أهلاً.. وسهلاً

مرحبا بكم في موقع الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال

مقالات علمية وسياسية - محاضرات في الكيمياء - بحوث علمية - كتب علمية في الكيمياء وتطبيقاتها - استشارات علمية (كيميائية وبيئية)















هل لديك استشارة علمية؟

الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال - استشاري الدراسات الكيميائية والبيئية
للاستشارات العلمية:
ناسوخ (فاكس): 0020222670296 القاهرة
جوال: 0020115811500



الصفحة الرئيسية

الأحد، ٢٨ مارس ٢٠١٠

* آفاق عربية (4)

أمريكا ليست أهلاً للانتصار!

لاشك أن غرور القوة والثروة هو الذي يحكم السياسة الأمريكية ويدفعها دفعًا إلى القيام بدور الفتوة الذي يريد أن يُخضع الأخرىن بصرف النظر عن قيم الحق والعدل التي هي أساس الملك والتي بدونها لا يمكن لحضارة أن تدوم حتى وإن انتصرت في جولة هنا أو هناك. وتدل الحرب الشرسة ضد أفغانستان والتي لم يسبق لها مثيل، حيث تستخدم صواريخ ثمن الواحد منها مليون دولار، وقنابل زنة الواحدة منها سبعة أطنان!.. تدل على أن الساسة الأمريكيين يسعون إلى أي «نصر» على أي «أحد» إرضاء للشعب المقهور المهان والذي صدق أنه يعيش في دولة الأمن والأمان.
ويبدو أن غرور القوة قد أصاب هؤلاء الساسة بالعمى والصمم وفقدان الذاكرة.. إذ لم يذكر التاريخ لهم انتصارًا ذا قيمة، خصوصًا في صراعهم الذي لم يتوقف ضد الدول الإسلامية. وإذا استعرضنا تاريخ الولايات «المعتدية» الأمريكية مع الحروب فسوف نجد أنها تمكنت بالفعل من إلحاق الدمار والخراب بمناطق كثيرة من العالم، ولكنها لم تحقق أهدافها إلا في النادر القليل. فإذا كانت- مثلاً- قد أخضعت اليابان باستخدام الإرهاب النووي غير الإنساني وغير المسئول، فقد استطاعت اليابان أن تنتصر عليها اقتصاديًا، وسوف يأتي اليوم الذي ترد فيه الصاع صاعين جراء هذه الجريمة النووية البشعة. وفي فيتنام.. استطاع ذلك الشعب الفقير أن يهزم القوة الباغية الطائشة وأن يصيبها بعقدة فيتنام التي لم تتعاف منها حتى الآن.
أما في صراع أمريكا مع المسلمين فقد هُزمت شر هزيمة.. ولم تحقق أهدافها ولو لمرة واحدة فعندما وقفت بالمرصاد للثورة الإسلامية في إيران وناصبتها العداء دون داع، تحدى الإيرانيون أمريكا ورفضوا الخضوع.. وذهبت الطائرات الأمريكية تحت جنح الظلام تحمل أفضل وأقوى ضباطها للهجوم على طهران وتحرير الرهائن، لتفشل العملية ويُقتل كل المهاجمين وتنتصر إيران في النهاية رغم الحرب الشرسة التي أدارتها أمريكا ضدها (من وراء ستار) لثمان سنوات!.
وفي الحرب الأهلية اللبنانية.. تدخلت أمريكا ومعها ذيلها الإنجليزي لصالح الموارنة، وذهب أفضل ضباط وجنود الدولتين المغرورتين لاحتلال بيروت وبسط سيطرة الفتوة العالمي على الدولة الصغيرة الممزقة.. ولكن الشعب اللبناني المجاهد تصدي للقوة العظمى وأرغمها على الانسحاب المهين دون أن تحقق أي غرض من أغرضها الدنيئة. وتكررت القصة نفسها في الصومال عندما ظنت أمريكا أن انهيار الدولة وعموم الفوضى سوف يمكنها من السيطرة على هذا البلد المسلم ليكون نقطة انطلاق إلى دول أخرى بالمنطقة.. ولكن الشعب الأبيّ رفض الاحتلال الأمريكي، وفشل الجيش الأمريكي في حماية جنوده لينسحب في النهاية ذليلاً مهزومًا. وفي السودان فشلت أمريكا في فصل الجنوب أو بسط سيطرة عميلها جون جارانج على السودان رغم الدعم العسكري والمخابراتي والاقتصادي اللامحدود. وفي اليمن وقفت أمريكا خلف الانفصاليين في حرب الانفصال وفشلت، وانتصرت الوحدة اليمنية. كذلك فقد خابت الخطط الأمريكية للإطاحة بكل من الرئيس العراقي والليبي وقبلهما عبد الناصر. وها هي تخرج كل ما في ترسانتها من أسلحة فتاكة ومعها كل شياطين الإنس في محاولة يائسة لتحقيق انتصار ولو ضئيلاً أو شكليًا على حركة طالبان التي لا تمتلك واحدًا في المليون من الإمكانات الأمريكية.. ومضي أكثر من شهر في حرب كانت كفيلة بإبادة جيوش ودول، ولكنها فشلت بفضل اللّه في كسر إرادة الشعب الأفغاني.
  • فهل أمريكا جديرة بأي انتصار؟.. لا نظن!
د. عبد اللّه هلال
العدد 533 الخميس 29 من شعبان 1422هـ 15 من نوفمبر 2001م
___________________________________

أمريكا.. هي إسرائيل!

وهب اللّه تعالى الإنسان نعمة الذاكرة لتمكينه من إعمار الأرض، بالبدء من حيث انتهى السابقون.. وبتجنب أخطائهم. والذي يهمل نعمة الذاكرة ولا يستفيد من دروس التاريخ يستحق أن يظل متخلفًا ومهانًا من الأخرين، ونعتقد أن التخلف الذي أصاب «خير أمة أخرجت للناس» سببه عدم استفادة الأمة الإسلامية- خصوصًا العرب- من عبرة التاريخ.. فما حدث في الأندلس مثلاً يحدث كل يوم في مواقع أخرى دون أدنى يقظة أو تفكير في أسباب هذه الانتكاسات، الواحدة تلو الأخرى!
وها نحن نتجرع من بوش الابن الكأس نفسها التي تجرعناها من بوش الأب منذ عشر سنوات فقط لا غير. فعندما حشد الأب حشوده للسيطرة على مخزون النفط العالمي بحجة تحرير الكويت ووُجه بمطالبات عربية ودولية بضرورة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الصادرة ضد العدو الصهيوني على قدم وساق مع تلك الصادرة ضد العراق.. ولكن بوش الأب الذي لا يجرؤ على أن يدوس على طرف للكيان الصهيوني المدلل، تعامل مع العرب السذج بكل خبث وتظاهر بموافقته على ذلك وأعلن أن حل قضية فلسطين سوف يلي مباشرة تحرير الكويت، وصدّق المساكين، وأخذت أبواقهم الإعلامية تهلل لهذه التصريحات المخادعة.
وعندما استقرت الأمور لراعي البقر سيق العرب إلى مدريد وأوسلو وغيرهما، وشربوا أكبر مقلب في التاريخ بإرغامهم على الاعتراف بالعدو الصهيوني وأحقيته في أرض فلسطين، ولم يحصلوا في المقابل على أي شيء سوي «شرف» الجلوس مع رئيس أمريكا وقادة العدو!
وللأسف الشديد فقد بدأ التاريخ يعيد نفسه سريعًا.. فها هو بوش الابن يضطر لإطلاق تصريح مشابه (مجرد تصريح دون أية التزامات) يدّعي فيه اقتناعه بأحقية الفلسطينيين في «دولة» ليعود العرب بسذاجتهم للتصديق والتهليل لهذا الفتح المبين، رغم التطابق الكامل لموقف بوش الابن مع موقف الأب، حيث الحاجة إلى الدعم العربي والإسلامي لحملته الكاسحة على الشعب الأفغاني المطلوب عقابه بالشبهة!.. ورغم أن سفير بوش الابن لدي الكيان الصهيوني أسرع بطمأنة العدو بأن شيئًا لن يتم دون أن توافق عليه الدولة العبرية، أي أننا سنعود إلى الدائرة المفرغة إياها التي بدأها بدهاء بوش الأب.
أما السفاح شارون الذي يعرف تمامًا أن تصريح بوش هو مجرد لعبة سياسية مؤقتة وللاستهلاك العربي، والذي بالقطع تم التشاور معه قبل إطلاق هذا التصريح الخبيث.. فلم يضيع الفرصة «ونفش ريشه» وأعلن بكل قوة وبجاحة أن الدولة العبرية لن تسمح بإرضاء العرب على حسابها. ولكن العرب، أهل الطًّيبة والبراءة والسماحة، التقطوا تصريح بوش وعجزت أجهزة الاستقبال لديهم عن التقاط تصريح شارون أو تطمينات السفير الأمريكي. فهل نلدغ من الجحر مرة أخرى؟!
إن الإدارة الأمريكية الخاضعة للنفوذ الصهيوني لا تستطيع ولا تجرؤ أن تغضب اليهود، وتعلم جيدًا أن العرب في «وضعهم الراهن» لا يملكون أي خطط للضغوط عليها رغم امتلاكهم لوسائل عديدة.. ولن تكون لنا قيمة أو كلمة إلا بعد الاقتناع بأن أمريكا هي إسرائيل.
  • إن حل مشكلة فلسطين مرهون بوقوع «الطلاق» بين العرب وأمريكا.
د. عبد اللّه هلال
العدد 528 الخميس 24 من رجب 1422هـ 11 من اكتوبر 2001م
___________________________________

انحناء سيحول أمريكا إلى فرعون العصر!

كشفت أحداث الحادي عشر من سبتمبر الماضي عن الوجه الحقيقي (القبيح) لأمريكا والغرب عمومًا.. إذ سقطت كل الأقنعة وانهارت كل الشعارات عن الشورى والسلام (المتحضر) وحقوق الإنسان، مع أول هجوم على أمريكا في تاريخها، وهذه ليست المرة الأولى في التاريخ التي يتعرض فيها شعب أو دولة للحرب أو لقتل بعض الأفراد أو للهجوم على بعض المرافق.. فما من دولة إلا وسبق أن واجهت هذا الابتلاء مرات ومرات، خصوصًا على أيدي هؤلاء الأوغاد، حلفاء الصهاينة، والذين يستحقون كل ما يقع عليهم من مصائب.. ولكنهم يعتقدون أنهم من جنس آخر غير باقي البشر، أو أن على رأسهم «ريشة»، فمن حقهم احتلال الدول الأخرى وسرقة مواردها وقتل أهلها إذا ما قاوموا الاحتلال.. ومن حقهم فرض الحصار وتجويع الشعوب وقتل الأطفال.. ومن حقهم استخدام أسلحة الدمار الشامل والإبادة الجماعية للبشر وحرق وتدمير ممتلكاتهم.. ومن حقهم احتكار التقنية الحديثة والتراث العلمي الإنساني ومنع أسرار التقدم الصناعي عن غيرهم.. من حقهم كل شيء، وليس من حق غيرهم أي شيء، ولا حتى الاعتراض أو الاحتجاج!. فعندما احتج بعض الرافضين لهذه العنصرية- بطريقتهم- وقاموا بمجرد لمس الجسد الأمريكي (الزجاجي) قامت الدنيا ولم تقعد، ويبدو أنها لن تقعد قبل أن يعود الاحتلال السافر الذي ظن الغافلون أنه ذهب إلى صفحات التاريخ ولن يعود.
والنظام الجديد للاحتلال صار بطريقة التحكم عن بعد، حفاظًا على الدماء الأمريكية والأوربية.. فالرئيس الأمريكي يجلس في بيته الأبيض ويشير بإصبعه لتبدأ الحرب العالمية، في كل مكان وكل ميدان: جيوش (محلية) تهاجم الحركات الإسلامية وتقتل أو تسجن كل من يعادي أمريكا أو يعترض على سياساتها العدوانية، صحف تُغلق، حسابات وأموال تُصادَر، قرارات تصدر بمنع بناء المساجد وإغلاق المراكز الإسلامية، وقرارات تأمر بخفض حصص التربية الإسلامية تمهيدًا لإلغائها، وأخرى توافق على العبث في مناهج التاريخ الإسلامي، والتفتيش على لجان الزكاة.. مطلوب جيل جديد يعبد المال ويحترم الشذوذ ولا يؤمن بالزواج ولا بالقيم الشريفة، جيل لا يهتم بشئون أمته ولا يؤمن باللّه فيسهل اختراقه لنظل تابعين متخلفين تائهين ليس لنا وظيفة غير استهلاك منتجاتهم وحراسة ثرواتنا الطبيعية لحين السطو عليها وتوصيلهاإليهم بتراب الفلوس.
ويظن الغافلون أن الانحناء حتى تمر العاصفة سوف ينقذهم من بطش رعاة البقر.. يظنون أن التسليم الكامل وعدم الاعتراض هو السبيل الوحيد للسلامة.. يظنون أن إعلان الحرب على بني وطنهم والتظاهر بكراهية ونبذ الإرهاب (الذي لم يتم الاتفاق على تعريف له حتى الآن) سوف يجنبهم مصير حكومة طالبان. والحقيقة أنه بئس الظن، وبئس التفكير، وبئس الاستسلام!! فهؤلاء الأوغاد لا تحكمهم قيم رفيعة ولا أخلاق حميدة» فكلما تراجع الطرف المقابل خطوة، يسرعون هم لاحتلالها ولا يمنحونه الفرصة للكرّ.. وما يحدث في فلسطين وباكستان خير شاهد.. ففي الأولي انحنت السلطة واستجابت للمطالب التعجيزية، ورغم ذلك لم يرحموها وطالبوا بالمزيد والمزيد وحبسوها بين أربعة جدران حتى الاستسلام الكامل.. وفي الثانية ظن حاكمها أن الارتماء في الحضن الأمريكي وبيع الأخ و الحليف والجار الذي يشكل عمقًا استراتيجيًا سوف يجعل من راعي البقر حليفًا قويًا في مواجهة الهند، مكافأة على هذا الانحناء، ولكن من قال إن هؤلاء تحكمهم الأخلاق؟!.. لقد تبين أن كل شيء تم ترتيبه مسبقًا مع الهند، وأن باكستان كانت مجرد جسر للوصول إلى الأغراض الشريرة.
  • إن الانحناء سوف يصنع فرعونًا جديدًا.. وليس هناك من سبيل لإنقاذ أنفسنا إلا الصمود والمقاومة.
د. عبد اللّه هلال
العدد 543 الخميس 17من ذي القعدة 1422هـ 31 من يناير 2002م
___________________________________

انزعوا المعول من يد وزير التعليم

لعلنا لا نكون مبالغين إذا اعتبرنا أن وزير التربية والتعليم هو الوزير رقم واحد في قائمة الوزراء الذين تتمنى جميع الأسر المصرية إعفاءهم وحماية المواطنين من قراراتهم العجيبة غير المدروسة.. فقد حول التعليم إلى عملية تلقين وحفظ، وأثقل كاهل الأسر بأعباء الدروس الخصوصية، وأدى نظامه العجيب إلى هجر الطلاب للمدارس ونقل العملية التعليمية إلى البيوت والمكاتب الخاصة وتكفي معركة أو إرهاب الثانوية العامة لإثبات فشل هذا النظام التعليمي.
وعلي الرغم من أن المستوى التعليمي واضح من مستوى الطلاب الملتحقين بالجامعة ومن مستوى الخريجين الذي أخذ في التدني من سنة لأخرى.. فإن الوزير وبطانته يدّعون أنهم طوروا التعليم ويدّللون على ذلك بحصول الطلاب على الدرجات النهائية في «معركة» الثانوية العامة.. وكل الناس تعرف أن هذه السياسة مقصودة بتسهيل الامتحانات لكي يحصل الأوائل- الذين كانوا يحصلون بالكاد على تسعين بالمائة أيام التعليم الحقيقي- يحصلون على أكثر من مئة في المئة. والعجيب أن الوزارة فتحت الباب للإرهاب الإعلامي وضغط الرأي العام على واضعي أسئلة «معركة» الثانوية العامة.. ولا ندري ما دخل الصحف وأولياء الأمور بالامتحانات التي يجب أن تكون تقييمًا أمينًا ونزيهًا لمستوى الطلاب؟!.
على الرغم من كل ذلك فسوف نفترض «حسن النية» ونعتبر أن هذه السياسة الفاشلة غير مقصودة لانعدام الخبرة السياسية، ونضع معيارًا محايدًا للتقييم. فقد شاركت مصر في مسابقة الأولمبياد الدولي في الكيمياء بأربعة شباب من الذين حصلوا على أعلى الدرجات في التصفيات المحلية.. وفوجئنا بأن من يحصل على الدرجات النهائية في مصر لا يحصل على أكثر من عشرين في المئة عندما يقيم عالميًا. ونظرًا لأن طلابنا أذكياء ومجتهدون فقد اعتبرنا أن ذلك فشل للنظام التعليمي وليس للطلاب لأن مناهجنا متخلفة وغير مترابطة. وجاء التقييم الثاني مذهلاً عندما أجرت نقابة المهن العلمية التصفيات بين الثلاثين الأوائل على الجمهورية في الثانوية العامة لاختيار أربعة يمثلون مصر في مسابقة الأولمبياد العربي في الكيمياء، وتم وضع امتحان من صلب المنهج ولكن بعيدًا عن الإرهاب الإعلامي والتساهل الوزاري فجاءت الأسئلة غير مباشرة في بعضها، تخاطب العقل وتختبر التحصيل الفعلي.. وللأسف ترك الأوائل الحاصلون على أكثر من مائة في المائة هذا النوع من المسائل التي تحتاج إلى توظيف الرياضيات مع الكيمياء دون إجابة: ومرة أخرى نؤكد براعة الطلاب وبراءتهم من الذنب، ولكن هذا هو النظام التعليمي الذي حول تحصيل العلم واكتساب المعرفة إلى مجرد فن توقع أسئلة الامتحان والتسابق للحصول على الدرجات النهائية. إن انهيار التعليم هو الطريق إلى انهيار كل شيء.. هو الطريق المستقيم إلى التخلف والضياع.. لقد تحولت السياسة التعليمية إلى معول هدم لمصر ومستقبلها.. انزعوا المعول من يد هذا الوزير.
د. عبد الله هلال
العدد 572 الخميس 20 من جمادى الآخرة 1423 هـ 29 من أغسطس 2002م
___________________________________

أين الأسماك يا وزير الزراعة؟!

أنعم الله علينا بموقع متميز.. حيث تحيط بنا المياه من الشمال والشرق، وتمتد سواحلنا لتهيئ لنا أعظم فرصة للاستفادة من البحر بخيراته التي لا تحصى.. بالإضافة إلى نهر النيل العظيم، أطول أنهار الدنيا، والعديد من البحيرات.. مما يشكل المناخ الملائم لتكون مصر من كبار منتجي الأسماك في العالم. فالثروة السمكية هي ثروة حقيقية يمكن أن توفر الغذاء المفيد والمحبب للشعب المصري وتفتح الباب للتصدير. والاستثمار في مجال الأسماك يعتبر عملية متعددة الفوائد.. إذ يوفر العديد من فرص العمل في تربية الأسماك وصيدها وتوزيعها، وفي صناعة الحفظ والتعليب.. كما يوفر اللحوم الحمراء والبيضاء ويغنينا عن استيرادها، فضلا عن تصدير الفائض من انتاجنا.
والواقع أننا لا نستفيد من تلك الثروة التي سخرها الله لنا وتركنا الأمر لبعض الصيادين الذين توارثوا هذه المهنة، دون خطة وهدف نسعى إليه.. والنتيجة هي ارتفاع أسعار الأسماك والاضطرار إلى استيراد اللحوم بكل مشكلاتها وأمراضها، بل واستيراد الأسماك!. فهل المياه المصرية- على وفرتها- عاجزة عن توفير الأسماك التي تكفي الشعب المصري وتفيض للتصدير؟.. أم أن العجز راجع إلينا حيث لم نخطط لذلك ولم نشغل أنفسنا بهذه القضية؟.. ألا يستحق هذا الأمر تخصيص وزارة للثروة السمكية تكون مهمتها إعادة الأسماك إلى المائدة المصرية وتحقيق فائض للتصدير؟
إن الفشل في الاستفادة من الثروة المائية المصرية يضيع من أيدينا فرصا ثمينة لتدعيم الاقتصاد القومي. وهذه الأسئلة موجهة إلى وزير الزراعة بصفته المسئول عن قطاع الثروة السمكية.. نريد أن نعرف ما هي الخطط التي وضعتها الوزارة للاستفادة من البحار والبحيرات ونهر النيل وفروعه في توفير الأسماك للاستهلاك المحلي والتصدير؟.. ولماذا فشلت هذه الخطط (إن وجدت)؟. وإلى متي يستمر الفشل؟!. لماذا نترك الأمور للاجتهاد الشخصي العشوائي الذي لا يخدم الاقتصاد القومي؟!. وما الفرق بيننا وبين الدول الذكية التي لديها مسطحات مائية أقل بكثير مما لدينا ورغم ذلك فهي تنتج أكثر وتصدر؟!.. أفيدونا يرحمكم الله.
د. عبد الله هلال
العدد 517 الخميس 5 من جمادى الأولى 1422هـ الموافق 26 من يوليو2001م
___________________________________

بوش وبلير... مجرما حرب!

سقط القناع.. وانكشف زيف الحضارة الغربية التي تتمسح في مبادئ العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، وتبين أن هذا الكلام المعسول هو مجرد شعارات جوفاء ومظاهر كاذبة لخداع البسطاء والمقهورين. فها هو (بوش) وتابعه (بلير) يرتكبان أكبر مجزرة ضد الإنسانية المعذبة بقتل الأسرى المحبوسين المقيدين الذين لا يملكون وسيلة للدفاع عن أنفسهم.. ولم تستح وسائل إعلامهم من إبراز خبر اقتحام قواتهم لسجن قلعة جانجي وإبادة المئات بعد أن تم قصفهم بالطائرات!. واستمرارًا لمسيرة الكذب والتضليل الإعلامي المصاحب للحرب القذرة ضد الشعب الأفغاني فقد ادّعوا أن الأسرى المساكين قد تمردوا على سجّانيهم كمبرر لهذا الهجوم الإجرامي.. ولم يقل لنا أحد من هؤلاء الكذّابين كيف حصل الأسرى السجناء على الأسلحة التي استخدموها في التمرد؟.. هل تم تصنيعها في السجن؟!!
والواقع أن قتل الأسرى ليس له أي مبرر في أي قانون أو دين، ولا حتى في شريعة الغاب.. ولكن بوش وتابعه بلير يريدان أن يسفكا دماء أكبر عدد ممكن من المسلمين بحيث يتجاوز عدد من قُتلوا في الهجوم في نيويورك وواشنطن، إرضاء لشعبيهما!. ما الفرق إذًا بين هذين المجرمين والسفاح شارون الذي يتباهي بقتل الأطفال في فلسطين؟.. وماذا يحدث لو أن أحد من تصفهم أمريكا بطغاة العالم الثالث هو الذي ارتكب هذه الجريمة البشعة؟.. أين ذهبت شعارات حقوق الإنسان؟.
والسؤال المهم الآن: هل يمكن تقديم بوش وبلير والقادة الميدانيين الذين أمروا بقتل الأسري إلى العدالة بصفتهم مجرمي حرب.. أم أن هؤلاء على رأسهم ريشة، يفعلون ما يشاءون دون أن يجرؤ أحد من المستضعفين على إيقافهم أو مساءلتهم؟!. لو مرت هذه الجريمة دون حساب، أو على الأقل احتجاح، وإظهار الغضب والرفض، فسوف تتكرر في أفغانستان وغيرها.. يجب ألا ننسي أن الدور قادم على معظم الدول العربية والإسلامية.. لا تنخدعوا بالتصريحات «المسرحية» عن سماحة الإسلام، ولا بالزيارات «التكتيكية» للمساجد والمراكز الإسلامية بواشنطن ولندن، ولا بتهنئة المسلمين بحلول شهر رمضان.. فهذه كلها (مخدرات) لاستغفالنا والانفراد بالدول الإسلامية الواحدة تلو الأخرى.
إن المتأمل لتصريحات الحمائم والصقور والإدارة الأمريكية يستطيع أن يدرك بسهولة أن هناك خطة خبيثة لتبادل الأدوار وخداع البسطاء.. فالصقور يريدونها حربًا صليبية صريحة لا تبقي ولا تذر، والحمائم يدركون استحالة تنفيذ ذلك دون تعاون دول المنطقة، كما يريدون أن يتم قتل المسلمين بأيدي مسلمين بدلاً من التورط في حرب فيتنام أخرى.. لذلك فقد فضّل فريق الحمائم أسلوب الخداع والتمويه وإخفاء السم داخل العسل.. ولكن الهدف النهائي واحد، ومتفق عليه من الفريقين. وقد وصل التضليل والخداع إلى حدّ تخديرنا بـ«رؤية» باول أفندي حول الدولة الفلسطينية.. وللأسف- ورغم وضوح الرؤية- فقد سارعت أغلب الحكومات العربية بمحاولة إرغام شعوبها على ابتلاع الطعم.. والتهليل للتغيير الكبير (المخادع) في الموقف الأمريكي. ولا ندري لماذا تتعب أمريكا نفسها في المساهمة في إرغام العدو الصهيوني على الانسحاب من الأراضي المحتلة مادام العرب في جيبها في كل الأحوال.. ومادموا لا يجرؤون حتى على مجرد الغضب من الانحياز الأمريكي الأعمى للعدو؟!
  • إن أي تطور إيجابي لصالح القضية الفلسطينية لن يتم قبل وقوع الطلاق بين العرب وأمريكا.
د. عبد اللّه هلال
العدد 536 الخميس 21 من رمضان 1422 هـ 6 من ديسمبر 2001م
___________________________________

تجريد باكستان من السلاح النووي!

منذ أن فجرت باكستان قنبلتها النووية وعين العصابات الصهيونية في فلسطين المحتلة لا تنام.. إذ صار مفهومًا أن المسلمين قد امتلكوا قوة الردع التي تحميهم من التهديد باستخدام هذا السلاح الفتاك ضدهم، وبالتالي يصبح امتلاك العدو الصهيوني وحده للأسلحة النووية بلا معنى.. حيث يتلاشى الخوف من أسلحة العدو وتسقط ورقة الابتزاز للعرب والمسلمين التي ألًفَها الحلف الصهيوني الأمريكي. لذلك فقد بدأت على الفور مؤامرات الإيقاع بباكستان بالتعاون الجاد مع المخابرات الأمريكية والصهيونية والهندية.. وربما كان التخلص من نواز شريف ومن النظام الديمقراطي لتداول السلطة في باكستان، هو أول نتائج هذا التعاون الآثم.
ولا شك أن العدو الصهيوني (على عكس العرب) يحفظ عن ظهر قلب ما عرف بالاستراتيجية النووية، والتي ترتكز على أربع وسائل هي: شن حرب وقائية لتدمير الأسلحة النووية للعدو- اعتراض أسلحة العدو قبل بلوغ أهدافها- الاهتمام بالتدابير الوقائية المحكمة- التهديد بالانتقام وإثبات القدرة على البقاء والرد المناسب. وقد بدأ العدو منذ اليوم الأول لاغتصاب فلسطين بتطبيق هذه الاستراتيجية، فأنشأ برنامجه النووي ووقف بالمرصاد لأية محاولة عربية لامتلاك هذا السلاح.. وبدأ بقتل العالمة المصرية النابغة سميرة موسى، ثم العالم المصري يحيي المشد، وغيرهما.. ثم فجر قلب المفاعل العراقي قبل مغادرته الميناء الفرنسي إلى بغداد، ثم هاجم المفاعل البديل بعد إنشائه في بغداد ودمره، ثم دمر العراق كله في حرب الخليج الثانية وما تلاها من حصار وتفتيش، وأوقف بمؤامراته المشروع النووي المصري (السلمي).. إلى آخر هذه القائمة التي صارت محفوظة ورغم ذلك لا تجيد الحكومات العربية قراءتها.
لذلك لم يعتبر العدو باكستان دولة بعيدة عن حدوده ولا تشكل له تهديدًا مباشرًا، بل نظر إليها كدولة إسلامية شعبها متدين ويعتبر نفسه جزءًا من العالم الإسلامي الذي لن يقبل بضياع أولى القبلتين وثالث الحرمين، وكان لا بد، وطبقًا للاستراتيجية النووية، من تجريد باكستان من أسلحتها النووية!
ويبدو أن الخطة الجهنمية التي أعدها الحلف «الصهيوني الأمريكي الهندي» ترتكز على دفع حاكم باكستان لاتخاذ إجراءات استفزازية تؤدي إلى ثورة شعبية تكون مبررًا للتدخل بحجة منع الجماعات المتطرفة من امتلاك أسلحة الدمار الشامل ليتكرر السيناريو العراقي من تفتيش وحصار وتدمير، وأول الإجراءات الاستفزازية، كان قرار التخلي عن العمق الاستراتيجي الوحيد في أفغانستان وتدمير أواصر الارتباط الديني والقبلي بين باكستان وأفغانستان والوقوف مع الكفار (في رأي الشعب الباكستاني) ضد المجاهدين.. وعندما مرت هذه الكارثة دون أن يسقط حاكم باكستان، جاء الاستفزاز الأكبر في أهم قضية تشغل بال الباكستانيين وهي قضية كشمير.. فتم تدبير مسرحية الهجوم على البرلمان الهندي، وهي صناعة صهيونية واضحة، ومنفذوها هنود.. وبدأت الحشود العسكرية، وزار وزير الخارجية الصهيوني الهند علنًا، وانحازت أمريكا بوقاحة شديدة إلى الهند ضد باكستان الحليفة.. وزاد الاستفزاز بطلب إغلاق المدارس الدينية وتغيير مناهج التعليم الديني بعد اعتقال آلاف الناشطين لصالح قضية كشمير، وهي القضية المحورية الأولى عند الشعب الباكستاني. وربما يصل الاستفزاز إلى طلب اعتراف باكستان بالعدو الصهيوني وإقامة علاقات معه مثلما أعلن الحاكم «الأمريكي» الجديد لأفغانستان، عن عدم اعتراضه على ذلك.
وأخطر ما في الموضوع هو الغيبوبة العربية الكاملة التي نشهدها رغم العواصف التي تحيط بنا والتي تهدد الوجود العربي ذاته، وكأن ما يدور حولنا يحدث في كوكب آخر بعيد عنا.. وكأننا لسنا جزءًا من العالم الإسلامي نصعد بصعوده ونسقط بسقوطه، فلم نتعلم من دروس التاريخ ولا حتى من العدو الذي قفز إلى الهند وها هو يعد للقفز على أفغانستان.. ونحن في «النفط» نائمون، صح النوم يا عرب!
د. عبد اللّه هلال
العدد 544 الخميس 24 منت ذي القعدة 1422هـ 7 من فبراير 2002م
___________________________________

حكومة الجزر المعزولة

من عجائب حكومتنا المعمرة تلك الجزر المعزولة داخل «مجلس الوزراء».. فكل وزارة عبارة عن مملكة مستقلة لا يستطيع صاحبها الاقتراب من الممالك الأخرى. لذلك لا تجد عملاً مخططًا أو متكاملاً، وإنما خبطة هنا وخبطة هناك .. فإذا قاموا بتنظيف شارع مثلاً وضعوا الأتربة في الشارع المجاور وأحيانًا فوق الرصيف في الشارع نفسه ، لكي تعود إلى قواعدها سالمة عند مرور سيارة مسرعة.
وليت الحكومة المعمرة تأخذ العبرة والخبرة من ذلك الرجل الذي سمعنا عنه ولم نره، الذي كان يمتلك حافلات نقل الركاب بالعاصمة- قبل تأميمها .. فقد أنشأ إدارة لإصلاح المطبات بالشوارع حفاظًا على مركباته ولتوفير الإنفاق على قطع الغيار، رغم أن ذلك لم يكن اختصاصه ولا واجبه، وإنما واجب الحكومة أو البلدية .. ولكنه أدرك أن نجاح مشروعه يتطلب التدخل (بماله) في اختصاصات الأخرين المقصرين أو الغافلين.
وإذا أردنا أن نتبع سنة هذا الرجل البارع فلدينا الكثير مما يمكن اعتباره واجبًا ملزمًا لأكثر من وزارة .. من ذلك مثلاً مشكلة النظافة العامة التي تعتبر أكبر عار يجلل أي حكومة .. فلو كنت من وزير الصحة لاعتبرتها أولى واجبات الوزارة وقاية للمواطنين من الأمراض وتوفيرًا لنفقات علاج المرضى.. ولو كنت من وزير السياحة لامتنعت عن استقدام السائحين لحين الانتهاء من هذه المشكلة التي تنفرهم وتجعلهم ينقلون الدعاية السيئة عن بلادنا وآثارنا.. ولو كنت من وزير التعليم لأوقفت الدراسة بالمدارس والجامعات حتى يقوم الطلاب بتنظيف بيئتهم التي تعتبر عنوانهم . ولو كنت من وزير الشباب لأوقفت الأنشطة والمعسكرات الصيفية على هذه المشكلة المخجلة للشباب وغيرهم.. ولو كنت من وزير الداخلية لاعتبرت أن القاذورات والمطبات بالشوارع أحد مسببات الأزمة المرورية الخانقة وجندت جنود الأمن المركزي لإزالة هذا العار .. ولو كنت من وزير البيئة لاعتبرت أن مشكلة النظافة أولى من التلوث البيئي لأن من يفشل في حل مشكلة القمامة لن ينجح في إزالة التلوث المتشعب.. وهكذا.
والواقع أن كل هذه الوزارات وغيرها تعتبر أن الأمر لا يعنيها وتترك قضية النظافة العامة للبلدية أو المحافظة.. ويظل الحال على ما هو عليه: وزارة تبني ووزارات تهدم ، ويسمون كل ذلك إنجازات!!.
د. عبد الله هلال
العدد 573 الخميس 27 من جمادى الاخرة 1423هـ، 5 من سبتمبر 2002م
___________________________________

حكومة مسكينة.. مكسورة الجناح!

من غرائب حكومتنا المعمرة تلك المسكنة والشكوى من المواطنين والقول إنه من المستحيل تخصيص جندي لكل مواطن!. وكان من أغرب التصريحات الوزارية ما طلع علينا به وزير النقل، والذي ادعى فيه أن جزءا كبيرا من ميزانية وزارته يضيع هدرا لشراء زجاج للقطارات لأن بعض الصبية يقذفون القطارات بالحجارة، وكذلك عندما شكا من سرقة أجهزة الإطفاء المزعومة.. وكأن هذه القطارات تسير في أرض معادية ليست لنا سيطرة عليها.
أين الإدارات المحلية؟.. أين حراس القطارات؟.. أين من يدعون معرفة «دبة النملة»؟.. هل تعجز الحكومة بجلالة قدرها عن ضبط هؤلاء الصبية ومحاكمتهم وآباءهم وجعلهم عبرة لغيرهم؟، أم أنها المسكنة والتهرب من المسئولية؟!.
قس على ذلك ما يحدث في كل موقع وكل ميدان.. بناء على الأرض الزراعية دون تصريح. إنشاء أبراج سكنية دون التزام بالتنظيم أو الارتفاعات.. حفر في الشوارع دون تصريح وترك الحفر على هيئة كمائن للسائرين.. إنشاء «جبال» تؤذي السيارات بحجة إجبار السائقين على تهدئة السرعة وكأنه لا يوجد قانون للمرور.. القيادة بسرعات جنونية والقتل اليومي للمئات من الركاب والمشاة المساكين.. كسر الإشارات والوقوف في غير أماكن الانتظار دون رادع.. حجز أماكن «بالقوة» أمام البيوت وبعض المنشآت ومنع السيارات من الانتظار بها قبل دفع الإتاوة أو تحويلها إلى ملكية خاصة. إلقاء القمامة على هيئة أكوام في شوارع مهمة.. تكديس مواد البناء ونواتج الهدم بالشوارع لشهور وسنوات.. استخدام أرصفة الشوارع لأعمال تجارية وحرفية ومنع المواطنين من استخدامها للسير.. توزيع سلع غير مطابقة للمواصفات .. إلخ إلخ.
إذا كانت الحكومة مسكينة ومكسورة الجناح إلى هذه الدرجة فلماذا تتحول إلى حكومة معمرة، بل لماذا تبقى في الحكم وهي فاشلة في كل شيء؟!.. المفروض أن الحكومة تنوب عن الشعب في وضع الأنظمة واللوائح موضع التطبيق.. بل إن الشعوب عندما «تختار» حكوماتها فإنها تمنحها الحق في إنزال العقاب بالمخالفين للقانون حماية لباقي المواطنين.
ترى هل حكومتنا «المعمرة» لا ترى هذه المخالفات.. أم أنها تعتبرها أمورًا عادية. أم أن المسئولين بالحكومة مشغولون عنا بأمور أخرى؟، وما هذه الأمور التي جعلت الحكومة مسكينة إلى هذه الدرجة؟؟!
د. عبدالله هلال
العدد 574 الخميس 5 من رجب 1423هـ 12 من سبتمبر 2002م
___________________________________

حرمة تلويث البيئة

على الرغم من وجود التشريعات البيئية منذ ظهور الإسلام، فقد تأخرت كثيرًا إجراءات حماية البيئة في العالم الغربي الذي يصف نفسه بالمتحضر!.. فحتى نهاية القرن التاسع عشر كانت الفضلات الآدمية والمخلفات في أوروبا تلقى في قنوات مكشوفة تجري في الشوارع، ولم يكن هناك نظام لجمع القمامة.. بل كانت تلقى من النوافذ والشرفات في كل مكان، ولذا فإن أغلب المدن في هذا الوقت كانت تتصف بالقذارة الشديدة وانتشار الأمراض والأوبئة. كما تخلفت كذلك التشريعات والقوانين الوضعية الخاصة بحماية البيئة، فلم يكن لها وجود قبل القرن الثامن عشر.. ولم تكن سوى أوامر محدودة لمنع إلقاء القاذورات في الأنهار أو صيد بعض الطيور النافعة. ولكن مع زيادة التقدم العلمي والصناعي والاتجاه إلى التصنيع الكثيف وزيادة الإنتاج، بدأ الإنسان يشعر بخطر التلوث عندما بدأت البيئة تسقيه من الكأس نفسها التي يسقيها إياها.. فصدرت التشريعات وتكونت المنظمات وعُقدت المؤتمرات لبحث الإجراءات اللازمة للتصالح مع البيئة، وبدأت تظهر إلى الوجود قوانين البيئة لحماية الهواء والماء والتربة من التلوث، وللحفاظ على الثروات الطبيعية.
ومع أن إهمال الجوانب الروحية والدينية هو أهم أسباب التدهور البيئي، فمن المؤسف أن المواثيق والتوصيات التي صدرت عن مؤتمرات حماية البيئة لم تتطرق إلى هذه العوامل المهمة. فرغم أهمية القوانين وأهمية تطبيقها على الناس كافة فإن الرقابة الذاتية التي يمكن أن تلازم الإنسان في كل زمان ومكان هي رقابة الضمير، والقانون الذي لا يحتاج إلى رقيب هو القانون الإلهي.
ويمكن تلخيص المشكلات التي تعانيها البيئة في العصر الحديث في نقطتين هما التلوث واستنزاف الموارد الطبيعية.. وكلتاهما تؤدي إلى الخلل في التوازن الطبيعي للبيئة. فالتلوث لم يعد يقتصر على الهواء أو الماء أو التربة، وإنما تلوثت جميعاً.. ووصل التلوث إلى أجسام الكائنات الحية ومنها إلى الإنسان عن طريق الغذاء. وفي الإسلام يعتبر التلوث «نجاسة» يجب على المسلم التطهر منها.. وقد أثبتت العلوم الحديثة أن «المواد النجسة» هي مواد ضارة ومؤذية للإنسان والبيئة. كما اقترنت النظافة والطهارة بالإيمان.. فالنظافة من الإيمان، والطهور شطر الإيمان.. والقرآن الكريم {لا يّمّسَه إلاَّ ًَالمطّهَّرونّ} [الواقعة: 79]. والطهارة تشمل الجسم والثياب والمكان، أي بيئة الإنسان بصفة عامة. ومما يدل على عناية الإسلام بالنظافة والطهارة وتحريمه لكل أشكال التلوث أن «باب الطهارة» هو الباب الافتتاحي لمعظم كتب الفقه الإسلامي. ولقد أطلق المسلمون على صنبور الماء اسم «حنفية» نسبة إلى المذهب الحنفي الذي يفضل أن يكون الوضوء بماء جارٍ.
د. عبد الله هلال
العدد 561 الخميس 2 من ربيع الآخر 1423 هـ 13 من يونيو 2002م
___________________________________

حزب أمريكا: تحرير الإسلام من الإسلاميين!

الحملة الصليبية التي تقودها الإدارة الأمريكية ضد المسلمين في أفغانستان وفي دول الغرب والاستعداد لضرب السودان والعراق واليمن وسوريا وإيران.. أظهرت أمريكا وحلفها على حقيقتهم، وكشفت عن نواياها العنصرية تجاه كل من يخالفها. ورغم هذا الوضوح الشديد فلا يزال من بيننا من يتبنى وجهة النظر الأمريكية ويطالب بلا خجل بالتشعلق بذيلها والالتحاق بقطارها الطائش الذي أخذ يدهس كل من يقابله دون تمييز.. لا لشيء إلا لمجرد أن هذه أمريكا، التي إن أمرت فلابد أن تطاع!، ويبدو أن هؤلاء المتأمركين قد انسلخوا من جسم الوطن وأصبحوا جنودا للشيطان الأكبر.. نقول لهم إن أمريكا هي المصدر الأول للإجرام والشرّ الذي يسمونه الإرهاب وإنه من الطبيعي أن تجني ثمار ما غرسته، فيقولون: بل تحسدونها لأنها تتمتع بالثروة والقوة!..
ـ أليست أمريكا هي التي أبادت مدينتي هيروشيما ونجازاكي باستخدام أقذر أنواع الأسلحة؟.
- بماذا تصفون القصف العشوائي للشعب الفيتنامي بالأسلحة الكيميائية المحظورة (على أمثالنا)، وقتل الملايين من الأبرياء، وإيذاء البيئة والصحة العامة؟
- من الذي قصف العراق (ولا يزال) باستخدام القذائف الملوثة للبيئة وقام بالتدمير الكامل لمحطات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، ومنع الأدوية والأمصال عن الأطفال ليقتل منهم نصف مليون ويصيب الباقين بكافة أنواع الأمراض؟
- هل نسيتم موقف أمريكا من القضية الفلسطينية والتبني الكامل لوجهة النظر الصهيونية واعتبار مقاومة الاحتلال إرهابا يجب استئصاله، وحماية دولة العدو من التعرض للعقوبات أو حتى اللوم؟
- إذا لم تكن الأفعال الأمريكية إرهابا.. فماذا نسمي اغتيال الزعيم باتريس لوممبا واشعال الحرب الأهلية في الكونغو، والتدخل الإجرامي في جواتيمالا وتدبير انقلاب عسكري ومصرع الآلاف، وغزو بنما وقتل آلاف المدنيين، والتدخل في شيلي ضد الرئيس المنتخب سلفادور أليندي وحماية نظام مكروه أدى إلى موت عشرات الآلاف، وتدبير انقلاب إندونيسيا للإطاحة بالزعيم أحمد سوكارنو والإتيان بالعميل سوهارتو وما تبعه من حمام دم راح ضحيته مليون إندونيسي، والحرب السرية ضد كمبوديا، وتمويل المافيا الفرنسية لاغتيال القادة العماليين في مرسيليا وإحداث انشقاق في اتحاد النقابات العمالية،.. وغير ذلك الكثير والكثير؟!
وها نحن نشهد التأييد السافر والانحياز الأعمى الأمريكي إلى جانب العدو الصهيوني وهو يقصف المدنيين الأبرياء ساعة الإفطار من البر والبحر والجو، ونري بوش وهو يعلن بكل بجاحة أن إسرائيل لها الحق في ذلك ما دامت تتعرض للإرهاب، ورغم كل ذلك فالمتأمركون أو «حزب أمريكا» لا يكفون عن التبعية الكاملة والتأييد الأعمي لأمريكا لدرجة أنهم تجرأوا ووصلوا إلى أبعد مدي بالقول: ما دامت أمريكا غاضبة من الإسلاميين فيجب علينا (تحرير الإسلام من الإسلاميين!!).. فهل لو رأت أمريكا (مثلا) أن القرآن الكريم يعرقل خططها للسيطرة على العالم، فإن حزب أمريكا سيطالب بتحرير الإسلام من القرآن؟!.. وقد خاب من افتري.
* لا ندري لماذا يصر السيد ياسر عرفات على حرق نفسه وتدمير مستقبله السياسي وتاريخه النضالي.. فكلما ضغط عليه العدو الصهيوني خضع وتراجع ليشجعهم على المزيد من التصلب والصلف.. ألا تدري يا سيدي أن مجرد الاستماع إلى المطالب الصهيونية غير المعقولة يعطيهم الحق والشرعية لوصف الجهاد الفلسطيني لاسترداد الأرض بالإرهاب؟.. ما لكم، كيف تحكمون!!
د. عبدالله هلال
العدد 537 الخميس 28 من رمضان 1422هـ 13 من ديسمبر 2001 م


ليست هناك تعليقات: