أهلاً.. وسهلاً

مرحبا بكم في موقع الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال

مقالات علمية وسياسية - محاضرات في الكيمياء - بحوث علمية - كتب علمية في الكيمياء وتطبيقاتها - استشارات علمية (كيميائية وبيئية)















هل لديك استشارة علمية؟

الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال - استشاري الدراسات الكيميائية والبيئية
للاستشارات العلمية:
ناسوخ (فاكس): 0020222670296 القاهرة
جوال: 0020115811500



الصفحة الرئيسية

الأحد، ٢٨ مارس ٢٠١٠

* آفاق عربية (6)

لا بديل عن الوحدة العربية

منذ أن انطلق قطار العولمة حاملا ما سمي بالنظام العالمي الجديد والتحديات تتراكم والمشكلات تتساقط فوق رأس الأمة العربية من المحيط إلى الخليج.. وكان الواجب والحال هكذا أن يعاد طرح موضوع الوحدة العربية أو حتى الاتحاد أو التكامل بصيغة أكثر جدية تتناسب مع الواقع الجديد الذي لا يرحم الضعيف. ولكن للأسف ما زالت التجارب الوحدوية الفاشلة تشكل خيبة أمل دائمة تحول دون البدء في صياغة جديدة للعمل العربي المشترك يمكن أن تؤدي في النهاية إلى بروز القوة العربية التي يستحقها العرب عن جدارة والتي تتناسب مع امكاناتهم الكبيرة التي أنعم الله تعالى بها عليهم.
والواقع أن العالم كله الآن يتغير ويعاد تشكيله بصورة أو بأخرى، منذ أن انهارت الشيوعية وتفكك الاتحاد السوفيتي.. ولكن الاتجاه العام للتغيير يتجه إلى التجمع والتحالف في كيانات كبيرة سياسية واقتصادية وعسكرية. والمثال الأقرب للعرب والأكثر تأثيرا عليهم هو الاتحاد الأوروبي، الذي يتقدم بنجاح كبير من خطوة إلى أخرى متخطيا كل العقبات والصعاب ومشيدا لقوة اقليمية كبري ينبغي ألا نتغافل عنها.. فما من أمة رشيدة تشهد بزوغ قوة جديدة- أقوى منها بمراحل- على مقربة من حدودها وتنام ملء جفونها دون قلق، ودون أن تعيد حساباتها.. ذلك أن القوة المفرطة تغري بالغزو أو بسط النفوذ والهيمنة على الجار الضعيف.
ولا شك أن الوحدة الأوروبية تشكل تحديا للعرب، وإدانة من جميع الوجوه.. إذ إن عوامل التوحد والتقارب والتكامل كلها متوفرة لدى العرب ولم تكن متوافرة لدى الدول الأوروبية، فالعرب أمة واحدة يجمعها- في أغلبها- دين واحد ولغة واحدة وتاريخ واحد، ولم تكن بيننا يوما عداوات وحروب مثيلة لما حدث بين الدول أو الأمم الأوروبية.. وعلى الجانب الآخر هناك أمم مختلفة متنافسة، منقسمة دينيا ومتعددة لغويا وبينهم من الدماء وعوامل الثأر ما يفرق ولا يوحد خصوصا أثناء الحربين العالميتين اللتين حصدتا أرواح عشرات الملايين.. ورغم ذلك فقد وجد الأوروبيون من عوامل التوحد، والقيم والمصالح المشتركة ما يفوق عوامل التفرق، فانتصروا على أنفسهم وعلى كل التناقضات، بل وعلى التاريخ والماضي بكل آلامة ومآسيه وأصبحت الوحدة الأوروبية واقعا ملموسا!.
وقد يرى بعض اليائسين من فكرة الوحدة العربية أن الظروف مختلفة وأن أحدا لن يسمح للعرب بالتوحد والبروز كقوة عظمى لها مكانتها وتأثيرها على العالم.. وهذا ما يدعو إلى الدهشة والعجب لأن أحدا لم يقل بامكانية تحقيق هذا الحلم بالضغط على زر ومفاجأة العالم بمولد قوة جديدة غير مُرحَب بها على الأرجح. فأوروبا نفسها رغم تقدم دولها ووضعها الدولي المتميز لم تقدم على تجربة الوحدة بهذه الطريقة المسرحية، ولكنها بدأت بزرع بذرة صغيرة وتنميتها ورعايتها والتقدم خطوة خطوة. وهناك تجارب وحدوية ناجحة لم يكن مرحبا بها ولكنها حدثت ونجحت مثل الوحدة الألمانية، بل وأيضا الوحدة اليمنية التي تآمر عليها القريب والبعيد، ولم تصبح واقعًا حقيقيًا إلا بالحرب والتضحيات الجسيمة للأسف.
د. عبد الله هلال
العدد 550 الخميس 14 من محرم 1423هـ 28 من مارس 2002م
___________________________________
لا بديل عن الوحدة العربية (2)

عمومًا فالأعمال العظيمة والقرارات الجسورة لا يمكن أن تتحقق بالاستئذان من الأخرين.. والأفضل أن يُخطط لفرضها كأمر واقع.
أما التجربة الوحدوية الناجحة والعظيمة والتي ربما لا ينتبه إليها الكثيرون فهي التي تحققت منذ ثلاثين عامًا على أرض الجزيرة العربية عندما رفع حكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكم إمارة أبو ظبي علم دولة الإمارات العربية المتحدة في الثامن من ديسمبر عام 1971. وبالطبع لم تكن هذه التجربة الفذة مرحبا بها على الإطلاق.. بل ووجهت بالمؤامرة من قبل أن تولد دولة الوحدة، فعندما قرر الإنجليز الانسحاب من منطقة الخليج بدأوا كالعادة في غرس بذور الشقاق ووضع العراقيل التي تحول دون قيام دولة موحدة في هذه المنطقة المهمة، وحاولوا إقناع الشيخ زايد بصرف النظر عن هذه الدعوة التي سعى إليها منذ عام 1968.. وعندما توسموا في الرجل حكمته وإصراره على تحقيق الحلم قرورا بالاتفاق مع أمريكا وإيران الشاه وضع مسمار جحا بتمكين الأخير من احتلال ثلاث جزر عربية قبيل بدء الانسحاب البريطاني، وقبل يومين فقط من إعلان توحيد الإمارات، ورغم كل هذه العراقيل فإن الرجل المؤمن بحتمية الوحدة العربية والإسلامية لم ييأس ورضي بالقليل عندما تآمرت بريطانيا لإبعاد قطر والكويت والبحرين عن الانخراط في هذه الدولة الموحدة- لتبدأ الدولة بست إمارات صغيرة، انضمت إليها بعد ذلك إمارة رأس الخيمة وليجعل منها دولة عصرية حديثة يتمتع أهلها بالحرية والرخاء.. وليثبت للعرب أجمعين بالواقع العملي أن الاتحاد قوة وعزة، وأنه ممكن بالإصرار والصبر والتخطيط الجيد.
والحقيقة أن الواقع العربي الآن لا يختلف كثيرًا عن واقع الإمارات الخليجية التي كانت متفرقة ومبعثرة قبل ثلاثين عامًا.. وقد أضيف إلى هذا الواقع المرّ تحدٍ جديد يواجه كل العرب والمسلمين بعد ما حدث عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر على نيويورك وواشنطن.. فلماذا لا يفكر العرب الآن بعقلية الشيخ زايد وحكمته لنبدأ مشوار الوحدة ولو بأقل القليل حتى وإن تحققت بعد ثلاثين أو خمسين عامًا؟!.. المهم أن يوضع الأساس ثم نقوم بالبناء طوبة طوبة.
لعل من محاسن الصدف أن الهجمة العنصرية الجديدة على العرب والمسلمين جاءت بعد تولي السيد عمرو موسى أمانة الجامعة العربية وبدء مسيرة تطوير هذه الجامعة.. وقد وجد نفسه وسط الأحداث الجسام مما فتح أمامه آفاقًا واسعة للعمل الدءوب من أجل الدفاع عن الوجود العربي. ولا نظن أن العرب كانوا في حاجة ماسة إلى التعاون والاتحاد أكثر من هذه الأيام العصيبة. ونعتقد أن أمين الجامعة العربية أهل لهذه المهمة ويستطيع أن يحرك المياه الراكدة.. كما نعتقد أن الشيخ زايد بن سلطان يستطيع أن يحقق نجاحًا كبيرًا في ميدان الوحدة العربية بكل درجاتها، حتى وإن اضطر للتفرغ لهذا الهدف المصيري.
د. عبد الله هلال
العدد 551 الخميس 21 من المحرم 1423هـ 4 من أبريل 2002م
___________________________________

لا تقتلوا ثورة الشعب الفلسطيني

ما زال الشعب الفلسطيني المجاهد يدفع ثمن السياسات العربية العشوائية غير المدروسة بما فيها من أخطاء وتواطؤ وخيانة وضعف وتخاذل أمام العدو، منذ عام 1947 وحتى الآن. ورغم أن الزمن غير الزمن، والظروف غير الظروف .. فلم يستفد العرب من أي شيء: لا من عبرة التاريخ وتكرار الأحداث، ولا من ثمرات عصر ثورة المعلومات والاتصالات والسماوات المفتوحة، ولا من ثورة الشعب الفلسطيني التي لم تفتر أو تهدأ رغم تجريده من السلاح ومن كل شيء عدا الطوب والحجارة التي يوفرها لهم العدو الصهيوني بهدم منازلهم!.
والأسئلة التي نلح على الحكومات العربية- بما فيها حكومة السلطة الفلسطينية- في البحث عن إجابات لها، كثيرة ومحيًّرة .. ولا نظن أنها غائبة عنهم، ولكننا سوف نقتصر على بضعة أسئلة، لعل أحدًا يمن علينا بالإجابة.. ولو من باب سد الذرائع:
. هل هناك أدنى شك في أن أمريكا شريك كامل ومخلص للعدو الصهيوني، وأنها متآمرة علينا عمدًا، مع سبق الإصرار والترصد، وأنها لن تخلص لنا يومًا وأنها لن تغير من سياستها تجاهنا إلا إذا أرغمت على ذلك؟!... وإذا كانت الإجابة أوضح من الشمس فلماذا نضع كل الأوراق في يدها ولا نفكر في الاعتماد على أنفسنا؟
. هل يشك أحد في أن العدو الصهيوني ليس لديه أية نوايا سلمية، وأن مسرحية «الحل السلمي» مجرد خطة لتضييع الوقت وفرض الأمر الواقع؟
. هل يجادل أحد في أن انتفاضة الشعب الفلسطيني هي السبب في إذلال العدو واضطراره إلى الإذعان والتظاهر برغبته في السلم؟.. ولماذا لا ندعم هذه الثورة حتى تحقق النصر الذي وعد الله به من ينصره؟!
. هل تدرك السلطة الفلسطينية أنه لولا وجود «حماس» و«الجهاد» ولولا جهادهما الصادق في سبيل الله لما فكر العدو في إنشاء هذه السلطة لاستخدامها ضد المجاهدين؟.. وهل تظن السلطة أن العدو لن ينقلب عليها وينزع سلطتها بعد التخلص من المجاهدين وتقليم أظافر الشعب الثائر المناضل؟
. لماذا لا نكون واضحين في التمسك بحقوقنا مثل وضوح العدو في التمسك بالباطل؟.. ألم يعلن العدو صراحة أن القدس عاصمته الموحدة؟.. ألم يؤكد بالقول والفعل أن سياسة الاستيطان لا رجعة فيها؟.. ألم يرفض بكل صفاقة عودة اللاجئين، أصحاب الأرض؟!.. ماذا بقي لكم لكي تتفاوضوا عليه؟.. هل يتصور عاقل أن الحدأة يمكن أن تلقي إليكم بالكتاكيت التي خطفتها؟!.
من غير المعقول أن تستمر هذه الغفلة أو التغافل عما يدور حولنا..
كفى خداعًا للنفس وللشعوب المقهورة، وإذا لم تستطع الحكومات العربية أن تكون على مستوي هذه الأحداث المصيرية وتتعامل مع القضية بقوة واقتدار، فليُترك الأمر لشعوبها .. وهي- والله- قادرة على تحرير فلسطين كلها .. فالهزائم والانتكاسات العربية ليست بسبب براعة العدو بقدر ما هي بسبب خيبة الحكومات المستبدة المقهورة.
د. عبد الله هلال
العدد 515 الخميس 21من ربيع الاخر 1422 هـ الموافق12 من يوليو 2001م
___________________________________

لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين!

يجيد الصهاينة فنون الخداع والتنكر وتوزيع الأدوار، وعيونهم جميعًا مُصوَّبة على رقاب المسلمين وكيف يقومون بعملية الذبح؟.. هل بسكين حادة وعلى مرأى ومسمع من الضحية، أم بالتخدير قبل الذبح تجنبًا للمقاومة؟. وللأسف الشديد فإن الحكومات العربية تلدغ من الجحر الواحد مئات المرات دون أن يفيقوا أو يعتبروا. فمنذ أن بدأت التسوية المهينة مع العدو الصهيوني وهم يستغلون جيدًا مسرحية الانتخابات في العبث بعقول السذج منا.. إذ يقدمون لنا تارة ثعبانًا مثل رابين وبيريز وباراك حيث يتحدث كلامًا ناعمًا معسولاً ويوزع الابتسامات والمصافحات وهو يخبئ السكين وراء ظهره ويجيد القتل دون ضجيج.. وتارة أخرى يقدمون كلبًا كثيرًا النباح والعض مثل نتنياهو وشارون، كلما تأزم الموقف ورفض الطرف العربي التفريط الكامل الذي يريده الصهاينة.. وكأنهم يطبقون معنا المثل الشعبي «لا يدرك قدر أمًّه إلا من رأي زوجة أبيه».
ففي الانتخابات الصهيونية الماضية، وبعد أن شبع نتنياهو نباحًا وعضًا في الحكومات العربية. وأحرجهم جميعًا وهم عاجزون عن التصرف أو الرد.. جاءت الانتخابات ليرتمي المساكين في أحضان باراك هربًا من نباح نتنياهو.. واكتشفوا بعد فوات الأوان أنهم استجاروا من الرمضاء بالنار، وأن باراك ما هو إلا نسخة ثعبانية من نتنياهو فعاد العجز وعدم القدرة على التصرف.. والعدو لا يريد إلاَّ التسليم الكامل ويرفض أن يمنحهم حتى ورقة التوت، فماذا يفعلون لكي يدرك العرب أن باراك ثعبان جميل لا يمكن تعويضه، وأن الأفضل لهم أن يذعنوا له وإن لم يقدم لهم شيئًا لأن البديل سوف «يأخذ»، و«يضرب» في المليان؟!.. وعلى الفور توصلوا إلى الحل السحري: «قَدًّم لهم شارون كي يذعنوا لباراك!!».. ولسان حالهم يقول: نعم باراك لن يمنحكم شيئًا ولكنه أفضل من السفاح شارون الذي لن يكتفي بعدم المنح ولكنه سوف يتجه إلى السلب أيضًا.
وبالطبع كلا من الثعبان «باراك» والكلب «شارون» متفقان ولا يسعى أي منهما للوصول إلى الحكم على حساب المصالح العدوانية للدولة العبرية.. فمصلحة الكيان الغاصب عندهما أهم من رئاسة الوزارة.. وما هذا ا لسباق المحموم والصراع الظاهر سوى مسرحية لتحقيق هدف الإخضاع الكامل للعرب.
وللأسف الشديد فاللدغ مستمر من ذات الجحر.. وكما ارتمت الحكومات العربية في أحضان باراك هربًا من نتنياهو، ها هي تفعل الشيء نفسه معه هربًا من السفاح الذي لم يشبع بعد من دمائنا!، والمسرحية مستمرة... ولك اللّه ياقدس.
د. عبد الله هلال
العدد 495 الخميس 14 من ذى القعدة 1421 هـ - 8 من فبراير 2001م
___________________________________

يا عرفات .. لماذا لا تطالب باعتقال شارون وعصابته أيضًا؟!

هل أصيبت الذاكرة العربية بالشلل التام؟! .. كيف نلدغ من الجحر الواحد آلاف المرات ولا نتعظ أو نفيق؟!. ها هو التاريخ يعيد نفسه، بكل التفاصيل والأحداث خيرها وشرها.. ونحن كالفئران، ندخل المصيدة ونتناول السم بتكرار ممل دون أي اعتبار!.
* أتذكرون الهدنة الشهيرة التي فُرضت علينا وقبلناها بكل سذاجة في حرب 1948 عندما وجد العدو أنه سوف يخسر المعركة أمام المجاهدين الذين دفعت بهم الشعوب العربية من خارج الجيوش الرسمية التي أنهكتها المؤامرات والخيانة والأسلحة الفاسدة؟.. أتذكرون كيف التزمنا نحن بالهدنة ولم يلتزم بها العدو ليعيد تنظيم جيشه وتسليحه ويعاود الانقضاض؟ ... ها هي الهدنة نفسها تحت مسمى «وقف إطلاق النار»، تُفرض علينا بالطريقة نفسها عندما ظهر السلاح الإسلامي الفتاك الذي لا تملك أعتى الجيوش له دفعًا.. وهو سلاح «الاستشهاد»: وها نحن نقبل صاغرين دون حتى أن نستفيد من مركز القوة الذي وضعتنا فيه العمليات الاستشهادية!.
* أتذكرون عندما تصاعدت العمليات الاستشهادية في أواخر عهد رئيس الوزراء الهالك إسحق رابين، واهتزت الدنيا كلها وتكهربت.. واستطاع العدو أن يحشد حشوده في عقر دارنا، في شرم الشيخ، ليفرض على السلطة الفلسطينية- بمساعدة الحكومات العربية- اعتقال المجاهدين الذين يمتلكون السلاح الفتاك؟ .. أتذكرون كيف قبلنا كالبلهاء وصف المجاهدين بالإرهابيين؟.
إن الأمر واضح وضوح الشمس.. وهو أن رءوس الاستكبار العالمي يفزعهم ظهور سلاح خطير لا يمتلكونه، ولا يمتلكون له سلاحًا مضادًا.. فقد أصيبوا بالعمى والصمم والخرس أمام عمليات القتل الجماعي اليومي لمئات الفلسطينيين، ولم تهتز لهم شعرة واحدة، وعندما قتل عشرون فقط من المستوطنين المحتلين تحرك الجميع بنشاط وهمة، ليس فقط لأن الدم الصهيوني أغلى (للأسف) من الدم العربي، ولكن لأن المستضعفين من أمثالنا يجب نزع أسلحتهم أولاً بأول. ونظرا لأن هذا الأمر ليس فيه «هزار»، فقد تحرك العدو الأمريكي بعد طول تردد وتمنع بأعلى مستوي من الإرهاب.. إذ لم يرسل مبعوثًا سياسيًا أو حتى عسكريًا، وإنما أر سل «بعبع» أغلب الحكومات العربية وهو جورج تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (و. م. م. أ). الذي حلت بركاته بمجرد تشريفه للمنطقة فتغيرت اللهجة الإعلامية العربية وبدأ الحديث عن «الترتيبات الأمنية»، وتصوير الأمر على أنه مجرد اعتقال بعض الفلسطينيين(!).. كما ظهرت النتائج الخطيرة سريعًا في الأردن بمنع المجاهد الفلسطيني إبراهيم غوشة من الدخول.. إذ يبدو أننا ننفذ التعليمات دون تفكير، كما يبدو أن (و. م. م. أ) لها من السطوة والنفوذ ما يجعل كلام مديرها من ذهب.. لأن من يقف في وجهه «ذهب»!!.
والسؤال الخطير الذي يجب أن نجد له إجابة هو: كيف يقبل عاقل مبدأ القبض على مواطنين واعتقالهم بأوامر من العدو؟.. هل يمكن أن نجد أي دولة في العالم ترضى أو تقبل مجرد الاستماع إلى هذا المطلب الغريب؟.. فما بالك إذا كان هؤلاء المواطنون يقاومون احتلالاً عسكريًا لأرضهم؟!. ولماذا لا نطالب -بالمقابل- باعتقال كل القتلة الصهاينة من مجرمي الحرب وأولهم السفاح شارون؟. إن القبول بهذا المبدأ الخطير هو إقرار بأن الأرض أرضهم وأن مقاومة الاحتلال ليست من حقنا. يا عرفات.. إن الجحر مليء بالأفاعي الصهيونية، فكيف تلدغ كل مرة؟!.. إن كل التحركات الحالية تصب في مصلحة العدو، فكيف نقبل ذلك؟!.. إن السبيل الوحيد لتحرير فلسطين في هذه الظروف هو العمليات الاستشهادية، وما عليك إلا أن تجرب.. وسوف ترى أن بضع عمليات كفيلة بفتح باب الهروب من فلسطين.. فقد جاءوا إليها ليعيشوا، لا ليموتوا.
د. عبد الله هلال
العدد 512 الخميس 29 من ربيع الاول 1422 هـ الموافق21 من يونية 2001م
___________________________________

لو كنت من السفاح شارون!!

وضع المجرمون الصهاينة أساس الهيكل المشئوم في قلب المقدسات الإسلامية متحدين العالم الإسلامي كله.. ولم يتحرك أحد بأي فعل إيجابي سوي النواح والشجب الحكومي العربي والاستنجاد «بأصدقاء العدو» في أمريكا وأوربا. وهكذا ينفذ العدو كله خططه الشيطانية علانية ويستقطع المقدسات الإسلامية قطعة قطعة، ويتقدم خطوة خطوة إلى السيطرة الكاملة على القدس وهدم المسجد الأقصي والتخلص من الشعب الفلسطيني مطمئنا إلى العجز العربي الكامل عن أي فعل أو حتى رد فعل. فقد أثبتت الأحداث الدموية التي فجرها السفاح شارون وتحدى بها العالم كله أن اللحم العربي طري، وأن العرب مصابون بالشلل التام فلماذا لا ينتهز الفرصة وينجز في عام واحد أو عامين ما خططوا لإنجازه في عشرات السنين؟!
ليت أحدًا يدلنا على فعل واحد إيجابي لصالح القضية قام به العالم العربي مترامي الأطراف والمكون من اثنتين وعشرين دولة.. أو حتى إحدى دول هذا العالم البائس، باستثناء فلسطين! كثيراً ما يخيل إلي وضع الدول العربية وكأنها مقيدة بقيد حديدي مفتاحه مع السفاح شارون، ولو كنت من هذا السفاح لفعلت أكثر من هذا ما دام المجني عليه لا يجرؤ حتى على الصراخ. ففي ظل هذا الشلل والعجز حتى عن مقاطعة العدو أوطرد سفرائه.. ما الذي يمنع السفاح من ارتكاب كل الجرائم وتدمير كل المقدسات؟. ماذا يمكن أن يحدث لو اقتحم المجرمون الصهاينة المسجد الأقصى وهدموه ونفذوا خرافاتهم وأقاموا هيكلهم المزعوم؟.. بالطبع لن يحدث شيئ، بل لن يسمح لنا بالتظاهر والاحتجاج السلمي.. وللأسف فإن ردود الفعل الجماهيرية هي الهاجس الوحيد الذي يقلق الحكومات العربية التي لا تتحرج من التصريح به عندما يفتح الله تعالى عليهم بالنطق بعد كل كارثة!!.
هل صحيح أن الواقع العربي والإمكانات العربية البشرية والاقتصادية والعسكرية منعدمة إلى الحد الذي يؤدي إلى العجز الراهن؟.. بالطبع لا، فليس معقولاً أن يعجز مائتان وخمسون مليونا عن مواجهة خمسة ملايين. والمواجهة لا تغني الحرب فقط.. فهناك عشرات الوسائل التي يمكن أن تجعل كلمتنا مسموعة ونستطيع ، بالتالي أن نضع العدو في حجمه الحقيقي. والحرب ليست شرا ولا كارثة كما تصورها الحكومات العربية.. ولكن للحرب رجالها بالطبع، فإن غاب الرجال واضطررنا إلى تأجيل قرار الحرب فأمامنا الوسائل الأخرى وأهمها المقاطعة الاقتصادية. فلو اتفق العرب جميعاً على مقاطعة الدول المتعاملة مع العدو وعدم الاستيراد منها أو التصدير لها فلن تستطيع أي دولة أو تجرؤ على معاداتنا لأننا للأسف نستورد كل شيء، والدولة التي تخسر الأسواق العربية يمكن أن تنهار اقتصاديا. كما يمكن أن نتحدى مجلس الأمن- مثلما يفعل العدو- ونرفض تنفيذ قراراته الظالمة ضد العرب والمسلمين إلا بعد تنفيذ العدو للقرارات الصادرة لصالحنا.. وهكذا هناك الكثير من الإجراءات المماثلة التي لا نظن أنها صعبة التنفيذ.. ولكنها تحتاج بالطبع إلى إرادة عربية مستقلة، وهذا ما نفتقر إليه للأسف!.
د. عبد الله هلال
العدد 519 الخميس 19 من جمادى الاولى 1422هـ 9 من اغسطس2001م
___________________________________

.. ليذيقهم بعض الذي عملوا!

البيئة هي كل ما يحيط بالإنسان من مخلوقات الله.. وهي هبة الله تعالى ونعمته، خلقها وهيأها سبحانه لتناسب حياة الإنسان طالما حافظ عليها كما خلقها الله له، وقد وضع الخالق جل جلاله للبيئة موازينها الدقيقة وقوانينها المحكمة، وأمرنا أن نسعى ونجتهد فيها لإعمارها والحصول على ما خلق لنا من رزق دون إفساد أو إسراف، ولكن الإنسان ناصب البيئة العداء بتلويثها واستنزافها وإرهاق أنظمتها حتى {ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعونّ} [الروم: 41].
هذه الآية الكريمة تلخص بإعجاز وسلاسة مشكلة البيئة مع الإنسان من حيث السبب والهدف والحكمة من ظهور الفساد البيئي كعقوبة للناس جزاء ما كسبت أيديهم، وإمكانية العلاج والإصلاح عند الرجوع والتوقف عن الإفساد. وقد ذكر البيضاوي أن المراد بالفساد الجدب وكثرة الحرق والغرق، ومحق البركات، وكثرة المضار فظهور التلوث البيئي في البر والبحر وما صاحبه من نقص في جودة الزروع والثمار وتلوث للحوم والألبان والأسماك ما هو إلا النتيجة الحتمية لجشع الإنسان وإسرافه وطمعه، ولأن الجزاء يكون دائمًا من جنس العمل، والحصاد من جنس البذور فقد جاء التلوث البيئي ليذيق الناس بعض ما عملوا، وهكذا فعندما يلقي الإنسان بالفلزات الثقيلة في المياه مثلا فهي تعود إليه وتهاجمه من خلال الغذاء الذي يتناوله.. وعندما يسرف في استخدام المبيدات فهي تقتل الحشرات النافعة والصديقة، كما تتسلل إلى النباتات وتدخل في مسار السلاسل الغذائية لتصل إلى الإنسان في نهاية المطاف.
وعلى الرغم من استحقاق الإنسان لهذه العقوبة الإلهية فإن رحمة الله تعالى بعباده تتجلي في فتح الباب للرجوع عن الإفساد والكف عن إيذاء البيئة لتعود بالتالي إلى سابق عهدها نقية غنية، إذ تتميز البيئة بالقدرة على إصلاح نفسها من خلال الدورات العديدة التي ميز الله تعالى المنظومات البيئية بها، إذا ما كفّ الإنسان عن التدخل الجائر وغير الرشيد في أنظمتها.
وقد حذر القرآن الكريم من السبب الرئيسي للفساد البيئي وهو الإسراف والتقتير.. فالإسراف في استهلاك الوقود واستنزاف الموارد الطبيعية، والتقتير في حماية البيئية من الملوثات هما الآفة المفسدة للبيئة، وليس أمام البشرية من سبيل لإنقاذ البيئة إلا التوسط والاعتدال والرجوع عن هذا الطريق المعوج الذي يهدد البشرية بالفناء
د. عبدالله هلال
العدد 563 الخميس 16 من ربيع الاخر 1423هـ 27 من يونيو 2002م
___________________________________

ماذا بعد الفيتو 24؟!!

الصمت المخزي والخنوع الذي يظلل الساحة السياسية (العريبة والإسلامية) في مواجهة الأحداث المصيرية التي تمر بها الأمة وصل إلى حد يجعل الإنسان الذي لديه ولو ذرة من الإحساس يتمنى لو أن أمه لم تلده ليعيش في هذا الزمن الرديء. فقد استخدمت أمريكا حق النقض لمنع إدانة العدو الصهيوني، غير عابئة لا بالأصدقاء (المعتدلين) ولا بالأعداء (الإرهابيين).. وهي تقول للجميع وعلى الملأ إنها صهيونية وإنها سعيدة بالسلب والنهب والقتل والهدم الذي تمارسه العصابة الصهيونية في فلسطين . فماذا ينتظر العرب من هذه القوة الباغية التي لطمتهم جميعا بحق «النقض» اللعين لأربعة وعشرين مرة؟!.. هل تظنون أيها البؤساء أن كثرة البكاء على أعتاب البيت الأسود ربما تحنن قلب بوش عليكم وتغير من موقف بلاده الذي يتطابق تماما مع سياسة العدو؟!.. هل تعتقدون أيها المساكين أن الشعب الأمريكي المشغول بشذوذه وسكره وعبادة الدولار سوف يأسف لمقتل الأبرياء ويدفع حكومته إلى العطف عليكم والضغط على الدولة العبرية لكي تشفق عليكم؟!.. هل هو عشم إبليس في الجنة، أم أنها السذاجة والعبط، أم هو الوهن والاستسلام؟!!.
إن المؤتمرات والاجتماعات العربية والإسلامية الطارئة أصبحت عبئا علينا، يسعد بها العدو ويأسف لها الصديق لأنها تؤكد المرة تلو الأخرى أننا بلا وزن، وأن أحدا في العالم لا ينتظر من ورائنا أي خير أو شر. فقد اجتمع وزراء خارجية الدول الإسلامية، ثم وزراء خارجية الدول العربية.. وهم يعلمون جيدا أن اجتماعاتهم لن تقدم أو تؤخر، بل وصل الأمر إلى إغفال توجيه التحية والتأييد (الكلامي بالطبع)- الذي دأبت عليه هذه الاجتماعات- للانتفاضة الفلسطينية لأن الحلف الصهيوني الأمريكي كشر عن أنيابه ووصف المقاومة الفلسطينية المشروعة بالإرهاب.. فما كان من حكوماتنا (الباسلة) إلا الصمت المخزي، والسكوت علامة الرضا، لكي يقتنع العالم كله بالأكاذيب الصهيونية ويتحول الجاني المجرم إلى مجني عليه وضحية للإرهاب الإسلامي.
وليت المأساة اقتصرت على هذا التخاذل .. ولكنها وصلت إلى حد التسابق إلى إرضاء الحلف الأمريكي الصهيوني والاستجابة لتدخله السافر في حياتنا و سياساتنا وثقافتنا، والحقيقة أن خططهم لقتل الصحوة الإسلامية ووقف المد الإسلامي قديمة، ولكنها قبل الحادي عشر من سبتمبر كانت تنفذ بالتدريج حتى لا تنقلب الأمور ضد مؤامراتهم .. وهذه الخطط كانت تتمثل في الضغط على الحكومات لضرب الإسلاميين والتدخل في المناهج الدراسية والخطط الإعلامية لحذف كل ما هو إسلامي وكل ما يبعث على الفخار في تاريخنا وحضارتنا، وتأميم المساجد والحد من زيادتها، والقضاء على المنظمات الجهادية.. ثم تطور الأمر إلى الإلزام (دوليا) من خلال الأمم المتحدة مثل إرغامنا على تنفيذ مقررات مؤتمري السكان والمرأة.. وهكذا حتى جاءت اللوثة التي أصابت العم سام بعد الهجوم المدمر على رموزه التي كان يفاخر بها فأخذ يتعجل تنفيذ مؤامراته دون تدرج ودون لف أو دوران.. وكان الواجب أن تقف حكوماتنا التي ابتلينا بها في وجهه وتقول: لا، هذا مستحيل ، ولكن للأسف فقد تطوع البعض لضرب كل من يعارض الهيمنة الأمريكية الصهيونية، وكل من يرون فيه عدوا محتملا لهم، وتسابق آخرون في تقليص حصص التربية الإسلامية، وفي عرقلة بناء المساجد.. وبدأنا نسمع عما يسمي تطوير الإسلام ليتوافق مع العصر، ورضينا بوصف مقاومة الاحتلال في فلسطين ولبنان وكشمير والشيشان بالإرهاب.. بل وصل الأمر إلى السكوت على انتهاك العدو الصهيوني لا تفاقيتي وادي عربة وأوسلو، والشلل التام أمام هذه الأحداث الجسام!
لو أن قطة أو دجاجة تعرضت لما يتعرض له المسلمون اليوم لثارت وشهرت أظافرها.. فهل نحن أقل من الحيوانات والطيور؟!!.
يبدو أن الأيام القادمة تحمل ابتلاء عظيما لكل المتدينين ولكل الحركات الإسلامية بصقورها وحمائمها.. نسأل الله تعالى أن يثبت المؤمنين.
د. عبدالله هلال
العدد 539 الخميس 19 من شوال 1422هـ 3 من يناير 2002م
___________________________________

ماذا يخبئ جورج بوش للعرب والمسلمين؟!

أدى الشعور العميق بالمهانة والإذلال بالأوساط الأمريكية الخاضعة للنفوذ الإعلامي الصهيوني إلى تحول الدولة إلى ثور هائج يريد أن يحطم أي شيء في أي مكان لكي يثبت أنه مازال على قيد الحياة، وعلى الرغم من اعتراف المحققين بأنهم لم يتوصلوا إلى أي دليل يثبت ضلوع بن لادن أو غيره في هذه العملية التي تشبه قيام طفل صغير بصفع فتوة ضخم على قفاه على مرأى ومسمع من الملايين، فقد أعلنت الحرب وتحركت الجيوش والأساطيل إلى بلاد المسلمين دون انتظار لنتيجة التحقيق.. وهذا يدل على أنهم يسعون إلى الحرب أصلا ولم يكن ينقصهم سوى المبرر الذي يستطيعون به حشد التأييد والحصول على التسهيلات المطلوبة.. وهذه الحرب بدأت منذ عشرات السنين ولم تتوقف يوما واحدا على امتداد العالم الإسلامي ولكنها لم تحُسم بعد لصالحهم.
فماذا يخبئ جورج بوش لنا؟
. في البادية أعلن أنها «حرب صليبية».. وعندما أدرك أن ذلك سوف يصعّب من مهمة الانقضاض على المسلمين بأيدي مسلمين (!) تراجع وقام بزيارة المركز الإسلامي، وأخذ يكرر تظاهره باحترام الإسلام ومعتنقيه.. ويعلم الله وحده ماذا يضمر لهم.
. اجتمع وليام بيرنز مع السفراء العرب وطلب منهم أن تحدد كل دولة موقفها «على وجه السرعة» فهي إما مع أمريكا وإما ضدها، أي لا مكان للمحايدين ولا مجال للحياد!
. الأحداث تثبت يوما بعد يوم أن كل شيء يتم كما يراه العدو الصهيوني الذي ربما قام بتدبير هذه الهجمات على رموز القوة والسيادة الأمريكية.. فتصاعدت نغمة إلقاء الاتهامات على المقاومة وحركات التحرر الوطني التي تجاهد من أجل استقلال أوطانها.. وأعلن السفاح شارون أن التحالف المعادي للإرهاب يجب أن يكافح كل «المنظمات الإرهابية»!!
. السفير الأمريكي بلبنان سلّم رئيس الوزراء المطالب الأمريكية السبعة (!) وأولها وقف أنشطة حزب الله لأنه يدعم العمليات «الإرهابية» للمنظمات الفلسطينية.. هكذا دون حياء!!.
. من المبررات السخيفة لوضع العراق ضمن الأهداف المطلوب تدميرها وإزالتها أنه يكافئ أسر الأبطال الفلسطينيين الذين يقومون بعمليات استشهادية في فلسطين.. ألا يثبت ذلك أنه ليس هناك فرق بين أمريكا والعدو الصهيوني؟. والغريب أنهم لم يقولوا نظرا لاحتمال مشاركة العراق في الهجمات ربما لأنهم يعلمون أن من حق العراق مهاجمة أمريكا التي تهاجمه يوميا.. ولو فعلها لما استطاع أحد أن يدينه.
  • مما يدل على نية الغدر والكيد للإسلام والمسلمين ما أعلنته مصادر في حلف الأطلنطي عن خطة الحرب، التي تضمنت مرحلتين:
- الأولي: القصف المتكرر والمتواصل لعدة أيام لتحقيق أكبر كمية ممكنة من الخسائر المادية والبشرية التي من شأنها أن تعيد الطمأنينة إلى الشعب الأمريكي!! أي على حساب الأبرياء.
- الثانية: إنزال مكثف لقوات كوماندوز «من الدول الإسلامية»(!!) وذكرت المصادر (كما جاء بالأهرام 20 سبتمبر) أن هناك شبه اتفاق على توزيع الأدوار والمهام، حيث ستتم الاستعانة بفرق كوماندوز عربية وإسلامية.
  • ألا يدل ذلك على أن صراع الحضارات قد بدأ، وأنهم يريدون أن يحاربونا وبأبنائنا لكي يُهلك المسلمون بعضهم بعضا؟.. وما هي الضمانات التي قدمها بوش للدول التي سوف يستخدم أرضها وسماءها ومياهها؟.. كيف سيتخلصون من هذه الجيوش الجرارة التي إن وطئت أقدامها بلاد المسلمين فلن تغادرها، وتجربة الخليج ماثلة؟.. وهل جاء الوقت لكسر شوكة باكستان التي تجرأت وامتلكت السلاح النووي؟!
  • هناك أسئلة مهمة تتعلق بالأدلة التي تثبت الفاعل الحقيقي لانفجارات الثلاثاء: أين تسجيلات الصناديق السوداء؟.. لماذا التركيز على الركاب العرب بالطائرات المختطفة دون غيرهم؟.. ما نتيجة التحقيقات مع الصهاينة الذين أظهروا الفرح والسعادة ساعة الهجوم؟.. من الذي دس خبر الهجوم على منتجع كامب ديفيد، وتبين أنه لم يحدث؟.. هل كان ذلك سبقًا إعلاميًا للإعلام الصهيوني على اعتبار أن ذلك سوف يحدث ولكن الطائرة سقطت في بنسلفانيا؟.. كل شيء يقول: «فتش عن اليهود»!
د. عبدالله هلال
العدد 526 الخميس 10من رجب 1422هـ 27 من سبتمبر 2001م
___________________________________

متى نمتنع عن مصافحة العدو؟!

فرح الشعب المصري، وسعدت الشعوب العربية، بقرار سحب السفير المصرى من عاصمة الكيان الصهيوني.. وكنا نود وننتظر أن يتبع هذا القرار قرارات أخرى مماثلة تعبر عن هويتنا العربية الإسلامية الأصيلة وعن إيماننا بأن تحرير المقدسات المغتصبة فرض عين وليس مجرد تضامن مع الأشقاء فى فلسطين، الذين يتعرضون للإبادة يوميا تحت سمع وبصر العالم كله، خصوصا وأن الأجواء والظروف التى دفعت الحكومة المصرية إلى اتخاذ هذا القرار لم تتغير.. بل على العكس، فقد تزايدت المذابح وازداد الصلف والإجرام الصهيونى لدرجة كان يجب أن تحتم علينا أن نوقفه عند حده، وأن نطرد سفيره إلى غير رجعة.
وللأسف الشديد فقد تحايل العدو- كعادته- على قرار سحب السفير المصرى وأفرغه من مضمونه بإرسال وزرائه ومسئوليه بين الحين والآخر للاجتماع مع المسئولين المصريين على مرأى ومسمع من العالم كله لكى يوهم الرأى العام بأن العلاقات (سمن على عسل)، وأن الود موجود، وأن سحب السفير المصرى مجرد مسرحية لإرضاء الشعوب العربية الغاضبة!. وقد تطورت الأمور لتصبح أرضنا الطاهرة المكان المفضل لأحفاد القردة والخنازير لكى يواصلوا فيها مسرحية المفاوضات والمباحثات التى لا تنتهى ولن تنتهى مادام هناك قدر من الثقة من الجانب العربى المخدوع فى العدو وفى حليفه الأمريكي.. فهم على استعداد لمواصلة هذه المسرحية دون ملل لعشرات السنين بهدف تضييع الوقت وفرض الأمر الواقع مع إصابتنا بالإحباط واليأس، ولحين تغير الظروف لصالحهم فيعاودون الظهور على حقيقتهم، والانقضاض علينا وعلى مقدساتنا.
والأسئلة الحائرة التى تبحث عن إجابة هي: كيف نجلس مع هؤلاء السفاحين ونصافحهم على الرغم من أن أيديهم ملوثة بدمائنا؟!.. كيف يرتدعون ويدركون أننا نرفض إجرامهم وهم يرون أن حرب الإبادة الشاملة ضد أشقائنا لم تؤثر فينا، بل لم تجعلنا نكشر فى وجوههم؟!.. ما هو الحد الأقصى من الإجرام الذى ننتظر أن يصلوا إليه لكى نتشجع ونقول لهم كفى؟!.. أليس هناك سقف؟!. إن القرار الوحيد الذى يجب اتخاذه، والذى لا يصلح غيره، هو الاعتراف بأن طريق التسوية القائمة على المساومات والتنازلات ثبت خطؤه، وأن العدو يماطل فى الاعتراف بحق الشعب الفلسطينى فى الحياة الحرة الكريمة وأنه لا يؤمن بمبدأ التعايش السلمي.. وأنه لابديل عن المقاومة لاسترداد الأرض وصيانة العرض.
إننا نشعر وكأن السفير المصرى مازال هناك، يشهد المذابح اليومية!.
د. عبد الله هلال
العدد 493 الخميس 30 من شوال 1421 هـ الموافق 25 من يناير 2001م
___________________________________

مطلوب تحقيق.. يا محافظ الشرقية

عندما اختير أستاذ الطب الدكتور حامد شتلة محافظًا للشرقية تفاءلنا خيرًا بإمكانية تحسين الوضع الصحي والخدمات الطبية المتدهورة بالمحافظة.. ومازلنا نحسن الظن به وننتظر أخبارًا سعيدة في هذا المجال، خصوصًا أن المحافظ الجديد مازال في بداية مشواره.
وهذه قصة عجيبة شهدتها بنفسي أضعها بين يدي المحافظ الطبيب. فقد ذهبت إلى الزقازيق لزيارة مريض بمستشفى صيدناوي الذي يبدو من الخارج مستشفي متطورًا، وعندما دخلت إلى غرفة المريض ذهلت من كم الذباب والقذارة الذي لا يجوز وجوده في مكان به آدميون، فما بالك إذا كانوا مرضى، أما الأدهى من ذلك والأمرُّ فهو الإهمال في المرور على المرضى ورعايتهم.. حيث لا يمر الجراح لمتابعة حالاته، ولم أجد طبيبًا واحدًا لأنقل إليه شكوى المريض من القسطرة الموجودة لثلاثة أيام دون داع رغم أنه يستطيع الذهاب إلى الحمام.
أما القصة العجيبة التي أرجو أن تجد من يحقق فيها فهي أن المريض الذي ذهبت لزيارته مكث بالمستشفى اثنا عشر يومًا من التأجيل لعدم حضور الجراح الذي سوف يستخرج الحصوة بالمنظار، وبعد هذه المدة الطويلة جاءه أحد الأطباء وأوهمه أنه سوف يذهب إلى القاهرة للاتفاق مع جراح لإجراء العملية، ثم قام هو بمحاولة إجرائها والمريض تحت التخدير لا يدري من أمره شيئًا.. وفشل هذا الطبيب في الوصول إلى الحصوة بعد أن فتح بطن المريض، وكان الواجب أن يستعين بالأستاذ المختص أو يطلب معونة من غيره، ولكنه أغلق بطن المريض ولم يذكر له بعد ذلك حقيقة ما حدث، وظن المسكين أنه استراح من الحصوة ومشكلاتها وأخذ يسأل عن موعد الخروج وهو لا يدري أن العملية فاشلة وأن الأمر كله عبث وأن الحصوة مازالت في مكانها!
وعند زيارتي سألته «أين الحصوة»؟ فقال المريض: إنهم لم يعطوها لي، وكما أسلفت لم أجد مسئولاً لكي أتفاهم معه، فعدت بالمساء وقابلت الطبيب المناوب وصممت على معرفة الحقيقة فقال إن الحصوة لم تستخرج لأن الجراح «لم يوفق» في الوصول إليها، وسوف نقوم بإجراء جراحة جديدة بعد التئام الجرح!!
وقد فهمت بطريق غير مباشر أن الجراح «الذي يهوي التدريب» تعجل في إجراء العملية الفاشلة قبل أن يحضر الأستاذ الذي اتفق معه المريض مستبقًا الأحداث حتى لا تضيع منه الفرصة!
تري من المسئول عن هذه الكارثة؟. وكيف يخضع مريض لإجراء عملية جراحية مرتين دون داع؟! ومن الذي يقرر فتح غرفة العمليات وإجراء الجراحات؟! ومن الذي يعوّض المريض عن آلامه وصحته المهدرة بسبب العبث؟!
د. عبد الله هلال
العدد 523 الخميس 18 من جمادى الاخرة 1422 هـ 6 من سبتمبر 2001م

ليست هناك تعليقات: