أهلاً.. وسهلاً

مرحبا بكم في موقع الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال

مقالات علمية وسياسية - محاضرات في الكيمياء - بحوث علمية - كتب علمية في الكيمياء وتطبيقاتها - استشارات علمية (كيميائية وبيئية)















هل لديك استشارة علمية؟

الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال - استشاري الدراسات الكيميائية والبيئية
للاستشارات العلمية:
ناسوخ (فاكس): 0020222670296 القاهرة
جوال: 0020115811500



الصفحة الرئيسية

الأحد، ٢١ مارس ٢٠١٠

* أمريكا.. هل هي جديرة بالانتصار؟!


أمريكا.. هل هي جديرة بالانتصار؟!

بقلم د.عبد اللّه هلال:
المصريون 27 يناير 2007 - الأهرام المسائي 9 أبريل 2008 الوسط 31 أغسطس 2010

لاشك أن غرور القوة والثروة هو الذي يحكم السياسة الأمريكية ويدفعها دفعًا إلى القيام بدور الفتوة الذي يريد أن يُخضع الآخرين بصرف النظر عن قيم الحق والعدل التي هي أساس الملك.. والتي بدونها لا يمكن لحضارة أن تدوم، حتى وإن انتصرت في جولة هنا أو هناك. وتدل الحروب الشرسة ضد أفغانستان والعراق، والقصف من حين لآخر في مواقع متعددة مثل باكستان، والصومال مؤخرا.. والتي لم يسبق لها مثيل في التاريخ، حيث تستخدم صواريخ ثمن الواحد منها مليون دولار، وقنابل زنة الواحدة منها سبعة أطنان!.. تدل على أن الساسة الأمريكيين يسعون إلى أي «نصر» على أي «أحد» إرضاء للشعب المقهور المهان والذي صدق أنه يعيش في دولة الأمن والأمان.
ويبدو أن غرور القوة قد أصاب هؤلاء الساسة بالعمى والصمم وفقدان الذاكرة.. إذ لم يذكر التاريخ لهم انتصارًا ذا قيمة، خصوصًا في صراعهم الذي لم يتوقف ضد الدول الإسلامية. وإذا استعرضنا تاريخ الولايات «المعتدية» الأمريكية مع الحروب فسوف نجد أنها تمكنت بالفعل من إلحاق الدمار والخراب بمناطق كثيرة من العالم، ولكنها لم تحقق أهدافها إلا في النادر القليل. فإذا كانت - مثلاً - قد أخضعت اليابان باستخدام الإرهاب النووي غير الإنساني وغير المسئول، فقد استطاعت اليابان أن تنتصر عليها اقتصاديًا، وسوف يأتي اليوم الذي ترد فيه الصاع صاعين جراء هذه الجريمة النووية البشعة. وفي فيتنام.. استطاع ذلك الشعب الفقير أن يهزم القوة الباغية الطائشة وأن يصيبها بعقدة فيتنام التي لم تتعاف منها حتى الآن.
أما في صراع أمريكا مع المسلمين فقد هُزمت شر هزيمة.. ولم تحقق أهدافها ولو لمرة واحدة. فعندما وقفت بالمرصاد للثورة الإسلامية في إيران وناصبتها العداء دون داع، تحدي الإيرانيون أمريكا ورفضوا الخضوع.. وذهبت الطائرات الأمريكية تحت جنح الظلام تحمل أفضل وأقوى ضباطها للهجوم على طهران وتحرير الرهائن، لتفشل العملية ويُقتل كل المهاجمين وتنتصر إيران في النهاية رغم الحرب الشرسة التي أدارتها أمريكا ضدها (من وراء ستار) لثمان سنوات!.
وفي الحرب الأهلية اللبنانية.. تدخلت أمريكا ومعها ذيلها الإنجليزي لصالح الموارنة، وذهب أفضل ضباط وجنود الدولتين المغرورتين لاحتلال بيروت وبسط سيطرة الفتوة العالمي على الدولة الصغيرة الممزقة.. ولكن الشعب اللبناني المجاهد تصدى للقوة العظمى وأرغمها على الانسحاب المهين دون أن تحقق أي غرض من أغرضها الدنيئة. وتكررت القصة نفسها في الصومال عندما ظنت أمريكا أن انهيار الدولة وعموم الفوضى سوف يمكنها من السيطرة على هذا البلد المسلم ليكون نقطة انطلاق إلى دول أخرى بالمنطقة.. ولكن الشعب الأبيّ رفض الاحتلال الأمريكي، وفشل الجيش الأمريكي في حماية جنوده لينسحب في النهاية ذليلاً مهزومًا. وفي السودان فشلت أمريكا في فصل الجنوب أو بسط سيطرة عميلها جون جارانج على السودان رغم الدعم العسكري والمخابراتي والاقتصادي اللا محدود. وفي اليمن وقفت أمريكا خلف الانفصاليين في حرب الانفصال وفشلت، وانتصرت الوحدة اليمنية. وها هي تخرج كل ما في ترسانتها من أسلحة فتاكة ومعها كل شياطين الإنس في محاولة يائسة لتحقيق انتصار ولو ضئيلاً أو شكليًا على المقاومة في كل من العراق وأفغانستان، والتي لا تمتلك واحدًا في المليون من الإمكانات الأمريكية.. في حرب كانت كفيلة بإبادة جيوش ودول، ولكنها فشلت بفضل اللّه في كسر إرادة المقاومة الباسلة. وها هي أيضا تقف عاجزة أمام تنظيم صغير لا يملك جيوشا ولا حتى أرضا تؤويه، هو تنظيم القاعدة.. رغم التعاون الدولي والمخابراتي، ورغم المكافآت المغرية لمن يدل على قادته أو أعضائه.
وقد بدأت الإدارة الأمريكية الفاشلة في البحث عن بديل آخر يحفظ ماء الوجه أمام شعبها بأن تشن حروبا بالوكالة، من خلال عملائها، وبدأت بالمقاومة الإسلامية في لبنان من خلال العدو الصهيوني وفشلت، وهزم عميلها شر هزيمة، ثم انتقلت مرة أخرى إلى الصومال للثأر من هذا الشعب المجاهد، وذلك من خلال عميل جديد هو إثيوبيا التي لها هي الأخرى أطماعها، وذهبت الطائرات الأمريكية لتقصف الرعاة الصوماليين المساكين المتحلقين حول النار للتدفئة.. وظنوا أنهم انتصروا على مجاهدي المحاكم الشرعية الذين انسحبوا لأنهم لا يملكون سلاحا إلا الإيمان وحب الشهادة، وسوف يعودون إلى المقاومة إن شاء الله تعالى، دون شك، لتنضم الصومال إلى العراق وأفغانستان.
  • فهل أمريكا جديرة بأي انتصار?.. لا نظن!

ليست هناك تعليقات: