أهلاً.. وسهلاً

مرحبا بكم في موقع الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال

مقالات علمية وسياسية - محاضرات في الكيمياء - بحوث علمية - كتب علمية في الكيمياء وتطبيقاتها - استشارات علمية (كيميائية وبيئية)















هل لديك استشارة علمية؟

الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال - استشاري الدراسات الكيميائية والبيئية
للاستشارات العلمية:
ناسوخ (فاكس): 0020222670296 القاهرة
جوال: 0020115811500



الصفحة الرئيسية

الأحد، ٢١ مارس ٢٠١٠

* العرب، وإيران... والاستراتيجية النووية


العرب، وإيران... والاستراتيجية النووية

بقلم د. عبد الله هلال
(المصريون) 26 /4/ 2006 - (القدس العربي) 28/4/2006، صفحة 18

قامت الدنيا ولم تقعد (عند الحلف الصهيوني الأمريكي بالطبع) لمحاولة إيران امتلاك جزء من المعارف الحديثة المهمة، وهي المعرفة النووية .. ولجأ الحلف المدلّس المزور إلى الخداع وإيهام العرب بخطورة امتلاك إيران للسلاح النووي، وإنه (أي السلاح النووي) سوف يكون خطرا على العرب أنفسهم. فهل صحيح أن امتلاك إيران للمعرفة النووية، أو حتى للسلاح النووي؛ يشكل خطرا على العرب؟، وهل من حق الحلف الصهيوني الأمريكي أو غيره منع العرب والمسلمين (أو غيرهم) من امتلاك السلاح النووي ، كأداة ردع ضد من يهدد وجودهم بترسانته النووية؟.

هناك ما يعرف بالاستراتيجية النووية، والتي تسعى الدول المستهدَفة من عدو إلى تحقيقها، وترتكز على أربعة محاور:

(1) منع العدو من امتلاك السلاح النووي بكافة الوسائل الممكنة، حتى وإن أدى ذلك إلى تدمير المنشآت النووية للعدو، وقد فعلت ذلك إسرائيل عام 1981 ضد المفاعل النووي العراقي، وقبلها في أحد الموانئ الفرنسية ضد مفاعل عراقي أيضا، وحاولت ضد مصر أثناء حرب الاستنزاف، ولكنها أخطأت الهدف ودمرت مصنعاً للحديد والصلب (أبو زعبل).

(2) إذا لم تتمكن الدولة من منع العدو من امتلاك السلاح النووي فالواجب عليها السعي لامتلاكه، وقد فعل ذلك الاتحاد السوفيتي، وباكستان، وكوريا ... الخ.

(3) إذا عجزت الدولة عن تحقيق أحد الخيارين السابقين، فيجب عليها امتلاك خيار بديل يصلح رادعا لمنع العدو من استخدام سلاحه النووي، مثل الأسلحة الكيميائية أو حتى التقليدية بشرط استخدامها بكثافة على مئات المواقع في وقت واحد بالاستعانة بالصواريخ والطائرات .. الخ، بحيث يفهم العدو أن الرد سوف يكون موجعا ولا قبل له به.

(4) إذا كانت الدولة (عاجزة) عن تحقيق أي من الخيارات السابقة ، فعليها اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستيعاب الضربة النووية وتقليل الخسائر بقدر الإمكان، أي تظل على قيد الحياة، وهذا خيار العاجز .. وبالمناسبة فحتى هذا الخيار الأخير (العاجز) غير موجود في كل الدول العربية.

والواقع أن كل الدول العربية عجزت عن التفكير في الاستراتيجية النووية (باستثناء عراق ما قبل الاحتلال، والذي تآمر عليه العرب)، على الرغم من أن العدو الصهيوني يمتلك السلاح النووي ويهدد الجميع بلا شك، لأن هذه العصابة الصهيونية لا يمكن أن تشعر بالأمان أو الراحة ما بقي عربي على قيد الحياة، فاللص بالطبع لا يمكن أن يستمتع بالنوم في البيت المسروق.

هل من حق العرب والمسلمين امتلاك السلاح النووي؟

هذا سؤال استراتيجي مهم، فمادام هناك عدو يمتلك سلاحا فتاكا، فمن السذاجة النوم والتغافل عن هذا الموضوع .. لابد من وجود رادع يمنع العدو من التفكير في استخدام سلاحه. وفي الحقيقة أن وجود الرادع هو الوحيد الذي يمنع استخدام هذا السلاح، ولو أن اليابان كانت تستطيع الرد على أمريكا لما دُمّرت هيروشيما وناجازاكي. وقد تم تجميد السلاح النووي في كل من الهند وباكستان بامتلاكهما له معا.

لن يمنع العدو الصهيوني من ابتزاز العرب والمسلمين بالتهديد النووي إلا امتلاكنا لهذا الرادع. الأمر إذاً ليس مجرد حق الامتلاك، ولكنه واجب، والتفريط فيه انتحار أو خيانة، وليس مجرد سذاجة. وليس من حق أمريكا ولا غيرها منع المهدد بالإبادة من امتلاك سلاح رادع يحمي به نفسه، ولكنها القرصنة الأمريكية الصهيونية .. والتي يشجعها الانحناء العربي المخزي (أوقفت إحدى الدول العربية استخدام "عنصر" اليورانيوم في البحوث "غير النووية"، وربما تفكر في إلغائه من الجدول الدوري للعناصر!!!، رعباً من الحلف الصهيوني الأمريكي- رغم أن أحدا لم يطلب منها ذلك لأنه لا قيمة نووية له).

هل يمكن أن تهدد إيران جيرانها العرب بالسلاح النووي؟

هذا سؤال لا محل له، لأنه لا يمكن لدولة أن تستخدم سلاحا نوويا ضد جيرانها، لأن أكبر مشكلة لاستخدام هذا السلاح هي التلوث الإشعاعي الناشئ عنه، والذي ينتشر خلال مساحة واسعة جدا ويستمر لأزمانٍ طويلة. فالتدمير والحرق وخلافه مقدور عليه ويحدث بالأسلحة التقليدية، أما التلوث الإشعاعي فهو المشكلة الأخطر والتي لا سبيل لمواجهتها بسهولة. وحادثة تشرنوبل خير دليل على ذلك.

لذلك فليس واردا أبدا أن تستخدم إيران السلاح النووي ضد الجيران العرب لأنها بذلك سوف تلوث نفسها ، كما أن هذا السؤال فيه خداع كبير وضحك على الذقون: فما الذي يدعو إيران لفعل ذلك أصلا؟ ، هل هناك خطر استراتيجي يهدد وجود الإيرانيين من قِبل جيرانهم العرب؟، وأين هو الخطر المحتمل والعرب لا يملكون أصلا ما يدافعون به عن أنفسهم، وليس ما يهاجمون به الغير!.

إن ترديد هذا الكلام مقصود به الإيقاع بين العرب والإيرانيين لكي يتمكن الحلف الصهيوني الأمريكي من استخدام الأراضي العربية للهجوم على إيران. وإيران في كل الأحوال دولة مسلمة قوتها في النهاية مضافة للعرب والمسلمين، وليست عدوا كما يريد الحلف إياه أن يوهمنا.

من واجب العرب والمسلمين الوقوف إلى جانب إيران ومساندتها ضد الحلف الصهيوني الأمريكي، ومهما حدث من خلافات سياسية أو مذهبية ، فإيران هي الأقرب جغرافيا وعقائديا وسياسيا، وما يؤذي إيران يؤذي العرب بلا شك، والعكس بالعكس. ومهما اختلفنا فلا يمكن للمسلم الإيراني أن يفضل الحلف الصهيوني الأمريكي ومن يدور في فلكه على العرب، شركاء الجغرافيا والتاريخ والمصير والحضارة والثقافة.

وبكل تأكيد ، فإن وجود رادع نووي في إيران وباكستان، يجعل العدو الصهيوني يفكر مليون مرة قبل اعتزام استخدام ترسانته النووية ،لأن المساحة التي يحتلها العدو لا تسمح له بالمجازفة والانتحار.

ليست هناك تعليقات: