أهلاً.. وسهلاً

مرحبا بكم في موقع الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال

مقالات علمية وسياسية - محاضرات في الكيمياء - بحوث علمية - كتب علمية في الكيمياء وتطبيقاتها - استشارات علمية (كيميائية وبيئية)















هل لديك استشارة علمية؟

الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال - استشاري الدراسات الكيميائية والبيئية
للاستشارات العلمية:
ناسوخ (فاكس): 0020222670296 القاهرة
جوال: 0020115811500



الصفحة الرئيسية

الأربعاء، ٢٤ مارس ٢٠١٠

* هل يفلح العدو في تسليم غزة لعباس؟!

هل يفلح العدو في تسليم غزة لعباس؟!
بقلم د. عبد الله هلال
المصريون 26 ديسمبر 2008

كما توقعنا في مقال سابق.. وقلنا أنه تلوح في الأفق مؤامرة جديدة.. إذ يبدو أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اتفق مع العدو الصهيوني على إفشال الحوار الفلسطيني وإيقاع الفتنة بين حماس والدول العربية لتهيئة الفرصة للعدو- بعد تجويع الناس- لاجتياح قطاع غزة بالطائرات والدبابات والصواريخ والتخلص من حماس وأنصارها؛ لكي تخلو الساحة للسلطة، وللتسوية المشبوهة التي يريدها العدو ويرفضها الشعب الفلسطيني والشعوب العربية. وتساءلنا؛ هل يمكن أن يفعل العدو أكثر مما يفعله عباس؟!، لماذا تخضع السلطة الفلسطينية للحلف الصهيوني الأمريكي وتهدر التضحيات غير المسبوقة لشعبها؟. وتشير أحداث هذا الأسبوع إلى أننا كنا على حق في توجُّسنا من السيد عباس، فقد أعلنها قادة العدو صراحة أن هدفهم الاستراتيجي هو التخلص من حكم حماس.. وقد هيأوا المسرح لذلك بتكثيف العدوان وخرق التهدئة مرارا لتشجيع فصائل المقاومة على الرد وعلى عدم تجديد التهدئة البائسة التي لم تحم الشعب الأعزل يوما من العدوان. وقد توالت تصريحات قادة العدو عن تهيئة الجو عالميا (وعربيا!) للعدوان على غزة، وقالوا بصراحة إنهم لن يعيدوا احتلال غزة، وهذا ليس فقط لأنهم لا يجرؤون على ذلك في ظل وجود شعب حي لا يخشى الموت، ولكن لأن الهدف الأصلي هو التخلص من حماس وتسليم غزة لعباس وعصابته ليتولى هو التخلص من المقاومة التي فشل العدو في مجرد إضعافها.
ولا شك أن هذا خطأ استراتيجي كبير وجريمة عربية تذكرنا بمأساة الأندلس، لأن العدو الذليل الآن والساعي إلى تجديد التهدئة؛ لم يفعل ذلك إلا بسبب عجزه عن مواجهة المقاومة الفلسطينية.. والنتيجة الحتمية للتخلص من المقاومة (لا قدر الله) سوف تكون الاستئساد من جديد على الأنظمة العربية وفرض الاستسلام بشروط العدو. ويخطئ العدو الصهيوني وتخطئ الأنظمة إن ظنوا أن الحملة العسكرية الهمجية النازية على الشعب الفلسطيني في غزة سوف تنهي مقاومة الشعب المجاهد البطل للاحتال الصهيوني وتقضي على سلاح الاستشهاد الذي طيّر النوم من عيونهم.. يخطئون أن تصوروا أن أصحاب الأرض- الذين هم جزء من ترابها الطاهر- يمكن إن يمنحوا الفرصة للغزاة الغرباء اللقطاء الذين خُدعوا بأن هناك أرضًا بلا شعب ويمكن أن تكون ملاذا «آمنا» للقطاء!, فالأرض وشعبها الفلسطيني شيء واحد, وجزء لا يتجزأ... وإن نجحو لا قدر الله في إقصاء حماس فلن ينجحوا في إضعاف المقاومة بل سيزيدونها إصرارا وتضحية. وعموما فالعدو متوجس ومتردد ومتخوف من تكرار هزيمته، على يد مقاومة مشابهة، عندما ذهب إلى لبنان بهدف التخلص من حزب الله، فهزم وفضح وعرف حجمه الحقيقي. ونحن ولله الحمد لانخشى على غزة ولا على المقاومة الباسلة فيها لأننا نؤمن إيمانا راسخا بقول الله تعالى (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله، والله مع الصابرين).
ونحذر الأنظمة التي تظن أنها يمكن أن تخدر الشعوب العربية بشيء تأخذه من فم بني صهيون، بجهود دبلوماسية، كبديل للمقاومة- المرفوضة أمريكيا- ونذكرهم أن الفاشلين في ميدان الحرب والجهاد الذين "لا يُخفون" عجزهم وهوانهم ووهنهم, لا يمكن إلا أن يكونوا فاشلين أيضًا في ميادين السياسة والدبلوماسية والإدارة بصفة عامة.. وقد تجلى ذلك في الإفلاس السياسي العربي الذي صاحب حملة الإبادة الصهيونية للشعب الفلسطيني، والذي تسبب في بروز المصطلح الجديد الذي أضافته الحكومات العربية إلى القاموس السياسي.. ألا وهو «التسوَّل السياسي», نعم تسوُّلٌ بكل ما تعني الكلمة من فقر وجوع وهوان، وبلا أي مبرر!.
إن الذين يخدعون الجماهير العربية ويوهمونها بأن العلاقات الحميمة مع الحلف الصهيوني الأمريكي هي لصالح القضية الفلسطينية, وأن قطع هذه العلاقات أو تجميدها سوف «يضر» بالفلسطينيين، وأن الحل السلمي أفضل من المقاومة بصواريخ محلية الصنع.. هؤلاء المخادعون لم يفلحوا في فك الحصار عن غزة, ولم يفلحوا في وقف الجرائم الهمجية الصهيونية, بل ولم يفلحوا ذات يوم في دفن موتانا الذين راحوا ضحية العجز العربي وتركوا العدو المجرم يجرفهم بالجرافات ويلقي بهم في المجاري.. فهل هناك جرائم أخرى لم يرتكبها العدو لكي نبقي على علاقة آثمة معه لمنعها?!!.. أليست مذابح اليوم هي هي مذابح الأمس في دير ياسين وكفر قاسم وقانا وصابرا وشاتيلا وبحر البقر.. إلخ إلخ?!.. هل غيَّر العدو من سلوكه (إلاَّ إلى الأسوأ)?!.. هل سبق للعدو أن التزم بأية معاهدات أو اتفاقات?!.. هل لديكم شك في أن الغد أيضًا سوف يشهد مذابح مشابهة, وعلى كافة الجبهات؟!. هل نسيتم (مجازر الانتخابات) التي يقترفها الصهاينة بمناسبة انتخاباتهم للحصول على أصوات الناخبين الذين لا يشبعون من الدماء؟.. هل أصيبت الذاكرة العربية بالشلل التام?! .. كيف نلدغ من الجحر الواحد آلاف المرات ولا نتعظ أو نفيق?!. ها هو التاريخ يعيد نفسه, بكل التفاصيل والأحداث خيرها وشرها..
إننا يمكن أن نفهم سر عدم ترحيب العدو(الصهيوأمريكي) بوجود حكومة وطنية غير عميلة في فلسطين (غزة).. ذلك أنهم يعلمون علم اليقين أن وجود سلطة حقيقية مستقلة معتمدة على نفسها (وليس على العرب العاجزين) سوف ينتهي بتحرير هذه السلطة لباقي التراب الفلسطيني.. ولكن لا نفهم سر عدم ترحيب العرب (عمليًا) بسلطة واقعية مستقلة، هل لأن الشعب الفلسطيني اختار نظاما إسلاميا؟ أم لأن هذا الشعب قد انصهر في أتون المذابح وأصبح أهلاً للانتصار؟ أم لأن هذا الشعب لديه من الإمكانات المؤهلة للتقدم العلمي والتفوق على الدول العربية الأخرى؟.. أم لأنه لا يعاني الأمراض التي أورثتها الأنظمة لشعوبها العربية مثل الجهل والأمية؟... وإذا كان الأمر كذلك, أليس وجود دولة عربية قوية في فلسطين (أو غيرها) يمثل ذخرًا للعرب أجمعين؟!. إن أحدا لا ينكر أن انتفاضة الشعب الفلسطيني هي السبب في إذلال العدو واضطراره إلى الإذعان والتظاهر برغبته في السلم? .. فلماذا لا ندعم هذه الثورة حتى تحقق النصر الذي وعد الله به من ينصره?!. هل تدرك السلطة الفلسطينية أنه لولا وجود «حماس» و«الجهاد» ولولا جهادهما الصادق في سبيل الله لما فكر العدو في إنشاء هذه السلطة لاستخدامها ضد المجاهدين?.. وهل تظن السلطة أن العدو لن ينقلب عليها وينزع سلطتها بعد التخلص من المجاهدين وتقليم أظافر الشعب الثائر المناضل?!.
ملاحظات سريعة:
• أشكر لجميع القراء والزملاء والأصدقاء الذين انهالت رسائلهم واتصالاتهم بمناسبة طرح فكرة قطعة أرض لكل أسرة في المقالين السابقين.. وأعدكم- كما طلبتم- بمواصلة الإلحاح على هذا المشروع لعلنا نلقي بحجر في البركة الراكدة، وأطمئن الجميع أنه ما ضاع حق وراءه مطالب. وقد تبنت (المصريون) المشروع بجهد مشكور للأستاذ جمال سلطان مما يبشر بالنجاح إن شاء الله.
• تعجبت لمن اعترضوا على (قصف) مجرم حرب قتل الملايين بحذاء، ألم (يقصف) المدنيين العزل في العراق وأفغانستان والصومال وسوريا وباكستان بالقنابل والصواريخ؟.. ألا يستحق الإعدام كمجرم حرب قتل وشرد الملايين؟، لقد ألهم الله تعالى صحفيا وطنيا ليجد في قدميه وسيلة تعبير تناسب هذا الرئيس الحقير فاستخدمها بكفاءة، فلم يكن ممكنا بالطبع إدخال صاروخ أو قنبلة أو حتى طلقة- مما يستخدمه بوش ضد أهله وشعبه المغلوب على أمره.
• تماما مثلما أضافت أحداث 11 سبتمبر سلاحا جديدا لم يكن في الحسبان، باستخدام طائرات مدنية (موجودة في كل مكان).. أدخل حذاء منتظر الزيدي سلاحا جديدا (متوافر أيضا في كل مكان). فالطغاة يحرصون على انتقاء مَن يحضرون اجتماعاتهم ومؤتمراتهم الصحفية، كما يقومون بتفتيشهم تفتيشا دقيقا، خوفا من أي هجوم مباغت. والآن ماذا يفعلون بعد ظهور القذائف الحذائية؟.. ربما يفكر الطغاة في تجريد الصحفيين من أحذيتهم إيثارا للسلامة!.

abdallah_helal@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: