أهلاً.. وسهلاً

مرحبا بكم في موقع الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال

مقالات علمية وسياسية - محاضرات في الكيمياء - بحوث علمية - كتب علمية في الكيمياء وتطبيقاتها - استشارات علمية (كيميائية وبيئية)















هل لديك استشارة علمية؟

الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال - استشاري الدراسات الكيميائية والبيئية
للاستشارات العلمية:
ناسوخ (فاكس): 0020222670296 القاهرة
جوال: 0020115811500



الصفحة الرئيسية

الأربعاء، ٢٤ مارس ٢٠١٠

* نحو مشروع قومي لتجاوز الإعصار المالي

نحو مشروع قومي لتجاوز الإعصار المالي
بقلم د‏.‏ عبد الله هلال
الأهرام المسائي 6 أبريل 2009

حرك الاعصار المالي العالمي مياها راكدة كثيرة‏,‏ وتسابقت الحكومات الذكية في دراسة تداعيات المشكلة ووضع الخطط الكفيلة بمواجهتها قبل أن تطفو علي السطح في صورة مجاعات واضطرابات تصعب السيطرة عليها‏.‏ أما الحكومات غير الذكية‏..‏ فقد وضعت يدها علي خدها وجلست تنتظر الفرج علي يد من تسببوا في الأزمة العالمية‏!.‏ وينبغي علينا في مصر أن ندرك حجم هذه الأزمة التي لن يتردد صانعوها في تصدير تداعياتها لنا ولأمثالنا من الدول النامية‏.‏ لا مفر أمامنا من التخطيط للمستقبل علي أساس أن البطالة سوف تتزايد‏,‏ وتحويلات العاملين بالخارج سوف تتناقص‏,‏ وإيرادات النفط وقناة السويس سوف تتهاوي‏,‏ وأن المعونات سوف تتوقف‏...‏لابد من التفكير في مشروع قومي كبير لاستيعاب طاقة الشباب المتعطل‏..‏


ولا مفر من الاستفادة من كل الطاقة البشرية المصرية بالاستفادة الكاملة من أهل الخبرة وعدم الاكتفاء بأهل الثقة‏.‏ وإذا أردنا التفكير في مشروع قومي يلتف حوله الشعب ويقضي علي البطالة‏,‏ ونضرب عصفورين بحجر‏..‏ فلا بديل عن الاعتماد الكامل علي النفس‏,‏ والاستفادة الكاملة من كل ما هو تحت أيدينا‏.‏ وأهم ما نمتلكه ملايين الشباب المؤهل والقادر علي العمل‏,‏ وأرض شاسعة مهملة لا نستفيد منها‏..‏ ولدينا في الوقت نفسه مشكلة اسكان ومشكلة تكدس في الوادي الضيق‏,‏ وضاقت علينا الأرض بما رحبت بلا داع‏.‏ لقد تسببت الكثافة السكانية العالية في ازدحام خانق وضغط غير طبيعي علي المرافق‏,‏ وحالة مرورية مشلولة‏,‏ مما عطل التنمية وفاقم البطالة وأدي إلي وقف نمونا‏.‏ لماذا لا نخطط لتفويت الفرصة علي الكيان الصهيوني ـ الذي هدد معتوه من سياسييه ذات يوم‏(‏ ليبرمان‏,‏ الذي من المتوقع أن يصبح وزيرا للخارجية‏),‏ هدد بضرب السد العالي وإغراق مصر ـ بإعادة التوزيع السكاني والانتشار في كل مساحة الوطن؟‏.‏


لماذا لا نفكر في التوسيع علي المواطن المصري بغزو الصحراء الشاسعة المهملة ووضع تخطيط عصري لعشرات المدن الجديدة تكون بمثابة شبكة من المدن والقري تغطي كل مساحة مصر‏.‏ ولكي نضمن الإقبال الشعبي ونجاح المشروع فعلي الدولة أن تبادر بتخصيص قطعة أرض‏(‏ مجانية‏)‏ مساحتها ألف متر لكل أسرة‏(‏ بواقع مائتي متر للفرد‏)..‏ كحق امتلاك طبيعي تحصل عليه الأسرة دون مقابل في الوقت الذي يناسبها والمكان الذي تختاره‏(‏ من خلال مكتب تنسيق‏)..‏ وتكون ملكية خالصة لها حق التصرف فيها دون تعقيدات‏,‏ سواء بالبدل أو البيع أو البناء عليها كلها أو علي جزء منها‏,‏ مع الالتزام فقط بالاشتراطات المعمارية والبيئية والصحية‏,‏ علي أن يتولي القطاع الخاص تمويل المرافق مقابل مزاولة نشاطه بهذه المدن الواعدة‏.‏

ولا شك أن من حق كل مواطن أن يمتلك جزءا من أرض الوطن‏,‏ ناهيك عن حقه في امتلاك بيت أدمي يليق بالإنسان المصري الذي أسس أولي الحضارات البشرية‏.‏ ولهذا المشروع مزايا كثيرة مثل‏:‏ اقتلاع مشكلة الإسكان‏,‏ وتوفير مسكن فسيح لكل مواطن‏,‏ والتخلص من العشش وسكن المقابر والعشوائيات ـ تحسين نفسية الشعب التي انهارت بسبب الزحام والضوضاء وضيق المسكن ـ تخفيض الكثافة السكانية وإصلاح المدن القديمة وإنهاء مشكلات التلوث والمرور والزحام‏...‏ الخ‏,‏ وازدهار السياحة ـ القضاء علي البطالة لأن المشروع يستوعب ملايين الأيدي العاملة لسنوات ـ دعم الأمن القومي بتوازن التوزيع السكاني علي أكبر مساحة ممكنة ـ إنقاذ ما تبقي من الأرض الزراعية ـ توفير دخل اضافي كبير لكل أسرة‏,‏ دون تحمل ميزانية الدولة أي أعباء ـ تطبيق النماذج المعمارية المبسطة الرخيصة‏,‏ لأن التوسع سوف يصير أفقيا لتوافر المساحة ـ عودة نظام العائلة الكبيرة الذي انقرض بسبب أزمة الاسكان‏,‏


وهو نظام اجتماعي مفيد ورائع ـ إعادة تنظيم مدننا بما يناسب العصر‏(‏ حدائق‏,‏ نظم مرورية جيدة‏,‏ طرق للدراجات‏,‏ مدارس فسيحة‏,‏ جمع مياه الأمطار‏,‏ الاستفادة من الشمس والرياح والغاز الحيوي كمصدر للطاقة‏,‏ معالجة مياه الصرف واستخدامها في التشجير‏..‏ الخ‏)‏ ـ تشجيع الابداع الشعبي بممارسة الأسر للأنشطة الحرفية المنزلية البسيطة‏,‏ لتوافر المال والمساحة ـ توفير مساكن رخيصة لمائة سنة قادمة علي الأقل‏..‏ كما أن النشاط الاقتصادي الذي سوف ينشأ سيعيد توزيع الثروة‏,‏ وينعش الطبقة المتوسطة التي أوشكت علي الانقراض‏.‏

وهذا المشروع إن تم فسوف يقضي علي مشكلة الإسكان من جذورها لأنه سوف ينهي الاحتكارات والمضاربات وظاهرة‏(‏ تسقيع الأراضي‏)..‏ وسوف تنخفض فجأة أسعار الأراضي وبالتالي المساكن وسوف تؤدي هذه الخطوة إلي ظهور خريطة جديدة متوازنة لمصر تسهم في إعادة توزيع السكان وتقليل كثافة المدن القديمة الحالية‏..‏ لأن توزيع الأراضي مجانا بالصورة المقترحة يعني إنشاء ما لا يقل عن مائة مدينة جديدة‏,‏ تنتشر بمحازاة الوادي القديم‏.‏ وإذا تم تخطيط هذه المدن بطريقة ذكية تغري الناس بجمالها واتساعها ونقائها وكثرة حدائقها ورقي مرافقها ـ بالاضافة إلي إغراء تملك الأرض دون مقابل‏,‏ فمعني ذلك أن الباب سوف يفتح علي مصرعيه لهجر المدن القديمة المكتظة‏,‏ وتحولها بالتالي لاحقا إلي مدن عصرية محترمة‏.‏ وأهم ما في المشروع أنه سوف يوفر دخلا اضافيا كبيرا لكل مواطن نعبر به الأزمة المالية العالمية‏.‏ ولدينا تصور متكامل لمشروع عصري كبير بتمويله‏,‏ لمن يريد‏...‏ فهل من مجيب؟‏.‏

ليست هناك تعليقات: