أهلاً.. وسهلاً

مرحبا بكم في موقع الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال

مقالات علمية وسياسية - محاضرات في الكيمياء - بحوث علمية - كتب علمية في الكيمياء وتطبيقاتها - استشارات علمية (كيميائية وبيئية)















هل لديك استشارة علمية؟

الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال - استشاري الدراسات الكيميائية والبيئية
للاستشارات العلمية:
ناسوخ (فاكس): 0020222670296 القاهرة
جوال: 0020115811500



الصفحة الرئيسية

الخميس، ١٨ مارس ٢٠١٠

* قمة الدوحة.. نرجوكم لا تجتمعوا!

قمة الدوحة.. نرجوكم لا تجتمعوا!
بقلم د. عبد الله هلال
(المصريون): بتاريخ 25 - 3 - 2009

هذه دعوة غريبة بالطبع.. وهي عكس ما نؤمن به، وما ننادي به دوما من حتمية الوحدة العربية وضرورة التقاء العرب في كل الميادين. ففي ظل الأحوال المأساوية التي تواجهها أمتنا الآن.. لا نرى أن هناك جدوى من اجتماع القمة العربية؛ فالخطب جلل, والأمة التي تصرخ من الظلم والإحباط لن تحتمل مزيدًا من الإحباط. وبالتأكيد فإن الحلف الصهيوني الأمريكي يُحِبّ ويؤيد هذا النوع من القمم، لأنه يراهن كالعادة على زرع اليأس في نفوسنا لنصل إلى قناعة «مزيفة» باستحالة الانتصار عليه, لأن مشكلته التي تؤرقه ليست في الحكومات العربية- المضمون ولاؤها- ولكن في الشعوب المؤمنة بحقوقها وبوعد الله تعالى للمؤمنين بالنصر والتمكين. فهل هناك شك أن العدو يفرح بالقمم العربية التي تأتي في ظروف حالكة وتظن الشعوب العربية المقهورة أنها طوق النجاة الذي جاء في موعده, ثم تفاجأ هذه الشعوب بأن الجبل قد تمخض ولم يلد سوى فأر ميت?.
والحقيقة أن أية "قمة عربية" تملك من الإمكانات والصلاحيات ما يمكن أن تلبي بها طموحات الشعب العربي المتعطش لأي فعل إيجابي أو إنجاز رجولي.. ولكن هل يتوقع أحد أن تخرج علينا القمة العربية المنتظرة أو أية قمة بأي شيء في مواجهة غطرسة الحلف الصهيوني الأمريكي?!. كيف ذلك والعرب قرروا (من تلقاء أنفسهم) الانحناء أمام الإدارة الأمريكية الجديدة- التي لم تطلب منهم ذلك بالمناسبة!، ولكنهم "تطوعوا" بالانحناء.. تخيل أن إنسانا جاء إليك وانحنى أمامك قائلا تفضل، اركب؛ ماذا تفعل؟!. سبق أن قارنا سلوك أمة العرب بسلوك الأمم الأخرى بالمنطقة؛ تركيا، وإيران، وباكستان.. عند استقبال الإدارة الأمريكية الجديدة، التي قررت انتهاج سياسات مغايرة لسياسات سابقتها المتهورة.. وكان من الطبيعي أن تعد دول العالم نفسها للتعامل مع نظام جديد، كل بطريقته ودرجة ذكائه السياسي. ونظرا لأن العالم كله (عدا العرب للأسف) يفهم قاعدة أن الهجوم خير وسيلة للدفاع؛ فقد فاجأ الأتراك إدارة أوباما بموقف ثوري قوي ومشرف تجاه القضية الفلسطينية.. وهو موقف جديد على تركيا التي كانت مغيبة عن عالمها الإسلامي، موقف لا يخشى الحلف الأمريكي الصهيوني، ويعتبر انقلابا خطيرا في السياسة التركية تجاه الدولة العبرية. أما الإيرانيون فقد استقبلوها بإطلاق قمر صناعي من صنع أيديهم، بالإضافة إلى الإصرار على التمسك بالبرنامج النووي.. وهذا التطور الصاروخي كان مفاجأة من العيار الثقيل سوف تجبر أمريكا والعالم على احترامهم، بل والخشية من إغضابهم- وقد حدث هذا بسرعة كما رأينا مؤخرا. وفاجأها الباكستانيون بإطلاق سراح العالم المناضل الدكتور عبد القدير خان الذي كسر الاحتكار الغربي للتقنية النووية وأنتج أول قنبلة نووية إسلامية. أما العرب المساكين المستسلمين؛ فقد رأوا أنه من الأفضل لهم أن ينافقوا أوباما؛ وتوصلوا في قمتهم السابقة بالكويت إلى أنه لا ينبغي إغضاب الإدارة الأمريكية الجديدة بإلغاء مبادرتهم الاستسلامية البائسة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، والتي رفضها العدو نفسه.. أي قرروا الانحناء، والانحناء كما أسلفنا يغري بالامتطاء، وهذا ما حدث!. وقد تواصل الانحناء وذهب العرب (سرا وعلنا) بلا داع "يستأذنون" الإدارة الأمريكية ويستجدون موافقتها على تشكيل حكومة فلسطينية تضم حماس الصامدة التي ثبت استحالة تجاهلها.. وبالطبع ما كان من أمريكا إلا الرفض، وهذا أمر متوقع في ظل سياسة الانحناء. ولو فعل العرب العكس وتمسكوا بالمقاومة وباحترام خيار الشعب الفلسطيني لاضطرت أمريكا لاحترامهم والاستماع إلى الحق الذي يمثلونه. وعندما صدرت مذكرة اعتقال الرئيس البشير لم يجرؤ العرب المساكين على رفضها والتحرك ضد المحكمة وراحوا يستجدون مجلس الظلم الدولي (لتأجيل) التنفيذ، وليس لإلغاء القرار الظالم!!.
ولننظر إلى رد الفعل الأمريكي.. فقد بدأ أوباما يغازل إيران ويتقرب منها، وأخذ الثعبان بيريز رئيس الكيان الصهيوني ينافق الشعب الإيراني، والإدارة الإيرانية متمنعة لدرجة زهد وسائل إعلامها في نشر رسالة أوباما. أما عن رد الفعل الصهيوني فقد واصل العدو احتقار العرب علنا وتحديهم بالإعلان عن تسمية (ليبرمان) أكثر اليهود عداوة للعرب؛ وزيرا للخارجية ليجبر المطبعين على استقباله واحترامه.. وبرفض السماح بتنفيذ فعاليات الاحتفال باختيار القدس عاصمة للثقافة العربية ليؤكدوا أن القدس ليست عربية، وليذهب العرب المطبعون ومعاهداتهم إلى الجحيم. هل يوجد في الدنيا ذل أكثر من هذا؟!.
هل هناك جدوى إذاً من القمة؟.. هل يجرؤ النظام العربي الرسمي في قمته الدورية على الرد على التطرف الصهيوني- الذي جاء لهم باليمين المتطرف المعادي لهم علنا- بتأييد المقاومة (التي يعتبرها العدو متطرفة) على أساس أنه لا يفل التطرف إلا التطرف؟. هل تجرؤ القمة على سحب مبادرة الاستسلام العربية ردا على تشكيل حكومة متطرفة لا تؤمن بالسلام وترفض الحق الفلسطيني؟. هل لدى العرب القدرة على اتخاذ قرار جريء بعودة المقاطعة, وتوسيع مجالها لتشمل العدو الصهيوني وكل من يساعده أو يجامله على حساب الحق العربي?. هل يجرؤ العرب على تبني قضية إعمار غزة عربيا وتجاهل "تعليمات" الحلف الصهيوني الأمريكي وفك الحصار الخانق عنها؟. هل يجرؤ العرب على اتخاذ موقف رجولي إلى جانب الرئيس السوداني عمر البشير وتحدي الغرب الظالم الذي يكيل بمكيالين؟. هل تستطيع القمة العربية اتخاذ قرار «حقيقي» بوقف التطبيع مع العدو وقطع العلاقات معه وسحب الاعتراف به وباغتصابه لفلسطين?. هل يمكن للعرب- من خلال قمتهم- الإعلان عن إسقاط قرار المحكمة الجنائية الدولية واشتراط محاكمة قادة الكيان الصهيوني وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة الصادرة لصالح العرب قبل تنفيذ القرارات الظالمة الصادرة من هذه المنظمة ضد العرب?.. هل يمكن أن نصرخ في وجه مجلس الأمن ونقول: كفى ظلما وكفى تسترا على العدو الصهيوني وحمايته وهو المحتل الغاصب?!.
إذا لم تكن القمة العربية مؤهلة للإجابة عن هذه الأسئلة, ومواجهة الطغيان الصهيوني.. فما جدواها?!. والإجابة للأسف وكما يعلم القاصي والداني أن القمة لا تجرؤ على اتخاذ أي قرار مما تنتظره الجماهير العربية، ويجب ألا نحلم بشيء من ذلك والأيام بيننا.. لذا فاجتماع القمة يضر ولا ينفع، لأنه يعرض غسيلنا الـ.... على العالم، ويزيد من مخزون الإحباط واليأس لدى الجماهير العربية. إن الحد الأدنى الذي تنتظره الجماهير العربية من القمة هو اتخاذ خطوة عملية- حتى وإن كانت التهديد بالحرب- لوقف سفك الدماء الفلسطينية وتهويد القدس، والتأكيد على شرعية الجهاد لتحرير القدس.. ولكن للأسف هذا عشم إبليس في الجنة كما يقول المثل. فالعرب تحكمهم أنظمة متخلفة غير متجانسة، والخلافات العربية- العربية خلافات استراتيجية.. وكما نعلم فالوقت الذي يضيع في محاولات (المصالحة) في كل قمة أكثر من الوقت المخصص لمناقشة التحديات التي تواجه الوجود العربي، وجامعة (الدول) العربية ليست جامعة عربية، ولكن جامعة أنظمة غير متجانسة. لذا نرجوكم لا تجتمعوا.. فدفع المضرة مقدم على جلب المصلحة.

إضاءات:

  • واجب على المثقفين العرب الرد على منع العدو الصهيوني للاحتفال باختيار القدس عاصمة للثقافة العربية بالاحتفال بالقدس في كل العواصم والمدن العربية.. على هيئة مؤتمرات وندوات ومهرجانات تحمل اسم القدس، كما ينبغي إطلاق اسم القدس على الكثير من المؤسسات والمشروعات: مكتبة القدس، مطبعة القدس، أسواق القدس..... الخ.
  • بعد فشل القضاء على المقاومة في كل من لبنان وفلسطين.. فالسياسة الجديدة للحلف الصهيوني الأمريكي هي الالتفاف على المقاومة باستقطاب الدول التي تدعمها ودفعها للانقلاب على المقاومة، وهذا غير مستبعد في ظل انتهاج كثير من الدول السياسة النفعية.. يجب على المقاومة اليقظة والانتباه، ودراسة البدائل الممكنة.
  • السياسة العربية المضادة لإيران كانت عشوائية ولم تكن تستند على أساس معين سوى التبعية للحلف الصهيوني الأمريكي.. تـُرى كيف ستتصرف الأنظمة العربية إن ذاب الجليد بين إيران وأمريكا؟!.
  • بعد صعود نجم الإرهابي الصهيوني ليبرمان الذي سبق أن نادى بتدمير السد العالي وإغراق مصر.. أصبحت الحاجة ملحة لتقليل الكثافة السكانية والاستفادة من الصحراء المصرية الشاسعة المهملة بالانتشار السكاني فيها والقضاء على مشكلات الازدحام والإسكان والبطالة، وتبديد أوهام هذا الصهيوني المعتوه وأمثاله.
abdallah_helal@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: