أهلاً.. وسهلاً

مرحبا بكم في موقع الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال

مقالات علمية وسياسية - محاضرات في الكيمياء - بحوث علمية - كتب علمية في الكيمياء وتطبيقاتها - استشارات علمية (كيميائية وبيئية)















هل لديك استشارة علمية؟

الأستاذ الدكتور/ عبد الله هلال - استشاري الدراسات الكيميائية والبيئية
للاستشارات العلمية:
ناسوخ (فاكس): 0020222670296 القاهرة
جوال: 0020115811500



الصفحة الرئيسية

الأربعاء، ٢٤ مارس ٢٠١٠

* إسرائيل تـدق طبـول الحرب


إسرائيل تـدق طبـول الحرب

بقلم‏:‏ د‏.‏ عبد الله هلال
الأهرام المسائي 18 أبريل 2008

يبدو أن الكيان الصهيوني يعيش الآن حالة من الجوع والتعطش للدماء‏..‏ فالدماء الفلسطينية الغزيرة التي تتدفق يوميا بالضفة الغربية وقطاع غزة تعتبر ضئيلة بالنسبة لهم‏,‏ فهي علي غزارتها لم تعد تشبع النهم الصهيوني للدماء‏.‏ وأغلب الظن أن قادة الكيان قد غلبهم الشوق إلي وجبة دسمة من الدماء‏,‏ فبدأوا بالتدرب والاستعداد للحرب من خلال أكبر مناورة في تاريخ الدولة العبرية‏,‏ والتي استمرت لخمسة أيام‏.‏

وقد عكست نوعية التدريبات ما يعانيه الكيان الصهيوني من رعب من سلاح الصواريخ‏,‏ الذي احدث خللا كبيرا في موازين الصراع‏..‏ فقد انتهي زمن الحروب الخاطفة وحصر المعارك خارج حدود الدولة العبرية‏,‏ إذ أثبتت الحرب الأخيرة مع حزب الله فعالية الصواريخ وتهديدها للعمق الصهيوني‏.‏ ويزيد من القلق الصهيوني أن هذه الصواريخ لا يمكن منعها أو التحكم فيها‏,‏ فهي ليست مستوردة من حلفاء الكيان المغرور‏.‏ وبالطبع فلا يمكن أن يصدق أحد أن هذه المناورات الضخمة وغير المسبوقة هي مجرد روتين ليس له هدف عدواني‏..‏ انها بلا شك استعداد لحرب جديدة‏.‏

والسؤال المطروح علي طاولة البحث الآن هو‏:‏ لماذا يستعد الكيان الصهيوني للحرب؟‏.‏ وإلي أين تتجه الآلة الحربية الصهيونية هذه المرة؟ إذا بحثنا في مفردات الصراع ومسببات الحرب التقليدية نجد أنه ليست هناك أي مهددات قوية مباشرة تواجه الكيان ويخشي أن يفاجأ بها‏..‏ فالجبهات المحيطة إما باردة‏(‏ سوريا ولبنان‏)‏ وإما معاهدة‏(‏ مصر والأردن‏)‏ وإما معاندة‏(‏ المقاومة الفلسطينية واللبنانية‏).‏ فهل يخشي الصهاينة الجبهة الباردة وهم واثقون أن سوريا قانعة بحالة اللا سلم واللا حرب ولم تفكر حتي في الرد علي الغارة العدوانية الصهيونية التي احرجتها؟‏,‏ ولبنان المقاومة قانع بما حققه من انتصار علي الجيش الصهيوني‏,‏ ولبنان‏(‏ الدولة‏)‏ مشغول بمشكلاته الداخلية‏.‏ لا يوجد إذا غير الجبهة المعاندة‏..‏

ولكن هل تستحق المقاومة الشعبية التي لا تمتلك جيوشا ولا دبابات أو طائرات‏,‏ هل تستحق إجراء مناورات بهذا الحجم؟‏!‏ واضح ان الجبهة المعاندة وفكرة المقاومة ذاتها هي الدافع الأصلي والجرح الدامي الذي يؤرق الصهاينة في فلسطين المحتلة وأمريكا‏..‏ فالمقاومة اللبنانية أحرجتهم ومرغت سمعة جيشهم في التراب‏,‏ والمقاومة الفلسطنية لم تنكسر رغم المجازر والمحارق والحصار والسجن الكبير الذي يعيش فيه الفلسطينيون‏,‏ والمقاومة العراقية ـ كفكرة وأداء ـ تؤرقهم أيضا‏.‏ وزاد من القلق اعتماد المقاومة علي نفسها بتصنيع الأسلحة محليا‏,‏ فهي‏(‏ أي الاسلحة‏)‏ رغم بساطتها تؤرق المستوطنين الصهاينة الذين نزحوا من أوطانهم إلي فلسطين لكي يعيشوا لا ليموتوا أو يصابوا‏.‏

لا شك أن الصهاينة‏(‏ أي الحلف الصهيوني الأمريكي‏)‏ يتوهمون أنه يمكن الخلاص من هذه المقاومة الشرسة التي فشلوا في السيطرة عليها‏,‏ ويسعون الي ذلك بكل إمكاناتهم‏,‏ ويظنون أن القضاء علي المقاومة سوف يريحهم الي الأبد من هذا الصراع الذي لايريد أن ينتهي‏..‏ ولكن أين هو ميدان المعركة؟‏!..‏ يعتقد قادة الكيان الصهيوني أن سوريا تهرب من المواجهة المباشرة معه‏..‏ وتشن الحرب عليهم من وراء ستار‏,‏ من خلال المقاومة‏,‏ وأنها وحليفتها إيران هي التي تدعم هذه المنظمات وتمدها بالمال والمأوي والعتاد‏.‏ لذا فأغلب الظن أن الحرب القادمة التي يستعد لها الحلف الصهيوني الأمريكي سوف تتجه إلي سوريا‏(‏ ومعها حزب الله اللبناني‏)‏ أو إيران‏,‏ أو كليهما معا‏,‏ والاحتمال الأول أقوي‏,‏ ولكنه لا ينفي الاحتمال الثاني‏.‏

ويصعب بالطبع ضرب سوريا وإيران معا في وقت واحد‏,‏ فهذه مجازفة خطيرة‏.‏ وإيران لديها أسلحة يمكن أن تطول العمق الصهيوني‏,‏ لذا فمن المتوقع ان تشارك أمريكا في الحرب القادمة‏,‏ لأن الساسة الأمريكيون باتوا يعتقدون أنهم في حاجة إلي عملية كبيرة تغطي علي فشلهم في العراق وأفغانستان قبل الانتخابات الرئاسية‏,‏ وإيران عدو مشترك للطرفين‏..‏ لذا فالاحتمالات كلها واردة‏.‏ فإن هاجمت أمريكا‏(‏ بمفردها‏)‏ إيران فالكيان الصهيوني مهدد بالرد الانتقامي‏,‏ وإن آثرت أمريكا الابتعاد وعدم المجازفة وحاربت من خلال وكيلها الصهيوني‏,‏ أو أن يشتركا معا‏(‏ علنا أو سرا‏)..‏ ففي كل الأحوال يحتاج الكيان الصهيوني إلي التعبئة الداخلية والاستعداد الجيد الذي عكسته المناورة الأخيرة‏,‏ والتي تدربوا فيها علي مواجهة الضربات الموجعة باستخدام الاسلحة الكيماوية والبيولوجية‏.‏

ماذا فعل العرب في المقابل؟‏..‏ هل استعدت الدول العربية لمواجهة احتمالات توسعة الصراع أو التعرض لهجمات انتقامية أو عارضة؟‏,‏ إن القوات والقواعد الأمريكية المنتشرة في عدد من الدول العربية تجعل هذه الدول مسرحا محتملا لهجمات ومعارك بين القوات الإيرانية والقوات الأمريكية‏.‏

كما يمكن ان يستغل الكيان الصهيوني‏(‏ كعادته‏)‏ جو الحرب وضبابيته ويصطاد في الماء العكر‏,‏ ويضرب عصفورين بحجر واحد‏,‏ بتدمير بعض المواقع العربية الاقتصادية أو العسكرية المنتقاة‏,‏ بطائرات تبدو إيرانية‏..‏ ملصقا التهمة بإيران للإيقاع بينها وبين الدول العربية‏.‏ يجب علي هذه الدول أن تعد جبهاتها الداخلية لمواجهة أسوأ الاحتمالات كما يفعل الصهاينة‏..‏ إن الاستعداد المسبق والتدريب يقلل الخسائر ويمنع الفوضي وانهيار الروح المعنوية للشعوب‏.‏ افيقوا يا عرب فالحرب حرب‏,‏ وخسائر الحروب غير المتوقعة ثقيلة‏..‏ ويمكن تقليلها بالاستعداد واليقظة‏.‏ أما إذا كانت بعض الاطراف العربية لا تبالي بالحرب القادمة اطمئنانا وثقة بالحماية الأمريكية‏,‏ فهي بلا شك تكون واهمة‏,‏ وتستجير من الرمضاء بالنار‏..‏ فأمريكا ليس لها صديق إلا المصلحة الشخصية والكيان الصهيوني‏,‏ وقد سبق لـ بوش أن اعتراف بأن سبب موقفه المعادي لإيران هو معاداتها للصديق الصهيوني‏,‏ وتشجيعها لمقاومة الاحتلال‏!..‏ ومعروف أن أمريكا لم تخلص يوما لأحد‏,‏ ولا حتي لحلفائها في الحرب العالمية الثانية‏.‏ لقد خلق الله تعالي الكائنات جميعا مدافعة بطبعها عن وجودها وحياتها‏,‏ ولولا ذلك
لما استمرت الحياة‏..‏ فلا أقل من الاعتماد علي النفس واتخاذ الحيطة والحذر‏,‏ حماية للأمن القومي العربي‏.‏ إن أخشي ما نخشاه هو ألا يكتشف العرب أن أمريكا هي إسرائيل إلا بعد فوات الأوان‏,‏ وبعد خراب مالطة‏..‏ وحتي لوكانت أمريكا دولة صديقة افتراضا‏,‏ أو كانت دولة غير ظالمة جدلا‏,‏ فكيف تقف إلي جانب العرب وهم لا يعتمدون علي أنفسهم؟‏!..‏ إن أمريكا‏(‏ أو غيرها‏)‏ لن تكون عربية أكثر من العرب‏.‏

ليست هناك تعليقات: