أهلاً.. وسهلاً

مرحبا بكم في موقع الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال

مقالات علمية وسياسية - محاضرات في الكيمياء - بحوث علمية - كتب علمية في الكيمياء وتطبيقاتها - استشارات علمية (كيميائية وبيئية)















هل لديك استشارة علمية؟

الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال - استشاري الدراسات الكيميائية والبيئية
للاستشارات العلمية:
ناسوخ (فاكس): 0020222670296 القاهرة
جوال: 0020115811500



الصفحة الرئيسية

الخميس، ١٨ مارس ٢٠١٠

* شهيدة الحجاب

لا بديل عن المقاطعة: ألمانيا والصين عاجلا
بقلم د/ عبد الله هلال
المصريون 17- 7- 2009
مرت فاجعة استشهاد مروة الشربيني على يد متطرف ألماني متوحش مرور الكرام، وكأن شيئا لم يحدث.. ولنتصور ماذا كان يمكن أن يحدث لو حدث العكس وكان القاتل مسلما والقتيلة أوربية؟. هناك حوادث أقل من ذلك بكثير لم يسكت عنها المجتمع الغربي المتعصب ضد الإسلام، فقامت وسائل إعلامه المنحازة بشحن المتطرفين، ورأينا الكثير من المشاهد المؤسفة، حيث حرقت المساجد وهوجم المسلمون الآمنون في مساجدهم وبيوتهم دون ذنب، واتهموا جميعا دون تمييز بتهمة الإرهاب. وعلى الرغم من هول هذه المأساة- حيث قتلت الشهيدة بسبب حجابها وفي داخل المحكمة التي تنظر دعواها ضد هذا المتطرف المتعصب وفي وجود الشرطة الألمانية!- فقد رأينا صمت القبور يخيم على أولئك الذين يتصيدون أي عمل طائش لمسلم متعصب ضد من يرى أنهم يحاربون الإسلام في العراق وأفغانستان وغيرها، فيقيمون الدنيا كلها ضد الإسلام والمسلمين ويتهمون الإسلام نفسه بالإرهاب. ويؤسفنا الموقف البغيض الشاذ للحكومة الألمانية التي- كما نقلت وسائل الإعلام- أخفت القاتل، ولم يقدم للمحاكمة حتى الآن، كما أن الإدانة جاءت هزيلة، بعد أسبوع كامل من الصمت، في مجتمع يزعم أصحابه أنه مجتمع الحريات الإنسانية، وأنه يقبل الآخر ويتعامل معه، بل ويدعو المسلمين المتهمين بالتطرف والإرهاب إلى قبول المجتمع الذي يعيشون فيه، غاضين الطرف عن المتطرفين الألمان، الذين يتعاملون مع غيرهم من منطلق عنصري متخلف. وقبل ذلك ذهبت عين الشيخ السلاموني ضحية مهووس آخر في لندن أثارته ملابس الشيخ "الأزهرية" . وقد تزامن مع فاجعة استشهاد مروة تجرؤ الصين أيضا على المسلمين من مواطنيها المضطهدين كأقلية، فقامت القوات الصينية بقتل المئات وأغلقت المساجد ومنعت صلاة الجمعة (!!!) وتوعدت بإعدام المحتجين على التفرقة العنصرية والاضطهاد.
ولا شك أن السبب في هذا الاستقواء العالمي على الإسلام وأهله هو تفرق المسلمين وهوان الأنظمة المتسلطة التي تتحكم فيهم.. فهي أنظمة قمعية غير شورية تستمد قوتها (على شعوبها) من الخضوع للقوى الغربية والاستسلام لكل رغباتها وطلباتها، وإن اصطدمت بالإسلام وشريعته. لذا فليس للإسلام دولة تحمي حماه وتذود عن المسلمين ويحسب حسابها من يتجرأ على المسلمين. وبسبب الحقد على المسلمين والغيرة من تمسكهم بالشعائر الدينية- التي هجرها أغلب أصحاب الديانات الأخرى- هناك خلط مقصود ومغرض بين الفرائض الدينية والرموز الدينية.. فالحجاب مثلا ليس رمزا دينيا، ولكنه فريضة مؤكدة منصوص عليها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، بل وفي كل الديانات السماوية. وعندما ترتدي المسلمة هذا الزي الشرعي فهي لا ترتديه للاستعراض في المناسبات الدينية أو الوطنية، ولكنه الزي الطبيعي الدائم لها الذي تتقرب به إلى الله تعالى، فكيف يوصف بأنه رمز ديني؟!. وقد ساهم في إذكاء نار الفتنة ضد الحجاب وتبني حكومات دول مثل فرنسا الحرب الرسمية عليه أن البداية كانت من هنا، من بلد الأزهر الشريف، عندما تجرأ وزير التعليم السابق- الذي سبق أن أطلقنا عليه اسم بهاء الدين أتاتورك- عندما تجرأ على شرع الله وأصدر قراره (الوزاري) بمنع الحجاب بالمدارس، فقدم المبررات والحيثيات لكل الحاقدين على الإسلام لاجتثاث فرائضه فرضا فرضا، إذ ليس مطلوبا منهم أن يكونوا مسلمين أكثر من حكومة بلد الأزهر الشريف. ويأتي في السياق نفسه إصدار الاتحاد الدولي لكرة القدم قراره الغبي بمنع سجدة الشكر التي يؤديها اللاعبون بالملعب عند الفوز في المباراة.. وهذه أيضا فريضة وليست رمزا دينيا، وهي لا تؤثر على مجريات اللعب ولا على النتيجة ولا تغير شيئا من أحداث المباراة، وتأتي في أغلب الأحيان بعد انتهاء اللعب؛ فما هو الدافع لإصدار مثل هذا القرار؟. إذا كانت سجدة الشكر تثير في الحاقدين على الإسلام الغيرة فليموتوا بغيظهم، ولكننا لا نستطيع أن نهمل شعائر ديننا لإرضائهم.. ولو مر هذا القرار المغرض دون احتجاج الدول الإسلامية والتهديد بالانسحاب من هذا الاتحاد فسوف نفاجأ كل يوم بالجديد الذي يسعى لتجريدنا من ديننا. أما عن الرموز الدينية فهي موجودة دائما وتملأ الملاعب من خلال الأعلام الأوربية التي يتوسط أغلبها الصليب، وهو رمز ديني صريح.. فهل يمكن مثلا أن نطالب بمنع رفع الأعلام بالملاعب، أو بحذف رمز الصليب منها، على اعتبار أنه رمز ديني؟!.
وبالطبع فليس هناك أمل في أي تحرك إيجابي لأنظمة الحكم القائمة للدفاع عن الإسلام والمسلمين في مقابل التطرف والأحقاد الغربية؛ فغياب الحرية والشورى يجعل هذه الأنظمة في واد والشعوب في واد آخر، كما لا يجعلها تحظى بأي احترام أو هيبة من قِبَل الآخرين الذين يستهينون بنا.. لذا فلا أمل إلا في الشعوب التي تستطيع- بسلاح المقاطعة- تأديب هؤلاء المتطاولين علينا. وتكمن أهمية المقاطعة في أننا (للأسف) أمة مستهلكة تستورد كل شيء، وعالم اليوم عالم نفعي يحكمه الاقتصاد ويتحكم فيه الدولار.. وقد أدى ارتفاع الأجور إلى وضع المنتجين في وضع حرج إن لم يوزعوا إنتاجهم دون تأخير. وقد رأينا كيف تـُسرِّح الشركات مئات الآلاف من العمال دفعة واحدة عند وجود احتمال لعدم تصريف المنتجات، كما حدث لصناعة الطيران عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ولصناعة السيارات حاليا بسبب الأزمة المالية العالمية. ونحن نستطيع بالفعل تحويل عيب أننا أمة مستهلكة غير منتجة إلى ميزة.. باستخدام هذا السلاح العصري المتاح والسهل، وهو سلاح المقاطعة. ويحتاج الأمر فقط إلى كثير من الحكمة وإلى شيء من التخطيط والنظام لكي لا يكون الأمر عشوائيا تحكمه العاطفة والتسرع. كما يحتاج إلى وجود قيادة مركزية تخطط وتنسق بالتعاون مع الغرف التجارية وتنظم العملية بين جماهير الدول المختلفة، لكي تصل الفكرة والاقتناع بها إلى جميع المستويات، لأن التركيز على المستهلكين دون التجار يضعف الاستجابة. ولنا في تجربة مقاطعة الدانمرك بعد التطاول على سيد الخلق صلى الله عليه وسلم عبرة، فعندما اقتنع شيوخ كبار بدول الخليج بالفكرة شاركوا من خلال مؤسساتهم التجارية، فكنا نجد لا فتة في مدخل السوق مدون عليها (نحن لا نبيع المنتجات الدانمركية)، وكنا نجد أرفف هذه المنتجات وقد أخليت وكتب عليها سبب مقاطعة هذه المنتجات.. وقد نجحت المقاطعة بهذا الأسلوب لفترة طويلة، ولولا الضغوط التي مارسها الاتحاد الأوربي وأمريكا على الحكومات العربية القابلة للابتزاز لانهار اقتصاد الدانمرك. لذا فيجب أن تكون حركة المقاطعة شعبية فكرة وتطبيقا.. ويحتاج الأمر إلى التدرج، وإلى الاختيار الجيد للسلع المقاطعة، ولا حاجة للمقاطعة الشاملة العشوائية لكل سلع دولة ما، وينبغي اقتراح البدائل للسلع المقاطعة وأن تكون في مستواها جودة وسعرا أو أفضل، ويمكن أن تكون المقاطعة لفترة زمنية معينة.. المهم أن تكون هناك خطة جيدة.
وبمناسبة الأحداث المؤسفة الأخيرة في كل من ألمانيا والصين؛ ينبغي أن تشعر الدولتان أننا أمة واحدة، إذا اشتكى منها عضو تداعى له سائر الأعضاء. بالنسبة لألمانيا.. فمستوى صادراتها إلى العرب والمسلمين مرتفع، وهناك عشرات السلع التي نستطيع مقاطعتها فتهز الاقتصاد الألماني، ونترك تحديد هذه السلع للمختصين بالغرف التجارية ولشباب الباحثين ليتم الإعلان عنها، وتحديد وقت لبدء المقاطعة. أما عن الصين.. فهذه هي الهدف الأقرب منالا والأكثر احتمالا للنجاح لأن السلع الصينية الآن لا يخلو منها رصيف بالدول العربية والإسلامية، وقد توسعت لتشمل كل شيء تقريبا وبأسعار منافسة، وهذا مما يصعب المهمة، ولكننا نستطيع أن نستغني عن السلع الصينية لأسبوع مثلا، خصوصا وأن هناك سلع غذائية كثيرة تؤدي المقاطعة إلى إتلافها. لذا فإننا ندعو إلى الإعلان عن (أسبوع مقاطعة السلع الصينية)، وليكن الأسبوع الأول من أغسطس- وهو الأنسب لمقاطعة السلع الغذائية بسبب ارتفاع الحرارة في بلادنا.. ونرجو من نشطاء الإنترنت وأصحاب المدونات الإلكترونية نشر هذه الدعوة والترويج لها من الآن لكي ينتبه التجار مبكرا ولا يتحملوا هم خسارة السلع الغذائية المقاطعة.
وبالعودة إلى شهيدة الحجاب وما تردد في وسائل الإعلام عن تجاهل السفارة المصرية لقضيتها التي بدأت منذ عام مضى.. يؤسفني أن أعود إلى التنبيه إلى المستوى الرديء للخدمات ورعاية المصريين بأغلب السفارات المصرية بالخارج، فالمصري بالخارج مهمل ومهان كما بالداخل!، ويبدو أن بعثاتنا الدبلوماسية تهتم بالأمور النفعية الشخصية أكثر من وظيفتها الأصلية. وكثيرا ما تتردد الأخبار المحرجة للدولة، آخرها عن سفير مصر في بولندا، وعن المخالفات المرورية للبعثة الدبلوماسية المصرية بكل من نيويورك ولندن. وقد سبق أن كتبت (عام 2002) عن إهمال سفارتنا في هولندا - عندما شاركنا في مسابقة الأولمبياد الدولي في الكيمياء- ما يمكن إعادة كتابته الآن؛ لأن شيئا لم يتغير: ولا يفوتني أن أذكر السفارة المصرية في هولندا.. وخبرتي تجاه سفاراتنا في الخارج ليست سارة, وكنا قد أخطرنا السفارة عن طريق وزارة الخارجية بمشاركة مصر في هذا الحدث الدولي.. وفي حفل الافتتاح جاءت فتاة من السفارة تتدلى من رقبتها نجمة داود, وأعطتنا رقم هاتف السفارة ورحبت بنا متعجلة وانصرفت بعد أقل من خمس دقائق واعدة إيانا بحضور زميل لها يوم الختام. وعندما مرض أحد الطلبة وسأل الهولنديون عن التأمين الصحي (غير الموجود) حاولت الاتصال بالسفارة في أوقات مختلفة فلم يرد أحد (مثل مكتب مصر للطيران تماما).. وفي يوم الختام جاء موظف من السفارة متعجلا أيضا لمجرد إثبات الحضور, وعندما عاتبته على عدم الرد على الهاتف وعرف بمرض أحد الطلبة تجاهل هذا الأمر الخطير وغيّر الموضوع هربا من المسئولية وأخذ ينظر في الساعة معتذرا عن اضطراره للانصراف السريع لأن السفارة بعيدة (في لاهاي).. ولا ندري ما هو دور سفاراتنا في الخارج, وكيف يتم اختيار هؤلاء, وماذا يفعلون بالضبط?!.
abdallah_helal@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: