أهلاً.. وسهلاً

مرحبا بكم في موقع الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال

مقالات علمية وسياسية - محاضرات في الكيمياء - بحوث علمية - كتب علمية في الكيمياء وتطبيقاتها - استشارات علمية (كيميائية وبيئية)















هل لديك استشارة علمية؟

الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال - استشاري الدراسات الكيميائية والبيئية
للاستشارات العلمية:
ناسوخ (فاكس): 0020222670296 القاهرة
جوال: 0020115811500



الصفحة الرئيسية

الأحد، ٢١ مارس ٢٠١٠

* ماذا بعد الفيتو الأمريكي؟!!

ماذا بعد الفيتو الأمريكي؟!!

بقلم د. عبد الله هلال:
(المصريون) بتاريخ 19 - 11 - 2006


الصمت المخزي والخنوع الذي يظلل الساحة السياسية (العربية والإسلامية) في مواجهة الأحداث المصيرية التي تمر بها الأمة وصل إلى حد يجعل الإنسان الذي لديه ولو ذرة من الإحساس يتمنى لو أن أمه لم تلده ليعيش في هذا الزمن الرديء. فقد استخدمت أمريكا حق النقض لمنع إدانة العدو الصهيوني، غير عابئة لا بالأصدقاء (المعتدلين) ولا بالأعداء (الإرهابيين).. وهي تقول للجميع وعلى الملأ (طز في العرب)، وتؤكد أنها صهيونية وأنها سعيدة بالإبادة الجماعية والسلب والنهب والهدم والتجريف الذي تمارسه العصابة الصهيونية في فلسطين. حدث هذا رغم أن الدول العربية اضطرت إلى تعديل مشروع القرار المقدم إلى مجلس الأمن بشأن المذبحة الإسرائيلية في بيت حانون، لإرضاء الدول الغربية. ورغم تراجع مشروع القرار العربي المعدل عن وصف العدوان الإسرائيلي في بيت حانون بأنه مجزرة. كما تخلى القرار عن مطالبة الأمم المتحدة بنشر مراقبين للإشراف على وقف إطلاق نار متبادل. واكتفى القرار المعدل بمجرد (إدانة) العمليات العسكرية الصهيونية في غزة. مجرد إدانة لا تقدم ولا تؤخر، مع أن المفروض أن يكون هناك تدخل دولي (مثل قرار دارفور)، أو منع طائرات العدو من التحليق فوق الضفة الغربية وغزة (مثل العراق قبل الاحتلال)، ورغم ذلك لم ينجح العرب المغاوير في تمرير هذه الإدانة (المهذبة)، فهم للأسف مغلوبون على أمرهم.
فماذا ينتظر العرب من هذه القوة الباغية التي لطمتهم جميعا بحق «النقض» اللعين لأكثر من خمسة وعشرين مرة?!.. وما جدوى عضوية الدول العربية في هيئة الأمم المتحدة التي لم تنصف العرب يوما، بل إن قراراتها دائما ما تكون ضد الطرف العربي تقسيما وحصارا وحروبا. هل تظنون أيها البؤساء أن كثرة البكاء على أعتاب البيت الأسود ربما تحنن قلب بوش عليكم وتغير من موقف بلاده الذي يتطابق تماما مع سياسة العدو?!.. هل تعتقدون أيها المساكين أن الشعب الأمريكي المشغول بشذوذه وسكره وعبادة الدولار سوف يأسف لمقتل الأبرياء ويدفع حكومته إلى العطف عليكم والضغط على الدولة العبرية لكي تشفق عليكم?!.. هل هو عشم إبليس في الجنة، أم أنها السذاجة والعبط، أم هو الوهن والاستسلام؟!!.
فماذا يفعل العرب بعد أن أحرجهم الصديق (أقصد الصفيق) الأمريكي؟!، إن حكوماتنا لا تملك إلا الأعمال المسرحية لتخدع الشعوب المقهورة، وحتى لا نلومهم على الصمت فلن يجدوا غير عقد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية... وليتهم لا يجتمعوا. فالمؤتمرات والاجتماعات العربية والإسلامية الطارئة أصبحت عبئا علينا، يسعد بها العدو ويأسف لها الصديق لأنها تؤكد المرة تلو الأخرى أننا بلا وزن، وأن أحدا في العالم لا ينتظر من ورائنا أي خير أو شر. ففي كل كارثة يجتمع وزراء خارجية الدول العربية، وأحيانا وزراء خارجية الدول الإسلامية.. وهم يعلمون جيدا أن اجتماعاتهم لن تقدم أو تؤخر، بل وصل الأمر في هذه الاجتماعات (مؤخرا) إلى إغفال توجيه التحية والتأييد (الكلامي بالطبع) - الذي دأبت عليه هذه الاجتماعات من قبل - للانتفاضة الفلسطينية لأن الحلف الصهيوني الأمريكي كشّر عن أنيابه ووصف المقاومة الفلسطينية المشروعة بالإرهاب.. فما كان من حكوماتنا (الباسلة) إلا الصمت المخزي، والسكوت علامة الرضا، لكي يقتنع العالم كله بالأكاذيب الصهيونية ويتحول الجاني المجرم إلى مجني عليه وضحية للإرهاب (الإسلامي).
وليت المأساة اقتصرت على هذا التخاذل .. ولكنها وصلت إلى حد التسابق إلى إرضاء الحلف الأمريكي الصهيوني والاستجابة لتدخله السافر في حياتنا وسياساتنا وثقافتنا، والحقيقة أن خططهم لقتل الصحوة الإسلامية ووقف المد الإسلامي قديمة، ولكنها قبل الحادي عشر من سبتمبر كانت تنفذ بالتدريج حتى لا تنقلب الأمور ضد مؤامراتهم.. وهذه الخطط كانت تتمثل في الضغط على الحكومات لضرب الإسلاميين والتدخل في المناهج الدراسية والخطط الإعلامية لحذف كل ما هو إسلامي وكل ما يبعث على الفخار في تاريخنا وحضارتنا، وتأميم المساجد والحد من زيادتها، والقضاء على المنظمات الجهادية.. ثم تطور الأمر إلى الإلزام (دوليا) من خلال الأمم المتحدة مثل إرغامنا على تنفيذ مقررات مؤتمري السكان والمرأة.. وهكذا حتى جاءت اللوثة التي أصابت العم سام بعد هجوم 11 سبتمبر على رموزه التي كان يفاخر بها فأخذ يتعجل تنفيذ مؤامراته دون تدرج ودون لف أو دوران.. وكان الواجب أن تقف حكوماتنا التي ابتلينا بها في وجهه وتقول: لا، هذا مستحيل ، ولكن للأسف فقد تطوع البعض لضرب كل من يعارض الهيمنة الأمريكية الصهيونية، وكل من يرون فيه عدوا محتملا لهم، وتسابق آخرون في تقليص حصص التربية الإسلامية، وفي عرقلة بناء المساجد.. وبدأنا نسمع عما يسمي تطوير الإسلام ليتوافق مع العصر، ورضينا بوصف مقاومة الاحتلال في فلسطين والعراق ولبنان وكشمير والشيشان بالإرهاب.. بل وصل الأمر إلى السكوت على انتهاك العدو الصهيوني لاتفاقياته (الآثمة) مع الدول العربية، والشلل التام أمام هذه الأحداث الجسام!.
لو أن قطة أو دجاجة تعرضت لما يتعرض له المسلمون اليوم لثارت وشهرت أظافرها.. فهل نحن أقل من الحيوانات والطيور؟!!.
  • ملاحظة عابرة:
لم يعجبني الأداء العربي في مجلس الأمن، ليس فقط بسبب التراجع المهين وتعديل مشروع القانون أكثر من مرة بما يفرغه من مضمونه بلا أي داع.. ولكن بسبب مستوى الأداء لكل من مندوبي فلسطين وقطر، كيف تختارون مندوبيكم يا أيها العرب المغاوير؟، ألا يوجد لديكم من يستطيع أن يتحدث بلباقة ويهز المنابر لتوصيل الصوت العربي (على الأقل) إلى شعوب العالم من خلال وسائل الإعلام؟.. إنه انهيار عربي شامل حتى في القدرة على (مجرد الكلام)، حسبنا الله ونعم الوكيل.

ليست هناك تعليقات: