، والأمة التي تواجه الظلم والإحباط لن تحتمل مزيدًا من الإحباط.. والحلف الصهيوني الأمريكي يراهن كعادته على زرع اليأس في نفوسنا لنصل إلى قناعة «مزيفة» باستحالة الانتصار عليه، لأن مشكلته- كما هو معلوم- ليست في الحكومات العربية ولكن في الشعوب المؤمنة بحقوقها وبوعد الله تعالى للمؤمنين بالنصر والتمكين، فهل هناك شك في أن العدو يفرح بالقمم العربية التي تأتي في ظروف حالكة وتظن الشعوب العربية المقهورة أنها طوق النجاة الذي جاء في موعده، ثم تفاجأ هذه الشعوب بأن الجبل قد تمخض وتمخض ولم يلد شيئا؟
لاشك أن القمة العربية تملك من الصلاحيات والإمكانات ما تلبي به طموح الجماهير العربية المتعطشة لأي إنجاز.. ولكن هل يتوقع أحد أن تخرج علينا القمة العربية المنتظرة بأي شيء في مواجهة غطرسة الحلف الصهيوني الأمريكي؟!
. هل يمكن أن يعلن العرب قرارا جريئا بعودة المقاطعة، وتوسيع مجالها لتشمل كل من يساعد أو يجامل العدو الصهيوني على حساب الحق العربي؟.. سيقولون: الواقعية والمصالح و.... فهل يمكن إذًا مقاطعة العدو نفسه؟!.. أشك.
. هل يستطيع العرب اتخاذ قرار «حقيقي» بوقف التطبيع مع العدو وقطع العلاقات معه وسحب الاعتراف به وباغتصابه لفلسطين؟.. أم أن القرار العجيب السابق بوقف التطبيع مع استثناء المطبعين(!!) هو الممكن الوحيد، والذي لم ينفذ أيضا للأسف؟!
. هل يجرؤ العرب على وقف محاكمة ومطاردة واعتقال أعداء الحلف الصهيوني الأمريكي ومقاومي التطبيع؟.. هل يمكن الإفراج عن هؤلاء المناضلين على سبيل الضغط على العدو، أو كهدية من القمة العربية للجماهير المنتظرة لأي بارقة أمل؟
. هل يمكن للعرب - من خلال قمتهم - الإعلان عن إسقاط الحصار الجائر المفروض على بعض الشعوب العربية واشتراط تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الصادرة لصالح العرب قبل تنفيذ القرارات الظالمة الصادرة من هذه المنظمة ضد العرب؟.. هل يمكن أن نصرخ في وجه مجلس الأمن ونقول له: كفى ظلما وكفى تسترا على العدو الصهيوني وحمايته وهو المحتل الغاصب؟.
. لماذا نرضn بالقليل ولانحصل عليه، ثم نرضn بالأقل فالأقل ولا نحصل على شيء، ونظل نتنازل ونتنازل دون أن نشعر بالندم؟!
. هل يمكن أن نقول للحلف الصهيوني الأمريكي لا؟.. لا لقتل الشعب الفلسطيني بمباركة أمريكية ودولية.. لا لحصار الشعب العراقي والهجوم اليومي عليه.. لا لمحاولات فصل جنوب السودان.. لا لوصم الجهاد ضد المحتل الغاصب بالإرهاب.. لا للعبث في مناهج التعليم وأساليب الدعوة الإسلامية؟.
إذا لم تكن القمة العربية مؤهلة للإجابة عن هذه الأسئلة، ومواجهة الطغيان الصهيوني.. فما جدواها؟!. إن الحد الأدنى الذي تنتظره الجماهير العربية من القمة هو اتخاذ خطوة عملية- حتى وإن كانت التهديد بالحرب- لوقف سفك الدماء الفلسطينية والتأكيد على شرعية الجهاد حتى تحرير القدس، كفى حديثا عن المفاوضات، والمسيرة السلمية (أفعال شارون).. الوقت وقت جهاد ومقاومة بهدف إزالة الاحتلال، وليس وقت استجداء العدو وظهيره الأمريكي.
.. كارثة والله إن نجح بوش وشارون في تحويل القمة العربية إلى طوق نجاة لإنقاذ السفاح شارون من ورطته!
د. عبدالله هلال
العدد 549 الخميس 7 من المحرم 1423 هـ 21 من مارس 2002م
_______________________________

المستعبدون.. لا ينتصرون!

ليس صحيحًا أن كل أوراق قضية فلسطين مركزة في أيدي أمريكا أو ربيبتها إسرائيل أو كليهما.. والقول بذلك يعني أن العرب كمّ مهمل لا قيمة لهم ولا وزن. ولو كان الأمر كذلك لقلنا إن هذا قدرنا وبدأنا من نقطة الصفر لتحسين وضعنا. ولكن الحقيقة أن الوضع العربي قوي جدًا من جميع الوجوه، وأن العرب لديهم من أوراق الضغط والتأثير ما يمكن أن يجبر العالم كله على احترامهم.. بل وما يضع حدًا لهذه العنصرية الصهيونية التي تفوقت على النازية. فنحن نمتلك مخزون الطاقة النفطية الرئيسي في العالم كله، ولو كان هذا السلاح في يد أمة رشيدة لتربعت على عرش الكرة الأرضية وفرضت نفسها على كل الأمم دون حاجة إلى حروب أو فتوحات!.. كما نمتلك أكبر وأضخم الأسواق الاستهلاكية في العالم، إذ نستورد كل شيء من الإبرة إلى القمر الصناعي، وفقدنا قيمة الرشد في العالم ولو تجرأنا وخاصمنا أية دولة وتوقفنا عن الاستيراد منها فسوف تنهار وتلبي كل مطالبنا.. وقبل كل ذلك فنحن نمتلك عقيدة إيمانية استطاعت منذ قرون أن تحول العرب الحفاة العراة الأميين إلى سادة الدنيا.. وهذه العقيدة هي التي تدفع الشباب المؤمن إلى حب الاستشهاد والتضحية بالنفس، فهل يمكن أن يصمد أمامنا أولئك المحبُّون للدنيا، المتشبثون بالحياة، والذين قال الله تعالى فيهم إنهم « أحرص الناس على حياة».. أيُّ حياة وإن كانت حياة الذل والهوان؟!. هذا إضافة إلى موقعنا الاستراتيجي وأرضنا الخصبة وشمسنا المشرقة ومياهنا العذبة المتدفقة وكنوز الآثار والخامات وغيرها من الخيرات، بل والأسلحة المخزونة.
فكيف نهدر كل مصادر القوة التي حبانا الله تعالى بها ونقف كالشحاذين على أبواب البيت الأبيض لكي يفعلوا لنا ما يجب أن نفعله بأنفسنا؟!.. هل يمكن لأحد في العالم كله أن يحترمنا أو حتى يشفق علينا ونحن أذلاء إلى هذا الحد؟!. إن أخشى ما نخشاه هو ألا يكتشف الحكام العرب أن أمريكا هي العدو الحقيقي لنا إلا بعد فوات الأوان، وبعد خراب مالطة. إن وضعنا المتدهور بسبب غياب فكرة الاعتماد على النفس مرشح لمزيد من التدهور والانهيار لأن العالم كله يحترم القوة ويدوس الضعيف وإن كان معه الحق.. وحتى لو كانت أمريكا دولة صديقة افتراضا، أو كانت دولة غير ظالمة جدلاً، فكيف تقف إلى جانبنا ونحن لا نعتمد على أنفسنا؟!
إن فكرة الشكوى لمن نعتبرهم الكبار في أمريكا وأوربا كلما طغى وبغي علينا العدو الصهيوني هي السبب في زيادة طغيانه، ليس فقط لأنهم أعداء لنا مثله ولكن لأنهم يرون منا ضعفًا ومسكنة.. وإذا لم نعتمد على أنفسنا فسوف يبتلعنا الطوفان.
ولعل سائلاً يسأل عن السبب في هذا التسليم وذاك الهوان رغم امتلاكنا لمصادر القوة التي يمكن أن تجعلنا سادة العالم... فنقول إنه غياب الحريات وسيادة الحكم الفردي الذي يسْهل التأثير عليه واختراقه من قبل الأعداء.
فالأحرار فقط هم الذين ينتصرون.
د. عبد الله هلال
العدد 509 الخميس 8 من ربيع الأول هـ الموافق 31 من مايو 2001م
_______________________________

الموت عطشًا في مصر الجديدة!


ماذا حدث لمرفق المياه في مصر الجديدة؟.. هل يمكن أن يصل التدهور في مرافقنا العامة إلى درجة حجب المياه عن المواطنين في هذا الطقس الحار لعدة مرات في اليوم وبصورة دائمة يوميا؟. وإذا كانت هذه المأساة تحدث في مصر الجديدة، فماذا يحدث إذاً في مصر القديمة مثلاً وغيرها من الأحياء المهملة حكوميا؟.

يؤسفني أن أضطر لترك مشكلاتنا القومية الكثيرة وأولها قضية فلسطين والتآمر على الانتفاضة، لأكتب عن مشكلة محلية المفروض أن حلها يسير.. ذلك أن مياه الشرب سلعة خطيرة لا تقل في أهميتها عن الهواء الذي نتنفسه. ففي منطقة روضة مصر الجديدة «المعروفة بمساكن شيراتون» دأب مرفق المياه على حرمان المواطنين من الماء بانتظام ولكن في أوقات غير منتظمة.. إذ تجد الأنابيب خاوية والصنابير تصفر في عز الظهر وعند عودة الناس من العمل، أو ساعة صلاة الفجر، أو قبل النوم، أو طوال الليل، أو في كل هذه الأوقات في اليوم الواحد.. وأكثر من يعانون هذه المشكلة هم سكان الأدوار العليا الذين عادوا إلى عصر «الجردل والكوز».. وفي أغلب الأحوال، وعندما يتكرم المرفق بضخ الماء، تأتي المياه ضعيفة ومملة بحيث لا تقوي على الصعود إلى مصفاة الحمام «الدش»، وأحيانا لا تستطيع ملء صندوق الطرد!.
والشيء الخطير أن المياه عندما تعود بعد غياب تأتي دافعة أمامها «البلاوي» المترسبة بالأنابيب.. فيستقبل المواطن خليطاً من الماء والطين والرمل، وأصبح أمرا عاديا أن يعود الناس إلى البحث في التراث القديم عن طرق «ترويق» الماء لفصل الشوائب مثلما كان يفعل الأجداد!. وبالطبع يضطر المواطن - كلما وجد الماء محملاً بهذه الشوائب- إلى فتح صنابير المياه وإهدار عشرات الأمتار في المجاري أملاً في سرعة سحب هذا البلاء ووصولاً إلى قطرة «تبدو» نظيفة يستطيع أن يشربها أو يستخدمها.
وأظن أن من حقنا أن نسأل عن مصدر هذه الشوائب المقززة، هل هو الإهمال أم الاستهتار أم خلل بالمحطة؟.. هل تم تحليل هذه المياه والتأكد من أنها غير مؤذية خصوصا للأطفال؟.. وإذا كان الظاهر هكذا لا يطاق فما بالكم بما خفي، وهي المواد الذائبة عديمة اللون؟!.. إننا يمكن أن نتحمل كل صنوف التلوث الذي صار يطاردنا في كل مكان إلا الماء.. أما الشح والتقتير على الناس في أهم أدوات الحياة التي جعل الله تعالى منها كل شيء حي فلا مبرر له.. إذ إن النيل والحمد لله لم يجف، والحكومة هي التي لم تهتم بمسألة إنشاء شبكة للمياه العكرة «غير المنقاة» لري الحدائق بدلا من استخدام المياه النقية الشحيحة وحرمان البيوت منها.. فهل لدى مرفق المياه ومحافظ القاهرة وحي مصر الجديدة إجابة مقنعة؟!
د. عبدالله هلال
العدد 516 الخميس 28 من ربيع الاخر 1422هـ الموافق 19 من يوليو2001م
_______________________________

النظافة .. يا وزراء البيئة والصحة والحكم المحلي!

اغتظت وارتفع ضغطي وشعرت بالعار عندما قرأت وصف أحد قادة العدو الصهيوني في مذكراته «لنا» بأننا دولة متخلفة وقذرة (للأسف) عندما تجول في شوارع القاهرة ووجد القمامة والحشرات والقاذورات وكأنها جزء من حياتنا .. وتعجب حفيد القردة والخنازير: كيف انتصر هؤلاء علينا في حرب 1973؟ .. وتساءل: هل يمكن لمثل هؤلاء أن يضيفوا شيئًا ذا قيمة إلى الحياة أو أن ينتصروا في أي معركة؟!.
والحقيقة أنني شخصيًا أشعر بالخجل كلما أمر في شوارع المدن والقري المصرية وتقع عيناي على أكوام القمامة والأتربة والخرابات المنتشرة هنا وهناك، ووصل حال انعدام النظافة في بعض مناطق القاهرة إلى درجة الشعور باللا آدمية. فمن المسئول عن هذه الحالة المخزية .. الشعب أم الحكومة؟
لا شك أن الحكومة هي المذنب الأول في قضية النظافة .. فهي المسئولة عن وضع الأنظمة واللوائح التي تعين الناس على الحفاظ على النظافة، بل وتلزمهم بها.. وهناك أمثلة عديدة تؤيد وجهة نظري مثل الفنادق والمستشفيات الخاصة والمدارس الخاصة، وأيضًا مترو الأنفاق. فعندما وجد الناس نظامًا للنظافة التزموا به، وإذا لم يجد الناس أنفسهم النظام والأدوات المساعدة على النظافة فسوف يكون الحال كما نرى.
لذلك فإننا نوجه هذا الاستجواب لوزراء البيئة والصحة والحكم المحلي: ما هي الإجراءات التي اتخذتموها، وما هي المنظومة التي وضعتها الحكومة لمعاونة الأفراد في الحفاظ على النظافة؟ ... لماذا لا توجد صناديق للقمامة؟ .. لماذا لا يوجد نظام ملزم للتخلص من بقايا البناء والهدم بطريقة متحضرة؟ .. لماذا لا تلزمون ملاك الأراضي الفضاء التي تحولت إلى خرابات بتسويرها وتنظيفها وإلا خضعت للمصادرة؟ .. لماذا لا يوجد نظام راقي للإعلان بدلاً من هذه الفوضي التي لا يلتزم فيها أحد بالمظهر العام أو الذوق؟ .. إلى متى تظل الأمور متروكة للعشوائية؟!!.
د. عبد الله هلال
العدد 503 الخميس 25 من محرم 1422 م هـ 19من ابريل 2001م
_______________________________

النهي عن تلويث المياه

لاشك أن الماء هو أساس الحياة.. وعلى الرغم من كثرة المياه، إذ تغطي أكثر من سبعة أعشار الكرة الأرضية، إلا أن الماء العذب الصالح لحياة الإنسان لا يزيد على حوالي واحد بالمائة فقط من مجموع الماء في الكرة الأرضية. ورغم أهمية الماء لجميع الكائنات الحية فإنه لم يسلم من أذى الإنسان، وأصبح تلوث الماء- عذبه ومالحه- أكبر مشكلة تواجه البشرية.
لقد أخطأ الإنسان خطأ كبيرًا عندما اعتقد في الماضي أن المياه الكثيرة التي تحيط بالكرة الأرضية هي أنسب مكان لإلقاء الفضلات ومخلفات المدن والمصانع.. وقد أدي ذلك إلى انتشار الأوبئة، مثلما حدث لمدينة لندن (1849 - 1853) عندما اجتاحها وباء الكوليرا بسبب تلوث نهر التيمس. وتتنوع مصادر تلوث المياه وتتزايد بمرور الوقت، ومنها فضلات الصرف الصحي والقمامة ونفايات المصانع.. وهذه الأخيرة غنية بالكيماويات السامة ومنها فلزات ثقيلة ونظائر مشعة يمكن أن تنتقل إلى الإنسان عن طريق السلاسل الغذائية. ويضاف إلى مصادر التلوث المياه الساخنة التي تؤثر على الأحياء البحرية.. كما تسقط في المسطحات المائية الكثير من الملوثات الكيميائية مع الأمطار.. وأضيف مؤخرًا التلوث بالنفط الذي بدأ يصيب البحار والمحيطات مع تزايد حركة مرور ناقلات النفط العملاقة التي تلقي بفضلاتها في المياه، إلى جانب حوادث التسرب وخلافه. وعلى الرغم من أن التلوث الحالي لم يكن له وجود في صدر الإسلام، لأن أنشطة الإنسان وقتها لم تكن لتحدث أقل نسبة من التلوث بصورته الكئيبة الحالية.. رغم ذلك فإن التشريعات الإسلامية كانت قاطعة ومانعة لأي تلوث وإن كان قليلاً.. فعن أبي هريرة رضي عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: «لايبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يغتسل منه».. قال العلماء والتغوط في الماء كالبول فيه وأقبح، وكذلك إذا بال في إناء ثم صبه في الماء، وكذا إذا بال بقرب النهر بحيث يجري إليه البول فكله مذموم قبيح منهي عنه.. ويُكره التبول والتغوط قرب الماء وإن لم يصل إليه بعموم نهي النبي صلي الله عليه وسلم عن البراز في الموارد ولما فيه من إيذاء المارين بالماء، ولما يخاف من وصوله إلى الماء (صحيح مسلم بشرح النووي/ج3). وغني عن البيان أن هذا الحديث الشريف ينطبق على كل مصادر التلوث لأن كل ما يحتمل أن يؤذي الناس أو البيئة منهي عنه.
تري كيف يكون شكل العالم لو طبقت هذه المباديء؟.. وكيف تكون أحوال البيئة لو عرف الناس أن تصريف الملوثات في الماء حرام شرعًا؟.. هل ينتبه القائمون على شئون البيئة إلى أهمية التركيز على هذا الجانب ضمانًا لاستجابة الشعب إلى نداءات وشعارات حماية البيئة؟.... نرجو ذلك.
د. عبد الله هلال
العدد 562 الخميس 9 من ربيع الاخر 1423هـ 20 من يونيو 2002م
_______________________________

عاجل إلى السلطة الفلسطينية

يخطئ العدو «الصهيوني - الأمريكي » إن ظن أن الحملة العسكرية الهمجية النازية على الشعب الفلسطيني سوف تنهي مقاومة الشعب المجاهد البطل للاحتال الصهيوني وتقضي على سلاح الاستشهاد الذي طيّر النوم من عيونهم.. يخطئون أن تصوروا أن أصحاب الأرض- الذين هم جزء من ترابها الطاهر- يمكن إن يتركوها للغزاة الغرباء اللقطاء الذين خُدعوا بأن هناك أرضًا بلا شعب ويمكن أن تكون ملاذا «آمنا» للقطاء!. الآن أيقن العدو ورأى المخدوعون رأي العين أن الأرض وشعبها الفلسطيني شيء واحد، وجزء لا يتجزأ... وأنه ما ضاع حق وراءه مطالب.
عندما وهن العرب واستسلموا للعدو- دون داع- بعد بضعة عقود من الصراع.. ظن العدو أن الشعب الفلسطيني المحاصر المشرد أكثر وهنًا من العرب، وأن اللحم الفلسطيني لابد أن يكون أكثر طراوة من اللحم العربي «الطري».. متناسين أن العرب الآن- المحكومين بالاستبداد .. ليسوا هم العرب الحقيقيين.. وقد تسبب هذا الظن الخاطئ في اعتقاد العدو بأن الوقت قد حان لفرض رؤيته العنصرية للتسوية بمنح الشعب الفلسطيني حكمًا ذاتيًا محدودًا واصطناع قيادة واهنة أو عميلة ترضي بدولة فلسطينية هلامية لا جيش لها ولا إرادة مستقلة كمدخل لفرض التطبيع على العرب الواهنين جميعا، وبحيث يسهل احتلالها في مرحلة لاحقة وطرد أهلها إلى الدول العربية. ولكن العدو فوجئ بانطلاق المارد الفلسطيني الذي زلزل الأرض تحت أقدامهم، وفوجئ بسلاح الاستشهاد الذي يتفوق على أسلحته النووية والتقليدية، والذي قوّي ظهر السلطة الفلسطينية فأخذت تتعامل مع العدو من مركز قوة وتسخدم الأوراق الجديدة التي وفرتها لها المقاومة الإسلامية.. فأسقط في يد العدو وقرر حرق هذه الأوراق، فأقام المجزرة وانتقم من الشعب الفلسطيني أبشع انتقام، ولم يترك شيخا ولا طفلا ولا امرأة خارج دائرة انتقامه.. ولكنه- وهذا هو المهم- حافظ على السلطة الفلسطينية بكل أركانها، بعد أن أخضعها للترهيب والحصار والإذلال، وادخرها للمهمة التي يحلم بأن تقوم بها ضد شعبها وضد المقاومة التي فشل في مقاومتها.
فهل تخضع السلطة الفلسطينية وتهدر التضحيات غير المسبوقة لشعبها؟ هل تنجح السلطة في هذا الامتحان العسير وترفض التفاوض من موقف ضعيف، وتنتظر حتى يشتد عود المقاومة.. أم أنها ضعفت ووهنت وصارت «عربية.. أي واهنة» وليست «فلسطينية»؟.
لقد أثبت الشعب الفلسطيني أنه أكثر شعوب العالم بطولة وفدائية.. وأثبت أنه جدير بتحرير أرضه كلها وليس الضفة وغزة فقط.. ونال احترام العالم كله، العدو قبل الصديق، رغم التزييف الصهيوأمريكي.. إذ لم يذكر التاريخ «ولن يذكر» أن شعبا آخر في الكرة الأرضية استطاع أن يقف بمفرده، عاري الصدر، دون سلاح دفاعي أو هجومي ضد جيش مسلح بأكثر أسلحة الدمار والهلاك فتكا وإجرامًا.. ويهزمه شر هزيمة ويجبر جنوده على رفض الخدمة ضد هذا الشعب الذي لا يقبل الهزيمة . ليت السلطة الفلسطينية تعرف قدر شعبها وتدرك أن لديها منجمًا من الأبطال إن استثمرته جيدا فسوف تهزم المشروع الصهيوني كله.. ليتها تتذكر أن الشعوب الأخرى التي انتصرت على قوات البغي والظلم مثل أفغانستان وفيتنام كان هناك من يقف خلفها ويمولها بالأسلحة.. ولكن الشعب الفلسطيني انتصر دون سلاح، وهذه والله معجزة وآية من آيات الله.
يا أقطاب السلطة الفلسطينية.. لا تظنوا أن العدو قد انتصر، أو أنه قضى على المقاومة، فالعكس هو الصحيح.. فقد زرع العدو في قلوب الفلسطينيين الفدائية وحب الشهادة، وزرع الكراهية والثأر والسعي إلى الانتقام.. لا تقبلوا بالعودة إلى المفاوضات، أعلنوا أن خياركم الوحيد هو المقاومة، أعلنوا سقوط اتفاقية أوسلو الآثمة بعد أن داسها العدو بالدبابات بما يعني سحب الاعتراف بالعدو، اعلموا أن خضوعكم يعني خضوع العرب أجمعين.. فقد استثمر العدو اتفاقية كامب ديفيد البائسة في الانتشار في أفريقيا وباقي دول العالم التي كانت تقاطعه، واستثمر اتفاقية أوسلو في فرض التطبيع على العرب أجمعين.. وها هم بعد أن أُدخلوا إلى القفص يعجزون عن الخروج منه، ويعجزون عن طرد سفرائه، ويعجزون عن إعادة المقاطعة . حذار من الدخول إلى القفص الصهيوني الخانق!
د. عبدالله هلال
العدد 556 الخميس 26 من صفر 1423هـ 9 من مايو 2002م
_______________________________

عاجل إلى وزير التعليم العالي

هذا خطاب مفتوح أتوجه به إلى الدكتور مفيد شهاب- وزير التعليم العالي- لاعتقادي أنه واحد من الوزراء القلائل الذين يفهمون في السياسة في مجلس الوزراء. والقضية تتعلق بموضوع مهم جدًا يرتبط بالمستوى العلمي لأعضاء هيئات التدريس.. فقد كثرت شكاوى أساتذة الجامعات من التضييق عليهم ومنعهم من السفر لحضور المؤتمرات العلمية وإلغاء بحوثهم.
ولا شك أن المؤتمرات العلمية كانت ولاتزال الوسيلة المثلى للاحتكاك والتنافس مع الآخرين، واختبار النفس وتبادل وتكامل الأفكار، والاطمئنان على مسيرة البحث العلمي للعلماء مقارنة بزملائهم في الدول الأخرى. ولولا هذه المؤتمرات لأصيبت النهضة العلمية بانتكاسة كبيرة لأن كل فريق سيكرر عمل الآخر مما يضيع الوقت في إنجاز أعمال سبق إنجازها في مكان أو زمان آخر، أو في الاستمرار في تطبيق أفكار أو نظريات ثبت في مكان آخر عدم جدواها.
وقد تطورت المؤتمرات العلمية الدولية وصار لكل «تخصص دقيق» مؤتمراته السنوية أو الدورية المستقرة التي تعقد بانتظام في مواعيد منضبطة.. ويستعد العلماء وفرق البحث العلمي لكل مؤتمر قبل انعقاده بفترة كافية تصل إلى سنتين أو ثلاث.. ويجتهد كل فريق لمنافسة الفرق الأخري بإجراء البحوث خصيصًا لهذا المؤتمر وهو على علم وثقة بأن أي خطأ في منهج البحث أو تفسير النتائج لن يمر وربما يصل الأمر إلى الفضيحة العلمية.. مما يجعل الباحثين في غاية اليقظة والانتباه كما تعقد المؤتمرات المحلية المصغرة لمناقشة النتائج ومدلولاتها قبل الذهاب إلى المؤتمر الكبير الذي تحرص كل دولة على الحفاظ على سمعتها فيه.
أين نحن من هذه المنظومة العلمية الراقية؟ .. الواقع أن أحوالنا وطريقة المعاملة الإدارية تؤدي إلى التخلف، فهناك جامعات لا تسمح لأعضاء هيئات التدريس بالسفر «لضيق ذات اليد»، وأخرى لا توافق إلا على المؤتمرات المحلية البائسة ولمرة واحدة كل عام أو عامين، وأخرى تشجع على السفر للخارج وحضور المؤتمرات للواصلين فقط.. وهناك جامعات كبيرة مثل جامعة عين شمس حددت شروطًا عجيبة حيث تسمح للأستاذ بحضور مؤتمر واحد كل عامين بشرط أن يتحمل هو- من ميزانية أسرته- تكاليف الإقامة ورسوم المؤتمر ولا تتحمل الجامعة سوي تذكرة السفر.. وفي الجامعة نفسها (كلية الطب مثلاً) يمنح كل قسم تذكرة سفر واحدة كل سنتين، تذكرة للقسم كله الذي يضم المئات!!
وليت هذا الواقع العجيب والتقتير الممل يتم بنظام وعدل.. ولكن الأولوية للكبار على حساب الشباب، والأسبقية لمن يسبق بحيث يصل الأمر إلى الحرمان الكامل للبعض طوال مدة خدمتهم وتوفير عدة فرص للبعض الآخر. وعندما يحاول البعض عدم تضييع الفرصة لإلقاء بحوثهم ويقررون السفر على نفقتهم فهم مذنبون..
فقد شاهدت موظفة في مكتب رئيس جامعة عين شمس تعامل إحدى عضوات هيئة التدريس قررت السفر على نفقتها معاملة السيد للعبد وكأنها هي رئيس الجامعة، حيث تقرر «سيادتها» عدم الموافقة على استخراج جواز سفر للدكتورة لأنها سوف تسافر على نفقتها!..
أما الواصلون والمحظوظون فهم بالطبع يحصلون على الجواز وعلى التذاكر وربما بدل السفر ورسوم المؤتمر!.. ولا ندري كيف يسمح رئيس الجامعة لموظفة مكتبه بمعاملة الأساتذة بهذه المعاملة السيئة المتعالية؟!!
. ألا يجب وضع قواعد عامة عادلة تطبق على الجميع؟
. وإلى متي يستمر هذا التقتير الذي يؤدي إلى التخلف العقلي؟!.
د. عبد اللّه هلال
العدد 531 الخميس 15 من شعبان 1422هـ 1 من نوفمبر 2001م
_______________________________

أمريكا تواجه عصيانًا عربيا!

بعد أن انكشفت النوايا الحقيقية للسفاح جورج بوش، وأحرج «أصدقاءه».. ضاق العرب من الانحياز الأمريكي الأعمى للعدو الصهيوني، ولم يجدوا وسيلة لتجميل الموقف الأمريكي أو إخفاء العداء الصريح للعرب والمسلمين، ووجدوا أن الأمور يمكن أن تتطور ضد استقرار الأنظمة.. فتجرأ العرب وأيقنوا أن الرب واحد والعمر واحد، واجتمعت القمة الطارئة بالمدينة المنورة، ولم تتخلف عن الاجتماع حكومة واحدة. في الليلة السابقة للاجتماع نشطت الدبلوماسية الأمنية الأمريكية، وحاول السفراء من رعاة البقر التدخل لمنع القمة فلم يفلحوا، حاولوا التدخل في صياغة القرارات وفشلوا.. اضطر السفاح الأكبر بوش للتدخل وحاول الاتصال بالحكومات العربية هاتفيا ليفاجأ بالجميع يغلقون الهاتف في وجهه كرد فعل طبيعي لانحيازه وعدائه.
وفي اجتماع القمة الطارئة.. اختفت الخطب الرنانة، واتفق الجميع على العمل معًا لإنقاذ القدس، ولأول مرة عرضت على القمة دراسات جادة وإحصاءات حقيقية عن تطور الصراع مع العدو الصهيوني، ومقارنة بالجداول والأرقام والرسوم البيانية للمواقف العسكرية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية بيننا وبين العدو، واكتشف العرب فجأة، أنهم أقوى بكثير من الكيان الصهيوني، وأن لديهم من الأوراق ما يضعهم في موقف الند مع القوى العالمية.. لذلك فقد صدرت القرارات الآتية، وكُلف أمين عام الجامعة العربية بالالتزام بالمواعيد المحددة، وتنفيذ كل قرار في موعده:
القرار الأول: يشهد التاريخ للعرب بالسبق في إرساء أسس الحق والعدل والحفاظ على السلام العالمي.. ورغبة منهم في انتشار ثقافة السلام والتفاهم فقد قررنا البدء بالطرق السلمية لتحرير الأرض المغتصبة في فلسطين.. ونعلن أن قرار التقسيم الذي صدر عن المنظمة الدولية عام 1947 هو الأساس (رغم جوٍره) للتعامل مع هذه المنظمة ومع العدو الصهيوني.
القرار الثاني: تحدد يوم أول سبتمبر 2002 موعدا لتنفيذ قرار التقسيم.. وإذا لم ينفذ فقد تحدد يوم 2 سبتمبر 2002 موعدا لإعلان عدم الالتزام العربي بأية قرارات للأمم المتحدة وإسقاط الحصار المفروض من هذه المنظمة عن الدول العربية، وقطع العلاقات ووقف التطبيع مع العدو الصهيوني.
القرار الثالث: تحدد يوم أول أكتوبر 2002 موعدًا للانسحاب الجماعي العربي من هيئة الأمم المتحدة إذا لم تطبق البند السابع على العدو الصهيوني وتلزمه بالانسحاب من الأراضي المحتلة.
القرار الرابع: تنذر الدول العربية كافة دول العالم لتختار بين العلاقات مع العرب أو مع الصهاينة، وتحدد يوم أول نوفمبر 2002 لوقف الاستيراد من أية دولة لا تقطع علاقاتها مع العدو.
القرار الخامس: تحدد يوم أول ديسمبر 2002 موعدا لوقف تصدير النفط لأية دولة لها علاقات مع العدو الصهيوني.
القرار السادس: إذا لم تفلح هذه الطرق السلمية في دفع دول العالم المحبة للسلام للتدخل وإجبار العدو على الانسحاب وتنفيذ قرار التقسيم، فقد تحدد يوم أول يناير 2003 موعدًا لإعلان عدم الالتزام العربي بقرار التقسيم والتمسك بتحرير كامل التراب الفلسطيني بالجهاد وتشجيع المقاومة الوطنية والإسلامية، وتجتمع القمة مجددا يوم 2 يناير 2003 لإعلان تكوين جيش عربي موحد.
. جاءت هذه القرارات كالبلسم الشافي.. وسعد بها العرب أجمعين، وتجرأت دول كثيرة وأعلنت تأييدها للحق العربي، ولكن سعادتي أنا لم تدم.. فقد اكتشفت فجأة أن كل ذلك عبارة عن رؤيا رأيتها في المنام، وندمت على استيقاظي!
د. عبدالله هلال
العدد 564 23 من ربيع الاخر 1423هـ 4 من يوليو 2002م

_______________________________

مرة أخرى: أمريكا تواجه عصيانًا عربيًا!

بعد أن انكشفت النوايا الحقيقية للسفاح جورج بوش، وأحرج «أصدقاءه».. ضاق العرب من التصرفات الفاجرة للسفاح بوش وعصابته في العراق، ومحاولته الهيمنة على المنطقة العربية وإعادة تشكيلها بما يغير وجهها الحضاري الإسلامي، بالإضافة إلى الانحياز الأمريكي الأعمى للعدو الصهيوني. وزاد من غيظ العرب ما قام به العدو الصهيوني (بضوء أخضر أمريكي) من هدم لمئات المنازل وتشريد الفلسطينيين مجددًا دون أن تحتج أية جهة دولية أو حتى تلوم العدو.
وفي اجتماع القمة المنتظرة.. اختفت الخطب الرنانة، واتفق الجميع على العمل معًا لإنقاذ القدس وتحرير العراق، ولأول مرة عرضت على القمة دراسات جادة وإحصاءات حقيقية عن تطور الصراع مع العدو الصهيوني، ومقارنة بالجداول والأرقام والرسوم البيانية للمواقف العسكرية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية بيننا وبين العدو، واكتشف العرب فجأة، أنهم أقوى بكثير من الكيان الصهيوني، وأن لديهم من الأوراق ما يضعهم في موقف الند مع القوى العالمية.. لذلك فقد صدرت القرارات الآتية، وكُلف أمين عام الجامعة العربية بالالتزام بالمواعيد المحددة، وتنفيذ كل قرار في موعده.
القرار الأول: يشهد التاريخ للعرب بالسبق في إرساء أسس الحق والعدل والحفاظ على السلام العالمي.. ورغبة منهم في انتشار ثقافة السلام والتفاهم فقد قررنا البدء بالطرق السلمية لتحرير الأرض المغتصبة في فلسطين (والعراق).. ونعلن أن قرار التقسيم الذي صدر عن المنظمة الدولية عام 1947 هو الأساس (رغم جوره) للتعامل مع هذه المنظمة ومع العدو الصهيوني .
القرار الثاني: تحدد يوم أول يوليو 2004 موعدًا لتنفيذ قرار التقسيم.. وإذا لم ينفذ فقد تحدد يوم 2 يوليو 2004 موعدًا لإعلان عدم الالتزام العربي بأية قرارات للأمم المتحدة وإسقاط الحصار المفروض من هذه المنظمة عن الدول العربية وغيرها، وقطع العلاقات ووقف التطبيع مع العدو الصهيوني.
القرار الثالث: تحدد يوم أول أغسطس 2004 موعدًا للانسحاب الجماعي العربي من هيئة الأمم المتحدة إذا لم تطبق البند السابع على العدو الصهيوني وتلزمه بالانسحاب من الأراضي المحتلة.
القرار الرابع: تنذر الدول العربية كافة دول العالم لتختار بين العلاقات مع العرب أو مع الصهاينة، وتحدد يوم أول سبتمبر 2004 لوقف الاستيراد من أية دولة لا تقطع علاقاتها مع العدو الصهيوني.
القرار الخامس: تحدد يوم أول أكتوبر 2004 موعدًا لوقف تصدير النفط لأية دولة لها علاقات مع العدو الصهيوني.
القرار السادس: إذا لم تفلح هذه الطرق السلمية في دفع دول العالم المحبة للسلام للتدخل وإجبار العدو على الانسحاب وتنفيذ قرار التقسيم، فقد تحدد يوم أول نوفمبر 2004 موعدًا لإعلان عدم الالتزام العربي بقرار التقسيم والتمسك بتحرير كامل التراب الفلسطيني بالجهاد وتشجيع المقاومة الوطنية والإسلامية ، وتجتمع القمة مجددًا يوم 2 نوفمبر 2004 لإعلان الجهاد وتكوين جيش عربي موحد.
القرار السابع: تطالب الدول العربية قوات الاحتلال الأمريكي وقوات الدول المتحالفة معها بالرحيل من العراق في موعد أقصاه 15 يونيو 2004 ، وفي حالة عدم الاستجابة فقد تحدد يوم 16 يونيو 2004 لقطع العلاقات العربية مع هذه الدول ووقف الاستيراد منها، وبدء المقاومة العربية جنبًا إلى جنب مع المقاومة العراقية لقوات الاحتلال، وحتى تحرير العراق.
جاءت هذه القرارات كالبلسم الشافي.. وسعد بها العرب أجمعون، وتجرأة دول كثيرة وأعلنت تأييدها للحق العربي، ولكن سعادتي أنا لم تدم .. فقد اكتشفت فجأة أن كل ذلك عبارة عن رؤيا رأيتها في المنام.. وندمت على استيقاظي!
د. عبد الله هلال
العدد 658 الخميس الموافق غزة ربيع الآخر 1425هـ - 20من مايو 2004م

ليست هناك تعليقات: