كيف يتحول الحج إلى مظهر حضاري ومتعة روحية؟
بقلم د. عبد الله هلال
المصريون 5 فبراير 2006 - الأهرام المسائي 27 أغسطس 2008
بداية، لا شك أن حكومة المملكة أمينة على الحرمين الشريفين، ولا تبخل عليهما، ولا ننسى أنها تتعامل مع ملايين البشر غير المدربين ونسبة كبيرة منهم تعانى من الجهل والعفوية في سلوكياتها.. ولا بد أن نلتمس لها بعض العذر عند حدوث شيء غير طبيعي (إذا كانت قد قامت بأقصى ما يمكن القيام به من واجبات)، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها. و لكن من الواجب عليها الاستماع للرأي الآخر وتقبل النقد والاستعانة بأهل الذكر لأن إدارة حركة الملايين في وقت محدود ومساحة محدودة مسؤولية خطيرة لا تقدر عليها أغلب دول العالم، وليس عيبا أن تستعين المملكة بالخبراء من أي مكان بالدنيا.
وقد كان من سوء حظي أن أشهد حادثتي انهيار الفندق ومأساة دهس الرماة الذاهبين لرمي الجمرات، ولاحظت كفاءة الإدارة السعودية في التعامل مع هذه الكوارث.. ولكن أليست الوقاية خير من العلاج؟!. وحتى لا نسرف في حديث النقد، فسوف أركز على نقاط الضعف التي أرى أنها تسيء إلى المسلمين جميعا.. مع اقتراح الحلول لهذه المشكلات.
وبالطبع فالمسجد الحرام هو الملتقى الأكبر والذي يسعى إليه الجميع في كل وقت، فنجد مثلا لحظة انصراف عشرات الآلاف بعد الصلاة أن الآلاف يحاولون الدخول في ذات اللحظة ومن الأبواب نفسها.. وهذا شيء مستحيل وغير معقول على الإطلاق. وفي الطواف ينبغي ألا تكون هناك مشكلة لأن الناس تتحرك، وفي اتجاه واحد.. ولكن محاولة التحرك عرضيا للوصول إلى الكعبة أو الخروج من الطواف تحدث الصدام والتدافع. فهل يمكن مثلا منع الدخول إلى المسجد في وقت الانصراف من الصلاة لكي نمنع التصادم؟... هذه مشكلة يسهل حلها إن لاحظنا أن الداخلين إلى المسجد بعد الصلاة مباشرة أغلبهم متوجه إلى الطواف، والمطلوب إيجاد طريقة للوصول إلى الكعبة دون الاصطدام بالخارجين من المسجد؛ لذا نقترح تخصيص باب أو بابين يؤديان إلى نفق واسع أسفل المسجد الحرام يؤدي إلى نقطة بداية الطواف بجوار الكعبة.. أما عملية الطواف نفسها فيجب التحكم فيها بتحديد مسار حلزوني من سبعة دوائر باستخدام حبال متينة تثبت على قوائم حديدية (قابلة للفك والتركيب- لإزالتها في غير أوقات الزحام) بحيث يخرج الطائفون من النفق ليجدوا أنفسهم في بداية الشوط الأول للطواف، ويتباعدون في كل شوط عن الكعبة، لينتهي الشوط السابع عند مساحة واسعة يمنع الجلوس فيها. وهذا النظام يؤدي إلى منع التقاطع والتصادم نهائيا كما يؤدي إلى سرعة الطواف وضبط عدد الأشواط. وعموما، وسواء طبق هذا النظام أو لم يطبق، فينبغي تخصيص أبواب للدخول وأخرى للخروج مع التشدد في منع الازدواج، والحرم الشريف أبوابه كثيرة والحمد لله.. لذا فتطبيق هذا النظام ليس مستحيلا. وقد لاحظت أن المشكلة نفسها موجودة في مسجدي نمرة والخيف.. لذا يجب زيادة عدد أبواب هذين المسجدين.
وفي الواقع إن السبب الرئيسي لانعدام النظافة هو تلك الأعداد الكبيرة من الحجاج غير المنظمين في قوافل وليست لهم مساكن يعيشون فيها فيقيمون في المساجد (المسجد الحرام ومسجدي نمرة والخيف وغيرهما) وبالشوارع وأسفل الجسور وفي أي مكان يجدونه خالياً فيعرقلون حركة الحجاج ويلوثون هذه الأماكن ببقاياهم. والحقيقة أن الحكومة السعودية كريمة أكثر من اللازم مع هؤلاء الحجاج.. ونحن نقدّر هذا الكرم ولا نطالب بمنع فقراء المسلمين من الحج؛ فقد اجتهدوا وادّخروا ما استطاعوا لأداء الفريضة... ولكن من حق السلطات السعودية أن تفرض النظام وتمنع الفوضى والعشوائية، وهذا يتطلب تقنين الكرم السعودي بتخصيص مساحة خالية في أي مكان بمكة وإضاءتها وإمدادها بدورات المياه وجعلها مكاناً لهؤلاء الحجاج الذين عادة ما يصطحبون معهم خيامهم، ويمكن تخصيص عدد من الحافلات للعمل بين هذا المكان والمسجد الحرام كما يمكن تخصيص مساحة مشابهة في منى، وتُمنع بالتالي الإقامة العشوائية.
والواجب على الدول الإسلامية- التي يأتي منها هؤلاء الحجاج- معاونة الحكومة السعودية في تجهيز مكان يليق بآدمية الحجاج.. ويمكن أن يتطور الأمر إلى إنشاء ما يشبه التكيّة المصرية التي كانت تقوم بهذا الدور في الماضي، وألغيت للأسف. إن تنفيذ هذا الإجراء البسيط سيساعد بلا شك على فرض النظام ومنع تلويث المشاعر المقدسة، كما سوف يمكّن المُحسنين الذين يوزعون الطعام والشراب على فقراء الحجاج من توصيله إليهم في هذا المكان المحكوم بدلاً من قذفه في الهواء لمن يستطيع التقاطه فيقع أغلبه على الأرض ويزيد من تلويث عرفة ومنى. كذلك ينبغي التفكير جدياً في توفير وجبة جافة مناسبة وبسيطة للحجاج في منى وعرفات وإقناعهم مسبقاً بأن هذا الوقت القصير ينبغي أن نتخلص فيه من عاداتنا ونتفرغ للذكر والدعاء، فهم ليسوا في رحلة أو مصْيـَف.. لأن الإمكانات هناك لا يمكن أن تسمح بإعداد الوجبات الساخنة (الصحية) كما يحدث حالياً، ويمتنع الكثيرون عن تناولها بسبب ما يحدث أحياناً من مشكلات صحية، فتـُلقى بالقمامة وتزيد من مشكلات التلوث.
أما عن المسجد الحرام فينبغي إعادة النظر في أمور عديدة لفرض النظام والنظافة والهدوء في هذا المكان المقدس، الذي يجب أن يتميز بالجلال والمهابة. والشيء العجيب أن مساجد المسلمين في أي مكان بالعالم لها احترامها ووقارها.. فنجد الحديث الهامس وعدم تخطي الرقاب وترك النعال بالخارج وإغلاق الهواتف الجوّالة، ماذا يحدث للمسلمين بالمسجد الحرام؟!... لقد وصل الأمر إلى نسيان كل التقاليد التي تعودنا عليها بالمساجد بحجة الزحام، وقد سمعت من الكثيرين (عندما حاولت منع تخطي الرقاب) أن هذا مسموح به في المسجد الحرام فقط!، يا إلهي.. وهل هذا يعني أن أمشي بهمجية دون مراعاة القواعد والذوق، لو كان هذا مسموحاً؛ أفلا يجب أن يكون عند الاضطرار فقط؟.
إن فرض الاحترام والهدوء والنظافة داخل المسجد الحرام لا يأتي بالمواعظ وحدها رغم أهميتها، ولكن هناك إجراءات عديدة ينبغي على السلطات السعودية الأخذ بها مثل: منع الدخول بالأمتعة والطعام، ومنع النوم بالمسجد ومنع الباعة الجائلين والمتسولين من اعتراض طريق الحجاج بمحيط الحرم، كما يجب تصميم حقيبة صغيرة مبسطة يسهل غلقها لوضع النعال وإلزام كل داخل للمسجد بها ابتداءً من البوابات الخارجية. وليت إدارة المسجد الحرام تعيد النظر في عملية نقل بئر زمزم من البدروم القديم إل ساحة المسجد، فقد تسبب ذلك في زيادة الضوضاء والتلوث بالماء والأكواب، إن الوضع القديم كان أفضل بألف مرة من الوضع الحالي. ويساعد في فرض الهدوء ومنع الضوضاء بالمسجد إعلام الناس بحرمة ذلك وتخويفهم من غضب الله، فالحاج يذهب قاصداً وجه الله تعالى وناوياً التوبة وساعياً لفعل الخير لا كتساب الحسنات.. ويمكن بسهولة ضبط سلوكه إن وجد التوجيه والنصح والتخويف من مبطلات الحج، فنحن نلاحظ حرص الجميع على معرفة محظورات الإحرام وتجنبها... لذلك فينبغي التفكير جدياً في موضوع تدريب الحجاج في بلادهم.
إن موضوع التدريب أمر حيوي جداً لأننا نتحدث عن مهرجان إيماني يضم الملايين، فكيف يُترك الأمر هكذا للعشوائية التي تؤدي إلى حوادث كبيرة يمكن تجنبها؟!. إن المهرجانات الصغيرة التي لا يتجاوز روادها الآلاف يخضع منظموها وروادها إلى تدريب قاسٍ يمتد إلى شهور عديدة، فكيف بالمهرجان الأعظم الذي يضم الملايين؟. وإذا نُفـّد هذا الاقتراح فسوف يكون من السهل وضع نظام كودي بحيث يكون لكل حاج رقمه الذي يعرفه منذ بداية التدريب ويظل معه في كل خطوات الحج، ويوضع على حقائبه، وغرفته بالفندق، وهويته، وحقيبة حذائه.....إلخ.
إن العالم كله يشاهد مكة المكرمة ويتابع مناسك الحج، ويسْخر الجاهلون والمغرضون من شعائر المسلمين، لأنهم لا يروا إلا المظاهر السلبية للأسف.. رغم أننا يمكن أن نكسب احترام الدنيا كلها، العدو قبل الصديق، من خلال موسم الحج.. حيث يأتي الملايين من كل فج عميق رغم المشقة والتكلفة (واحتمالات الموت في الزحام)؛ وهذا أمر يُحسد عليه المسلمون.
والطبيعة الجبلية لمكة المكرمة مفهومة بالطبع، وقد حالت تضاريسها في الماضي دون التوسع الأفقي.. ولكن الإمكانات التقنية للعصر الحديث يمكن أن تسهم في حل هذه المشكلة؛ فمن السهل الآن التوسع في الجبال لأن الصعود لم يعد مشكلة.. بل ومن السهل أيضا إزالة وتسوية الجبال باستخدام الآلات والمتفجرات. وهناك من شباب العالم الإسلامي عشرات الآلاف ممن يبحثون عن ميدان للجهاد، ويتمنون التطوع لقطع الجبال وإزالتها إن كان ذلك مطلوبا. يجب تصميم عاصمة مقدسة جديدة وفريدة تبتعد فيها الفنادق والمساكن والمتاجر (كثيرا) عن دائرة الحرم، ويكون الوصول إليه منها باستخدام قطارات نفقية تحت الأرض، وكذلك طرق متحركة بنظام السيور الكهربية التي انتشرت في الأسواق. يجب إبعاد الأنشطة الدنيوية بصخبها وضوضائها وبقاياها بعيدا بعيدا عن منطقة الحرم.. ليجد المسلمون الفرصة للذكر والدعاء، وتعود المهابة والجلال لأطهر مكان على كوكب الأرض. وسوف يساعد ذلك على سهولة استقبال الملايين دون وقوع حوادث أو كوارث.
وقد كان من سوء حظي أن أشهد حادثتي انهيار الفندق ومأساة دهس الرماة الذاهبين لرمي الجمرات، ولاحظت كفاءة الإدارة السعودية في التعامل مع هذه الكوارث.. ولكن أليست الوقاية خير من العلاج؟!. وحتى لا نسرف في حديث النقد، فسوف أركز على نقاط الضعف التي أرى أنها تسيء إلى المسلمين جميعا.. مع اقتراح الحلول لهذه المشكلات.
- مشكلة الأعداد الكبيرة حلُّها تنظيم السير في اتجاه واحد
وبالطبع فالمسجد الحرام هو الملتقى الأكبر والذي يسعى إليه الجميع في كل وقت، فنجد مثلا لحظة انصراف عشرات الآلاف بعد الصلاة أن الآلاف يحاولون الدخول في ذات اللحظة ومن الأبواب نفسها.. وهذا شيء مستحيل وغير معقول على الإطلاق. وفي الطواف ينبغي ألا تكون هناك مشكلة لأن الناس تتحرك، وفي اتجاه واحد.. ولكن محاولة التحرك عرضيا للوصول إلى الكعبة أو الخروج من الطواف تحدث الصدام والتدافع. فهل يمكن مثلا منع الدخول إلى المسجد في وقت الانصراف من الصلاة لكي نمنع التصادم؟... هذه مشكلة يسهل حلها إن لاحظنا أن الداخلين إلى المسجد بعد الصلاة مباشرة أغلبهم متوجه إلى الطواف، والمطلوب إيجاد طريقة للوصول إلى الكعبة دون الاصطدام بالخارجين من المسجد؛ لذا نقترح تخصيص باب أو بابين يؤديان إلى نفق واسع أسفل المسجد الحرام يؤدي إلى نقطة بداية الطواف بجوار الكعبة.. أما عملية الطواف نفسها فيجب التحكم فيها بتحديد مسار حلزوني من سبعة دوائر باستخدام حبال متينة تثبت على قوائم حديدية (قابلة للفك والتركيب- لإزالتها في غير أوقات الزحام) بحيث يخرج الطائفون من النفق ليجدوا أنفسهم في بداية الشوط الأول للطواف، ويتباعدون في كل شوط عن الكعبة، لينتهي الشوط السابع عند مساحة واسعة يمنع الجلوس فيها. وهذا النظام يؤدي إلى منع التقاطع والتصادم نهائيا كما يؤدي إلى سرعة الطواف وضبط عدد الأشواط. وعموما، وسواء طبق هذا النظام أو لم يطبق، فينبغي تخصيص أبواب للدخول وأخرى للخروج مع التشدد في منع الازدواج، والحرم الشريف أبوابه كثيرة والحمد لله.. لذا فتطبيق هذا النظام ليس مستحيلا. وقد لاحظت أن المشكلة نفسها موجودة في مسجدي نمرة والخيف.. لذا يجب زيادة عدد أبواب هذين المسجدين.
- منطقة رمي الجمرات
- قضية النظافة
وفي الواقع إن السبب الرئيسي لانعدام النظافة هو تلك الأعداد الكبيرة من الحجاج غير المنظمين في قوافل وليست لهم مساكن يعيشون فيها فيقيمون في المساجد (المسجد الحرام ومسجدي نمرة والخيف وغيرهما) وبالشوارع وأسفل الجسور وفي أي مكان يجدونه خالياً فيعرقلون حركة الحجاج ويلوثون هذه الأماكن ببقاياهم. والحقيقة أن الحكومة السعودية كريمة أكثر من اللازم مع هؤلاء الحجاج.. ونحن نقدّر هذا الكرم ولا نطالب بمنع فقراء المسلمين من الحج؛ فقد اجتهدوا وادّخروا ما استطاعوا لأداء الفريضة... ولكن من حق السلطات السعودية أن تفرض النظام وتمنع الفوضى والعشوائية، وهذا يتطلب تقنين الكرم السعودي بتخصيص مساحة خالية في أي مكان بمكة وإضاءتها وإمدادها بدورات المياه وجعلها مكاناً لهؤلاء الحجاج الذين عادة ما يصطحبون معهم خيامهم، ويمكن تخصيص عدد من الحافلات للعمل بين هذا المكان والمسجد الحرام كما يمكن تخصيص مساحة مشابهة في منى، وتُمنع بالتالي الإقامة العشوائية.
والواجب على الدول الإسلامية- التي يأتي منها هؤلاء الحجاج- معاونة الحكومة السعودية في تجهيز مكان يليق بآدمية الحجاج.. ويمكن أن يتطور الأمر إلى إنشاء ما يشبه التكيّة المصرية التي كانت تقوم بهذا الدور في الماضي، وألغيت للأسف. إن تنفيذ هذا الإجراء البسيط سيساعد بلا شك على فرض النظام ومنع تلويث المشاعر المقدسة، كما سوف يمكّن المُحسنين الذين يوزعون الطعام والشراب على فقراء الحجاج من توصيله إليهم في هذا المكان المحكوم بدلاً من قذفه في الهواء لمن يستطيع التقاطه فيقع أغلبه على الأرض ويزيد من تلويث عرفة ومنى. كذلك ينبغي التفكير جدياً في توفير وجبة جافة مناسبة وبسيطة للحجاج في منى وعرفات وإقناعهم مسبقاً بأن هذا الوقت القصير ينبغي أن نتخلص فيه من عاداتنا ونتفرغ للذكر والدعاء، فهم ليسوا في رحلة أو مصْيـَف.. لأن الإمكانات هناك لا يمكن أن تسمح بإعداد الوجبات الساخنة (الصحية) كما يحدث حالياً، ويمتنع الكثيرون عن تناولها بسبب ما يحدث أحياناً من مشكلات صحية، فتـُلقى بالقمامة وتزيد من مشكلات التلوث.
أما عن المسجد الحرام فينبغي إعادة النظر في أمور عديدة لفرض النظام والنظافة والهدوء في هذا المكان المقدس، الذي يجب أن يتميز بالجلال والمهابة. والشيء العجيب أن مساجد المسلمين في أي مكان بالعالم لها احترامها ووقارها.. فنجد الحديث الهامس وعدم تخطي الرقاب وترك النعال بالخارج وإغلاق الهواتف الجوّالة، ماذا يحدث للمسلمين بالمسجد الحرام؟!... لقد وصل الأمر إلى نسيان كل التقاليد التي تعودنا عليها بالمساجد بحجة الزحام، وقد سمعت من الكثيرين (عندما حاولت منع تخطي الرقاب) أن هذا مسموح به في المسجد الحرام فقط!، يا إلهي.. وهل هذا يعني أن أمشي بهمجية دون مراعاة القواعد والذوق، لو كان هذا مسموحاً؛ أفلا يجب أن يكون عند الاضطرار فقط؟.
إن فرض الاحترام والهدوء والنظافة داخل المسجد الحرام لا يأتي بالمواعظ وحدها رغم أهميتها، ولكن هناك إجراءات عديدة ينبغي على السلطات السعودية الأخذ بها مثل: منع الدخول بالأمتعة والطعام، ومنع النوم بالمسجد ومنع الباعة الجائلين والمتسولين من اعتراض طريق الحجاج بمحيط الحرم، كما يجب تصميم حقيبة صغيرة مبسطة يسهل غلقها لوضع النعال وإلزام كل داخل للمسجد بها ابتداءً من البوابات الخارجية. وليت إدارة المسجد الحرام تعيد النظر في عملية نقل بئر زمزم من البدروم القديم إل ساحة المسجد، فقد تسبب ذلك في زيادة الضوضاء والتلوث بالماء والأكواب، إن الوضع القديم كان أفضل بألف مرة من الوضع الحالي. ويساعد في فرض الهدوء ومنع الضوضاء بالمسجد إعلام الناس بحرمة ذلك وتخويفهم من غضب الله، فالحاج يذهب قاصداً وجه الله تعالى وناوياً التوبة وساعياً لفعل الخير لا كتساب الحسنات.. ويمكن بسهولة ضبط سلوكه إن وجد التوجيه والنصح والتخويف من مبطلات الحج، فنحن نلاحظ حرص الجميع على معرفة محظورات الإحرام وتجنبها... لذلك فينبغي التفكير جدياً في موضوع تدريب الحجاج في بلادهم.
- تدريب الحجاج
إن موضوع التدريب أمر حيوي جداً لأننا نتحدث عن مهرجان إيماني يضم الملايين، فكيف يُترك الأمر هكذا للعشوائية التي تؤدي إلى حوادث كبيرة يمكن تجنبها؟!. إن المهرجانات الصغيرة التي لا يتجاوز روادها الآلاف يخضع منظموها وروادها إلى تدريب قاسٍ يمتد إلى شهور عديدة، فكيف بالمهرجان الأعظم الذي يضم الملايين؟. وإذا نُفـّد هذا الاقتراح فسوف يكون من السهل وضع نظام كودي بحيث يكون لكل حاج رقمه الذي يعرفه منذ بداية التدريب ويظل معه في كل خطوات الحج، ويوضع على حقائبه، وغرفته بالفندق، وهويته، وحقيبة حذائه.....إلخ.
- اجتهادات فقهية مُلِحّة
- هل يجوز شرعا تكرار الحج في ظل الظروف الحالية؟
- ما هو النظام المناسب لرمي الجمرات بما يحفظ كرامة المسلمين وأرواحهم؟
- أليس تلويث الأرض الحرام بالقمامة من محظورات الإحرام؟، هل هو من الفسوق؟، وما هي إيجابيات الإحرام التي يجب فعلها؟
- أيهما أغلى وأهم: حياة المسلم أم أداء فريضة الحج؟
- ما هي أفعال الخير (الواجبة) على الحاج لتحقيق قول الله تعالى "وما تفعلوا من خير يعلمه الله"؟
- ما جزاء من يدخّن في الحج؟، هل يجب عليه هدْي؟، أليس التدخين فسوقا؟
- ما حكم الطواف أثناء صلاة العيد؟ (كنا نطوف ونادَى المؤذن لصلاة العيد، واختلف الطائفون بين من يريد الطواف "على أساس أن الطواف فرض والصلاة سنة" ومن يريد الصلاة، وتوقعت أن نسمع شيئا عن ذلك من فضيلة الشيخ السديس ولكنه لم يفعل، ووصل الأمر إلى توقف الطواف والصلاة معا!).
- دور مهم للإعلام
- خطاب مفتوح إلى خادم الحرمين الشريفين
إن العالم كله يشاهد مكة المكرمة ويتابع مناسك الحج، ويسْخر الجاهلون والمغرضون من شعائر المسلمين، لأنهم لا يروا إلا المظاهر السلبية للأسف.. رغم أننا يمكن أن نكسب احترام الدنيا كلها، العدو قبل الصديق، من خلال موسم الحج.. حيث يأتي الملايين من كل فج عميق رغم المشقة والتكلفة (واحتمالات الموت في الزحام)؛ وهذا أمر يُحسد عليه المسلمون.
والطبيعة الجبلية لمكة المكرمة مفهومة بالطبع، وقد حالت تضاريسها في الماضي دون التوسع الأفقي.. ولكن الإمكانات التقنية للعصر الحديث يمكن أن تسهم في حل هذه المشكلة؛ فمن السهل الآن التوسع في الجبال لأن الصعود لم يعد مشكلة.. بل ومن السهل أيضا إزالة وتسوية الجبال باستخدام الآلات والمتفجرات. وهناك من شباب العالم الإسلامي عشرات الآلاف ممن يبحثون عن ميدان للجهاد، ويتمنون التطوع لقطع الجبال وإزالتها إن كان ذلك مطلوبا. يجب تصميم عاصمة مقدسة جديدة وفريدة تبتعد فيها الفنادق والمساكن والمتاجر (كثيرا) عن دائرة الحرم، ويكون الوصول إليه منها باستخدام قطارات نفقية تحت الأرض، وكذلك طرق متحركة بنظام السيور الكهربية التي انتشرت في الأسواق. يجب إبعاد الأنشطة الدنيوية بصخبها وضوضائها وبقاياها بعيدا بعيدا عن منطقة الحرم.. ليجد المسلمون الفرصة للذكر والدعاء، وتعود المهابة والجلال لأطهر مكان على كوكب الأرض. وسوف يساعد ذلك على سهولة استقبال الملايين دون وقوع حوادث أو كوارث.
- يا خادم الحرمين الشريفين: المسلمون جميعا ينتظرون منكم ثورة معمارية تحوّل مكة المكرمة إلى عاصمة عالمية؛ نقية، طاهرة، متحضرة... ليتحول الحج إلى مكافأة وهدية عظيمة لمن يسعده الحظ ويفوز برحلة الحج. يجب أن تكون مكة المكرمة أكثر نظاما ونظافة من الرياض، بل ومن واشنطن.. وأنتم لها يا جلالة الملك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق